وفيما أعلنت ما يسمى "القوى الأمنية" التابعة للنظام، أنها بدأت حملة تستهدف كل "خارج عن القانون" في المحافظة، شكك البعض بهذه النوايا، مؤكدين أن الصراع هو صراع سلطة ونفوذ على عمليات التهريب والتجارة للسيطرة على المحافظة من جديد، لاسيما أنه يقتصر حاليا على شخصيات نافذة في عائلة الأسد.
ميليشيا الغيدق
وفي آخر التطورات، دخلت ميليشيا "الغيدق" فصول هذا الصراع قبل أيام من خلال اشتباكات عنيفة شهدها حي الزراعة وسط اللاذقية استمرت لساعات بين قوات أمنية مشتركة تابعة لنظام الأسد من جهة، وبين عناصر من هذه الميليشيا التي يترأسها المدعو "غيدق ديب" نجل اللواء "مروان ديب" ابن عمة رأس النظام "بشار الأسد".
وبحسب مصادر محلية، حاولت "القوى الأمنية" التابعة للنظام القبض على "غيدق ديب" بعد أوامر وصلت من القصر الجمهوري باعتقاله، بعد تسببه قبل أيام قليلة بإطلاق نار على طلاب ومدرسين في جامعة "المنارة" الخاصة باللاذقية.
ويعرف "غيدق" في اللاذقية بأنه أحد أبرز مهربي الدخان والمخدرات، كما أنه يملك العديد من المقاصف ونوادي القمار، وهو على علاقة سيئة مع أبناء عمومة الأسد نتيجة خلافات سابقة لأبيه أيضا مع فواز الأسد.
وأشارت شبكات إعلامية محلية إلى أنّ الاشتباكات الأخيرة تسببت بمقتل عنصر من ميليشيات أسد وجرح آخر، فيما لم يعرف مصير ديب بعد تفجير منزله.
أما رواية النظام الرسمية، فقد نفت كعادتها عبر وكالة "سانا" وقوع أي اشتباك في اللاذقية، مدعيةً أن "أصوات الانفجارات ناجمة عن اندلاع النيران في مستودع".
حملة اعتقالات
في السياق، أفادت "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة باستمرار حالة الاعتقالات التي بدأتها "القوى الأمنية" قبل أسبوعين ضد عناصر تتبع لمليشيا "الحارث" التي يقودها بشار طلال الأسد ابن عم بشار.
وأوضح مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في جبلة، أبو يوسف جبلاوي، أنّ المدينة تشهد استنفارا أمنياً وحملة مداهمات واعتقالات يومية يتخللها بين الفترة والأخرى إطلاق رصاص بين الطرفين، مشيراً إلى استمرار حواجز ميليشيات الأسد بالتدقيق الكبير على مداخل ومخارج المدينة.
وأكد الجبلاوي في حديثه الخاص لموقع أورينت نت، اعتقال العديد من أفراد هذه المليشيا أبرزهم "المخبر" مصطفى عزام الملقب بـ"الجد"، والمسؤول سابقا عن تسليم عشرات شبان المدينة لأجهزة الأمن. موضحا أنّ الأخير انتسب منذ فترة لمليشيا طلال الأسد، وأثناء اعتقاله تم ضربه وإذلاله أمام أعين سكان المدينة، نظراً لدوره في عمليات الابتزاز المالي التي نفذتها المليشيا المذكورة مؤخراً ضد عدد من تجار المدينة، والتي وصلت إلى ملايين الليرات السورية.
سلب التجار
وكانت الميليشيا التي تتبع لابن عم رأس النظام، بشار الأسد، كثفت خلال الأيام القليلة الماضية من عمليات سلب التجار في محافظة اللاذقية، وهددتهم بالقتل أو دفع مبالغ مالية طائلة بذريعة تمويل عمليات النظام في محافظة إدلب.
وأشار عدد من تجار مدينتي اللاذقية و جبلة إلى أن عناصر الميليشيا ما تزال تمارس عمليات السرقة والتهديد بحق تجار المحافظة، ما اضطرهم للاستجابة ودفع المبالغ المادية التي طلبت منهم، والتي وصل بعضها إلى 60 مليون ليرة بعد عجز النظام عن حمايتهم.
وقبل أيام قليلة، هاجم مجهولون أحد حواجز ميليشيا "الحارث" على طريق القرداحة البساتين، وتمكنوا من قتل أربعة عناصر للميليشيا منهم القيادي (سليمان صهيوني)، ما أدى لحالة توتر كبيرة في المنطقة، وتعزيز المليشيا لحواجزها، وإعلان النفير العام في صفوف مقاتليها.
وتوّعد بشار طلال الأسد حينها جهات قال إنه يعرفها جيدا بالرد على اغتيال عناصره والثأر لهم، فيما اتهم بعض عناصره على مواقع التواصل الاجتماعي النظام صراحةً بأنه "ناكر للجميل" وأنه مباع للخارج و"خائن لدماء الشهداء".
ووفق مصادر في مدينة اللاذقية يصل تعداد ميليشيا "الحارث" إلى قرابة 1500 مقاتل معظمهم من أهالي القرداحة وريف جبلة، ويحصل أفرادها على رواتب شهرية، توزع من السرقات والتهريب وحالات السلب التي يقوم بها أفرادها.
وتعتبر المليشيا ذات نفوذ قوي في اللاذقية كون عناصرها من عائلات متنفذة مثل آل الأسد وخير بيك، وتمتلك أسلحة متوسطة وبعض الآليات الثقيلة.
وكان عضو مجلس الشعب التابع للنظام، نبيل صالح، قال إنّ محافظة اللاذقية بات يحكمها "أمراء حرب"، وعائلات فوق القانون، في ظل انتشار عصابات سلب وتشليح جعل واقعها الأمني متردياً للغاية، حسب وصفه.
ومنذ أشهر يسعى نظام الأسد بتوجيه من حليفه الروسي لإعادة سيطرته على اللاذقية، ولجم المليشيات الكثيرة التي أصبح لها اليد العليا، حيث نجح الأسد بتفكيك ميليشيات مثل "صقور الصحراء" و"مغاوير البحر" وبعض مجموعات "الدفاع الوطني" التابعة لأيمن جابر، كما حل ميليشيا "البستان" وقام بتصفيات سرية شملت بعض عناصر "الحزب القومي السوري" التابعة لرامي مخلوف.
التعليقات (0)