ما شكل المنطقة الآمنة بعد الاتفاق التركي الأمريكي والتدخل الروسي؟

ما شكل المنطقة الآمنة بعد الاتفاق التركي الأمريكي والتدخل الروسي؟
اتفق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" على وقف اطلاق النار شرق الفرات يوم الخميس الفائت لمدة 120 ساعة، على أن تنسحب ميليشيات سوريا الديمقراطية من المنطقة الآمنة المتفق عليها خلال هذه المدة، ولكن روسيا دخلت على خط المفاوضات مع الجانب التركي بعد دخول ميليشيا أسد لبعض بلدات  المنطقة بحماية روسية، مما قد يُغيّر من شكل المنطقة الآمنة، حسب بعض المراقبين.

وشدّدت تركيا على أنها لن تقبل بمنطقة آمنة أقل من 440 كيلو متراً من جرابلس وحتى الحدود العراقية، ولكن ميليشيا "قسد" أشارت إلى أن الاتفاق التركي الأمريكي محصور ضمن المنطقة الممتدة بين مدن رأس العين وتل أبيض فقط، بالوقت الذي طالبت فيه روسيا بالتفاوض حول المناطق التي سيطرت عليها ميليشيا أسد في عين العرب والمناطق المحيطة بها بالإضافة لمناطق شرق القامشلي.

اختزال المنطقة الآمنة

وتُشير بعض التقارير إلى أن الاتفاق التركي الأمريكي اختزل المنطقة الآمنة لما يُقارب الثلث، شريطة وقف دعم المشروع الانفصالي للوحدات الكردية في الشمال السوري، وذلك حسب الباحث الكردي إبراهيم خليل، والذي أضاف لأورينت نت قائلاً "الاجتماع التركي الأمريكي الذي تمخّض باتفاق من 13 بنداً، لم يذكر تفاصيل المنطقة الآمنة وإنما جعلها فضفاضة ومختلفة تأويلاتها، ولكن المتحدث باسم "قسد" صرّح أن الاتفاق يتضمن فقط المنطقة الممتدة من تل أبيض وحتى رأس العين، وهي نفسها منطقة الاشتباكات".

وتابع خليل مفصّلاً، "المنطقة الممتدة من تل أبيض وحتى رأس العين تمثّل ثلث المنطقة الآمنة التي أعلنها الرئيس التركي أردوغان، ويُضاف لها عدة مناطق في ريف منبج قد تخضع للمنطقة الآمنة التي تُسيطر عليها القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري، وعلى هذا الأساس وافقت الوحدات الكردية الانسحاب خلال خمسة أيام، وهذا ما جرى حتى اللحظة".

وأكمل، "باختزال المنطقة الآمنة تكسب ميليشيا قسد وأمريكا عدة مناطق هامة تقع شرق رأس العين وبالقرب من الحدود العراقية، ولكن ما زال الخلاف على آلية إدارة باقي المناطق الواقعة خارج المنطقة الآمنة المختزلة، لمن ستكون خاصة بعد اختلاف الجهات المسيطرة عليها كالميليشيات الكردية وميليشيا أسد والقوات الأمريكية والروسية، ولذلك قد تخضع للمفاوضات اللاحقة".

منطقة آمنة "مشتركة"

ذكرت بعض التقارير الروسية نيّة روسيا بالتفاوض مع تركيا خلال اجتماع الرئيسين الروسي والتركي في 22 الشهر الجاري، حول المنطقة الآمنة والمناطق التي دخلتها ميليشيات أسد، وجعلها منطقة آمنة بإدارة مشتركة (روسية-تركية).

وبهذا الجانب، يقول الناشط أنس الحاجي لأورينت نت، "مدينة عين العرب الواقعة على ضفاف نهر الفرات الشرقي ستكون المفصل الأساسي في محادثات الرئيسين بوتين وأردوغان، خاصة أنها تصل شرق الفرات بغربه أولاً، ولأن ميليشيا أسد قد ادّعت السيطرة عليها بمشاركة الوحدات الكردية ثانياً، ومن المتوقّع أن تكون المنطقة الواقعة من شرق الفرات مباشرة حتى مدينة تل أبيض، والتي فيها مدينة عين العرب، وكذلك المنطقة الواقعة من شرق رأس العين حتى الحدود العراقية، هي منطقة آمنة مشتركة بين الروس والأتراك".

وأضاف الحاجي، "بهذا الشكل، تكون المنطقة الآمنة قد انقسمت إلى ثلاثة أقسام، قسم في الوسط من تل أبيض حتى رأس العين بإشراف تركي، وقسمان غربي يضم عين العرب وشرقي يضم القامشلي والدرباسية حتى الحدود العراقية، وهذين القسمين (الغربي والشرقي) ستكون الوصاية فيهما مشتركة أو بالتوافق أقل ما يمكن بين تركيا وروسيا، على غرار الدوريات المشتركة المتفق عليها في محافظة ادلب".

منطقة آمنة لحدود القامشلي

وأما السيناريو الذي رآه المقدّم أحمد العطار هو سيناريو اجتزاء المنطقة الآمنة بامتدادها من جرابلس غرباً حتى القامشلي شرقاً لعدة أسباب، وذكر العطار تلك الأسباب لأورينت نت بقوله، "من المتوقع أن تقبل تركيا باجتزاء المنطقة الآمنة خاصة بالقسم الشرقي منها، والقريب من الحدود العراقية وبذلك تكون تركيا حققت مكسب قطع أوصال الدولة الكردية على حدودها بالسيطرة على ثلثيّ الحدود السورية التركية".

وأردف العطار قائلاً، "وكذلك من أسباب احتمالية هذا السيناريو وجود آبار النفط والنقاط الأمريكية بتلك المنطقة الممتدة من مدينة القامشلي حتى الحدود العراقية، بالإضافة لوجود ميليشيا أسد داخل مدينة القامشلي والتي كان من المقرر عدم دخولها من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، فكل ذلك يُرجّح خيار اجتزاء هذه المنطقة من المنطقة الآمنة، وإدارتها من عدة جهات حسب مصالح تلك الدول هناك".

لا مناص من منطقة آمنة كاملة

أكّد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مراراً أنه لا مناص من إقامة المنطقة الآمنة بكامل امتدادها، من جرابلس وحتى الحدود العراقية وبطول أكثر من 440 كم وبعرض ما يُقارب 30 كم، مهما كلّفه ذلك.

وبهذا الإطار، يقول المحلل التركي رضوان سيد أوغلو لأورينت نت، "لن تقبل تركيا بأي شكل من الأشكال باجتزاء المنطقة الآمنة المخطط والمتفق عليها منذ أشهر مع الجانب الأمريكي، ولذلك ستسعى لإنشاء هذه المنطقة بكافة الطرق الدبلوماسية والعسكرية، كوْن هذه المنطقة ذات أهمية كبيرة من حيث الأمن القومي التركي، وكذلك عودة اللاجئين السوريين إليها".

وبحسب أوغلو، "لن يكون التفاوض مع روسيا حول بعض المناطق التي دخلتها ميليشيا أسد أهون من التفاوض مع الولايات المتحدة، ولذلك قد تطلب روسيا ضمانات تركية جديدة، وربما سيتم إقحام ملف ادلب خلال المفاوضات المزمع عقدها بين الرئيسين التركي والروسي قريباً، ولكن بالنهاية لن تقبل تركيا بأقل من منطقة آمنة على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، حتى لو استكملت عملياتها العسكرية في معركة نبع السلام".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات