لبنان.. ثورة واتس آب؟ أم إسقاط لنظام المحاصصة الطائفية ؟

ثمةَ مَن يقول : إنَ سعد الحريري وخلالَ كلمتهِ قبلَ ساعاتٍ والتي عرض فيها ورقتَهُ الإصلاحية .. للحظةٍ بدا و كأنه سينزلُ إلى الشارع ِمع المتظاهرين صارخاً : هيلا هيلا هيلا هو .. مش مقبول .. فالرجلُ نفسُه ظهر غيرَ مقتنع ٍبهذهِ الورقةِ الاصلاحية التي بدت هزيلة ً أمامَ الحدثِ اللبناني .. وكذلك المتظاهرون الذين مازالوا في الشارع غيرُ مقتنعين .. يقولونَ لسعد الحريري : كلامُك شيكاتٌ بلا رصيد . و مارح نطلع من الشارع .. وهنا يقولُ كثيرون : إنَ لبنان لن يهدأ َ إلا إذا تخلصَ من نظام ِالمحاصصةِ الطائفية .. إلا إذا تخلى عن معادلةِ الثلثِ المعطل .. إلا إذا تخلى عن الكوتاتِ الفارغة .. إلا إذا تخلصَ من حاكم ٍفعلي كحسن نصرالله يطغى على حاكم ٍشكلي كسعد الحريري .. كورقةِ توتٍ تغطي سيطرةَ إيران على لبنان ..

بدأ اللبنانيون يدركونَ هذه المعادلة .. ولم يعودوا آبهينَ بالقمع ِالميليشياوي و الرسمي .. ولا بالتهديداتِ السافرة و المبطنة .. من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .. "لا" مدوية ٌوموحدة ٌضد الذلِ و الفسادِ و الفقرِ و الفرزِ الطائفي و التبعيةِ للخارج .. و الفارقُ بين اليوم وعامِ ألفين وخمسة يتمثلُ في المنصة .. لامنصة َ اليوم يعرضُ عليها زعماءُ الطوائف قاماتِهم .. لامنصةَ في رياض الصلح ولا في ساحةِ البرج .. الناس يتكلمون من أرض ِالشارع ولاصوتَ يعلو على صوتِهم .. طرابلس "عاصمة ُالسنة" تهتفُ ضد الحريري و ميقاتي و تتضامنُ مع صور "عاصمةِ الشيعة" التي قمعتْها الآلة ُالميليشياوية لحركةِ أمل وحزبِ الله ..

حسن نصر الله بدا عارياً هذه المرة .. فللمرةِ الأولى لاتسترُ فسادَهُ و دكتاتوريتَهُ و دمويتَهُ وعورتَهُ ورقة ُالمقاومة .. ومن الطبيعي أنْ يتمسكَ بالسلطةِ لأنها سلطتُه .. ويتمسكَ بالعهدِ لأنه عهدُه .. ويتمسكَ بالحكومةِ لأنها الحكومة ُ التي تحتكمُ بأمرِه ..

أما سعد الحريري الذي منح نفسَهُ فرصة ً فقد صاح به اللبنانيون : الشعبُ يمنحُ الفرصَ لا أنت..و قصة ُالاثنتينِ وسبعينَ ساعةً مثلُ قصةِ "بق البحصة".. لم نعدْ نصدقُك .. استقيل أشرفلك ..

يصيحُ اللبنانيون الآن في شوارعِ مدنِ لبنان .. من شمالِه إلى جنوبِه .. بكل زعمائِهم .. زعماءُ الطوائفِ و العصاباتِ و الميليشياتِ التي تحكمُهم : لبنان يثورُ عليكم .. كلُكم .. يا مَن أسستم عصابة ً لسرقةِ خيراتِه و توزيع ِفتاتِها على أزلامِكم .. لابتزازِهم بلقمةِ عيشِهم و تثبيتِ عروشِكم .. اليومَ نقولُ لكم : اللقمة ُالتي تنغمسُ بالذلِ هي حرام .. مرحلة ُالحلالِ ستبدأ ُ بزوالِكم .. أما سقوطـُـكم فقد تحقق .. بهتافٍ لبناني واحد .. كلن يعلن كلن .. ونصر الله واحد منن ..

 

- فهل يبقى المحتجّون في الشوارع ِأم يعطونَ فرصةً لزعمائِهم ؟

- و هي ثورةُ مَن على من؟ .. ثورة ٌتمهدُ لديكتاتورية أم ثورة ٌتعززُ الديموقراطية؟

- أهي ثورةُ جيلٍ جديد من الشباب، عاطل ٍعن العمل أو مغترب، ضد جيل ٍمن الحكام، جشعين وطائفيين، الأول وطني وعفوي والثاني مرتبط ٌدولياً وإقليميًا ومخضرم؟

- أهي ثورة ُ"واتس أب" وستهمدُ بإلغاءِ الضريبةِ التي أشعلتْها، أم ثورة ُشعبٍ استفاق فقررَ أنْ يُستشارَ في جميع ِالخياراتِ التي حددَها له الدستور وهي خيرُ الأدواتِ لمحاسبةِ كلِ مسؤول؟

- ولنفترض قبلَ الشعب بالورقةِ الاقتصادية التي طرحها الحريري .. مالذي يضمنُ بعد شهرٍ ألا يخرجَ الحريري ويقولَ للبنانيين : ماخلوني اشتغل .. وطالما أنَ الحريري يعلمُ أنَ حولَهُ عصابة ً تشاركُهُ الحكمَ مالذي يبقيهِ في منصبهِ وبمواجهةِ ملايين اللبنانيين ؟

- هل يستطيع ُاللبنانيون خلعَ هذا النظام ِالطائفي و القبلي القائم ِعلى العوائلِ و العصاباتِ و الميليشيات ؟ هل سيُسقط ُاللبنانيون ميشيل عون ليأتي صهرُه باسيل أو إحدى بناتِه ؟ أو يسقطون أمين الجميل ليأتي ابنُه سامي ؟ أو يُسقطون وليد جنبلاط ليأتي ابنُه تيمور ؟ ألا يدركُ اللبنانيون أنَ بلدَهم لن يتطهرَ ما لم يتغيرْ نظامُه القبلي و يسقط نظامُهُ الطائفي ؟

 

الضيوف

طوني بولس – مراسل أورينت نيوز – بيروت

عبد الرحمن صلاح الدين – صحفي لبناني – اسطنبول

توفيق شومان – محلل سياسي– بيروت

طوني ابو نجم – صحفي – بيروت

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات