تعرف إلى رسالة ترامب التي ألقى بها أردوغان في سلة المهملات

تناولت الأوساط الإعلامية رسالة مسربة وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بسبب افتقارها إلى البروتوكول الذي يتم إتباعه عادة بين رؤساء الدول.

وأكد البيت الأبيض في وقت لاحق صحة الرسالة التي رأى فيها عدد كبير من الأتراك إساءة لتركيا، بسبب الطريقة التي حاول فيها ترامب إقناع أردوغان بإيقاف العملية التركية، وذلك قبل الاجتماع الذي كان محضر للقاء بنائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس.

وكتب ترامب "لا تكن رجلاً قوياً. لا تكن أحمقاً" في محاولة منه لتلطيف الأجواء المتوترة مع تركيا. وقال المسؤولون الأتراك لموقع ميدل إيست آي، إنهم استجابوا فعلاً لرسالة ترامب، بالطريقة نفسها، وبلغة أقوى. وقال أحدهم "لقد ألقينا برسالته في سلة المهملات".

وقال سونر كاجابتاي، الباحث في معهد الشرق الأدنى للدراسات والمختص في الشأن التركي: "رسالة ترامب إلى أردوغان تعد من أكثر المراسلات ضرراً، خصوصاً بعد أن تم تسريبها قبل زيارة نائب الرئيس مايك بينس إلى أنقرة".

وتدخلت روسيا أيضاً عبر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، حيث قال في مؤتمر للصحفيين: "لا نواجه مثل هذه اللغة بين رؤساء الدول في كثير من الأحيان. إنها رسالة غير عادية".

انتصار كبير لأنقرة

وتوصلت كلاً من الولايات المتحدة وتركيا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في شمال سوريا، فيما يبدو أنه نجاح كبير لأنقرة في الحملة العسكرية التي تشنها على حدودها الجنوبية.

ووافقت أنقرة، بعد تسعة أيام من بدء العملية العسكرية على وقفت مؤقت للإعمال القالية لمدة 120 ساعة تنسحب فيهم الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة بعمق 35 كلم على طول الحدود.

وقال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، إن أنقرة ستنفذ وقفاً دائماً لإطلاق النار بمجرد خروج المقاتلين الأكراد التي تصنفهم كإرهابيين. ولكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال، إن ما تم التوصل إليه "إيقاف" العمليات التركية و"ليس وقفاً لإطلاق النار لأن وقف إطلاق النار يتم بين طرفيين شرعيين" ولكن العملية التركية تهدف إلى "إزالة العناصر الإرهابية من المنطقة".

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الاتفاق بمنح تركيا فوزاً كبيراً ويسمح لها بتوسيع نطاق سيطرتها داخل المناطق التي كان يسيطر عليها الأكراد.

وقال بريت ماكغورك ، المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي لمحاربة داعش: "وافقت الولايات المتحدة للتو على خطة تركية لتوسيع حدودها بشكل فعال بمسافة 30 كلم داخل سوريا".

حصلنا على ما نريد

وقالت فورن بولسي، نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، إنه" فوز كبير لتركيا. ونهاية لتحالف هزيمة داعش". وستقوم القوات التركية مباشرة بفرض تنفيذ المنطقة الآمنة بدلاً من قوات المعارضة المدعومة تركيا. 

وقال المسؤول الأمريكي، إن القوات الامريكية لن تشارك في تأمين المنطقة بعد أن تخلت عن مواقعها، مشيراً إلى أن القوات تعمل حالياً لمواصلة انسحابها من سوريا.

وبحسب الاتفاق سيعمل البيت الأبيض مع الكونغرس، الذي تحرك في وقت سابق لفرض عقوبات على تركيا، لتسليط الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات.

وستقوم الوحدات الكردية - بحسب الصحيفة -  بسحب جميع أسلحتها الثقيلة، ومقاتليها، وهدم كامل التحصينات في المنطقة حيث أكد مسؤول تركي رفيع المستوى لميدل إيست آي بالقول: "حصلنا بالضبط على كل ما نرغب به خلال الاجتماع".