بين حرائق لبنان الطبيعية و الحرائق الطائفية: ما الذي تبقى من سويسرا الشرق؟

لبنانُ يحترقُ منذ زمنٍ بعيد ..منذ تدفق ِحزبِ الله على مشهدِه .. وبعدها العونيون .. لكنه بالأمس احترقَ بكلِ ما للكلمةِ من معنى .. احترق فعلياً .. بعد أن احترقَ سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً .. الحرائقُ لم تسوّدْ سماءَ لبنان وحسب .. بل سوّدت أيضاً وجوهَ مسؤوليه .. ولولا تجلت رحمة ُالله بنزولِ المطر .. لما تخيلَ أحدٌ كيف هو الحالُ الآن .. نزل المطر .. فأطفأ الحرائقَ و غسلَ عارَ السياسيين ..فرحم المطرُ لبنانَ و غاباتِه .. و رحمَهُ أيضاً من نظرياتِ العونيين ومن الحرائق ِالطائفية التي أشعلوها .. التي يفوقُ ضررُها تلك الحرائقَ التي أحدثتْها الطبيعة .. فيخرجُ أحدُ النواب العونيين و هو طبيبٌ و نقيبُ أطباءٍ سابق ووزيرٌ سابق و نائبٌ حالي بتساؤلِه المزلزل : لماذا لاتلتهمُ النيرانُ سوى أحراج ِالمسيحيين؟ لينشغلَ اللبنانيون حائرينَ بالجواب على هذا السؤال ..هل يعني أنَ المسلمين يحرقونَ أحراجَ المسيحيين ؟ و تتهافتُ أبواقٌ أخرى متهمة ً الدروز .. وبعدَها النازحينَ السوريين .. كلُ ذلك للتغطيةِ على فشلِهم في معالجةِ المشاكل .. و لم يأتِ المساءُ حتى كان أحدُ الوزراء العونيين يهاجمُ إحدى النائباتِ بطريقةٍ ذكورية مستحضراً شرفَها و أخلاقَها ..

لكنَ الأسى في النهاية ليس على لبنان فقط .. بل على الشعبِ اللبناني الذين لايعرفُ كيف يكافحُ متعهدي الحرائق ِالسياسية، التي التهمت الوطنَ منذ زمن ٍبعيد .. وهاهو لبنان أمامَهم .. يحترق .. يختنق.. يهترئ .. يتداعى .. يتآكل ..  والطبقة ُالسياسية مستمرةٌ تبيعُ كلاماً و سجالات .. وتشتري أوهاماً .. حكوماتٌ فاسدة .. ميليشياتٌ حاكمة .. وجيوشٌ متقاعدة .. شحُ ماء .. وكهرباءٌ متقطعة .. فقرٌ مستشر .. وحرائقُ لاتجدُ مَن يطفئُها .. لاخططَ طوارئ .. لابنى تحتية .. لاملاجئ .. لاطائراتٍ برمائية .. لا أنظمة َ حماية .. لاتغطية ً صحية .. لاحلَ للنفايات ... فضائحُ متراكمة أصبحت مادةً يومية للشاشاتِ في كلِ ما له علاقة ٌ بالخدماتِ العامة ..مالذي فعلتْهُ هذه الطغمة ُالتي تحكمُ لبنان بـمئةِ مليارِ دولارٍ هي ديونٌ مترتبة ٌعلى لبنان ؟ يُقال إنَ الإغريقَ كانوا ينفون قاداتِهم و زعماءَهم العائدين والمنتصرين بالحروبِ و المعاركِ كي لا يتكبروا ويتجبروا بالحكم... فكيف إذا كانوا فاشلين ومغرورين؟!

 

 

- لايمكنُ للسارق و المجرم أن يستقيل .. وسياسيو لبنان لايستحون من أفعالِهم ولن يستقيلوا كسياسيين فاشلين لأنهم سرّاقٌ ومجرمون فماذا يفعل البنانيون   ..؟

 

- ألم يحن الوقتُ للمسؤولين اللبنانيين كي يستحوا و يستقيلوا ؟ ألا يستحق اللبنانيون أفضلَ من هذه الطغمةِ و الميليشياتِ التي تحكمُه ؟ ألم يُثبتْ عهدُ عون بأنه عهدٌ ساقط أخلاقيا و سياسيا ؟

- بأي منجزاتٍ يمكنُ ربط ُ الطغمةِ المتحكمة بلبنان حالياً تحت مسمى العهدِ و الدولة ؟ بالطائفية ؟ أم بالحقدِ و الفسادِ و التلوثِ و الإهمال و التحريض ِعلى السوريين ؟ ألم يشبع عون و صهرُه و أبواقُهُ و حلفاؤُه من التحريض ِعلى السوريين ؟

- أين جماعة ُ حزبِ الله لتطفئَ هذه الحرائق ؟ أم أنَ اختصاصَها فقط اشعالُ النيران؟

ألم يكن هؤلاء يهزؤون بإسرائيل إبانَ حرائقِ الكرمل و بأنها أوهنُ من بيتِ العنكبوت ولاتستطيعُ إطفاءَ حرائقِها ؟ لماذا لم يتركونا نشاهدُ قدراتِهم الخارقة في إطفاءِ الحرائق ؟ وحبذا لو يطمئننا العونيون هل هطل المطرُ بين المناطق ِالمسيحية و الدرزية بالتساوي ؟

- لماذا لا تبدو الدولة ُجاهزةً لمواجهةِ تلك المصيبة ولا تحسنُ إدارةَ الكارثةِ كما يجب، ولم تتمكنْ من حصرِ الأضرارِ قبل تمددِها؟

- وهل صحيح أنَ في لبنان طائراتٍ إطفائية ولكنها بحاجةٍ إلى صيانةٍ و قطع ِغيار ؟  أم أنَ نظامَ لبنان كلَهُ مهترئ ؟ و جميعُ مسؤوليه بحاجةٍ إلى غيار ؟

 

الضيوف

د. مكرم رباح  – باحث وكاتب سياسي –  بيروت 

د. خالد العزي - استاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية – بيروت

ياسر الحريري - صحفي - بيروت

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات