كيف سيطبق الاتفاق الروسي - التركي على الأرض شرق الفرات؟

كيف سيطبق الاتفاق الروسي - التركي على الأرض شرق الفرات؟
تناول تقرير لفورن بولسي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد اجتماع دام ست ساعات في سوتشي الروسية بين الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واللذان توصلا لتفاهمات تخص شمال شرق سوريا، بعد الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة وإطلاق تركيا عمليتها العسكرية لإنشاء المنطقة الآمنة.

وبعد ساعات فقط من إتفاق سوتشي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، أن أنقرة أوقفت العملية العسكرية وأن الاتفاق الذي توصل له نائبه مايك بينس، أصبح اتفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار؛ إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن الاتفاق الأمريكي كان هامشياً أمام الاتفاق التركي – الروسي.

وقال ترامب مبرراً قراره بالانسحاب من سوريا: "لندع الآخرين يخوضون المعركة على هذا الرمل الملطخ بالدماء". وأشار إلى أن وقف إطلاق النار أنقذ عشرات الآلاف من الأرواح في المنطقة وأشاد بأردوغان، قائلاً "يفعل ما هو بصالح بلاده. وسنلتقي في المستقبل القريب".

على ماذا ينص الاتفاق؟

وقع الجانبان على مذكرة مكونة من 10 نقاط، تم فيها تقسيم المنطقة التي انسحبت منها الولايات المتحدة. وتنص على انه، ابتداء من 23 الشهر الجاري، يجب على جميع المقاتلين من وحدات حماية الشعب الانسحاب من الحدود السورية التركية، حيث ستنتشر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على الجانب السوري من الحدود لمراقبة انسحاب الوحدات الكردية.

وسيكون أمام الوحدات 150 ساعة، أي أقل من أسبوع، للتراجع مسافة 30 كم على طول مناطق سيطرتها الحدودية والتي تصل لـ 400 كلم، من شمال منبج غرباً إلى الحدود العراقية شرقاً. وبعد إكمال الانسحاب ستقوم دوريات مشتركة روسية – تركية بمراقبة المنطقة حتى عمق يصل إلى 10 كلم.

ويعني الاتفاق الحالي إنهاء مناطق الحكم الذاتي الذي أسسته قسد شمال شرق سوريا، والتي وصلت قبل العملية التركية إلى حوالي ثلث الأراضي السورية.

ومن المقرر أن تقوم تركيا بعد ذلك بإعادة توطين ما بين 2 إلى 3 مليون لاجئ على المناطق التي تم دحر الوحدات الكردية منها، وبذلك تكون تركيا حصلت على كل ما كانت ترغب به.

ويعتبر اتفاق سوتشي نسخة موسعة عما يعرف بـ "الآلية الأمنية" التي تم التوصل إليها مع الجانب الامريكي لإنشاء المنطقة الآمنة.

انعكاساته على القوى المختلفة

وبحسب التقرير، يعزز الاتفاق مكانة بوتين كوسيط قوي رئيسي في المنطقة، ويزيد نفوذ تركيا التي أصبحت واحدة من أهم الدول ذات النفوذ الواسع في الشمال السوري.

مع ذلك، سيتمكن نظام الأسد من الدخول لشمال شرق سوريا لأول مرة منذ سنوات، بسبب الاتفاق الذي عقدته قسد مع النظام وموسكو، حيث من المرجح أن يدفع النظام نحو المزيد من النفوذ لإعادة المنطقة إلى مرحلة ما قبل بدء الثورة السورية.

واعتبر السيناتور مايكل كول، العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، أن "الأشخاص الوحيدون المستفيدون.. هم أعداء أمريكا: فلاديمير بوتين، بشار الأسد، الديكتاتورية الإيرانية الراعية للإرهاب، والمتطرفين في المنطقة وحول العالم".

وعلى الرغم من الخلاف مع الكونغرس؛ إلا ان ترامب يدعم اتفاق سوتشي والعملية التركية عبر قراره بإزالة العقوبات عن تركيا يكون قد قطع الطريق على واحد من مصادر الضغط القليلة التي تمتلكها الولايات المتحدة للضغط على أنقرة. مع ذلك يواجه خطر مواجهة محتملة مع الكونغرس حول موضوع العقوبات.

وما يزال القانون الذي تم طرحه بقيادة مجموعة من أعضاء الكونغرس يواجه مستقبلاً غامضاً، حيث تم صياغته بتوافق من كلا الحزبين وبقيادة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام. 

واعتبر السيناتور ماكول قرار الانسحاب يقوض "مصداقية الولايات المتحدة"، وقال: "ما نوع الرسالة التي سنرسلها إلى المجتمع الدولي عندما نقول لهم بأن الولايات المتحدة أدارت ظهرها للحلفاء الذين قاتلوا معها؟".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات