واشنطن بوست: قرار الانسحاب من سوريا يغضب حلفاء ترامب الجمهوريين

واشنطن بوست: قرار الانسحاب من سوريا يغضب حلفاء ترامب الجمهوريين
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب المفاجئ من شمال سوريا أثار غضب حلفائه من الجمهوريين وشق صف تحالفه السياسي في اللحظة التي يحتاج فيها إلى موقف سياسي موحد لمواجهة التحقيق الذي يقوم به مجلس النواب بهدف عزله.

وكان من المفترض أن يأتي قرار ترامب بدعم جمهوري كامل؛ إلا أن قراره أدخل مؤيده السياسيين في منحى جديد كلياً، منهم السيناتور، ليندسي غراهام، الذي يعتبر من أشد المدافعين عن ترامب والمخلصين له، حيث أتنقد قرار ترامب واعتبره يساعد في "عودة ظهور داعش".

وكذلك الأمر بالنسبة للسيناتور، ليز تشيني، التي تعتبر أحد الأعضاء المهمين في الحزب الجمهوري، ودعمت ترامب ووقفت ضد التحقيق في عزله؛ إلا أنها انتقدت قراره في سوريا، وقالت: "قرار الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا سيصاحبه عواقب وخيمة يمكن التنبؤ بها".

وعلى الرغم من الموقف السياسي الحرج داخل الولايات المتحدة نتيجة الأزمة التي تضرب البيت الأبيض؛ إلا أن عدداً كبيراً من أعضاء حزبه بعيدون عن مواقفه في السياسية الخارجية ويختلفون معه خصوصاً في استراتيجيته تجاه سوريا.

حروب بلا نهاية

وقال بات ماكوري، وهو جمهوري وشغل سابقاً منصب حاكم ولاية كارولينا الشمالية، إن ما يحدث سببه "التعقيد الموجود في سوريا، حيث مشكلة الأكراد وتركيا وهو موضوع أبعد عن فهم الشخص العادي".

وأكد على أهمية الموضوع، إلا أنه أشار أيضاً إلى أن التعقيدات تبدو عصية على الفهم ولذلك نسمع "ربما ترامب أخطأ هناك" ولكن لا أحد يمتلك الجواب النهائي، لافتاً إلى أن قضية سوريا "لا تهم معظم مؤيدي ترامب. بل هي خلاف حول السياسية الخارجية".

ودافع ترامب عن قراره بالانسحاب من سوريا خلال جلسة مطولة عقدها مع الصحفيين في البيت الأبيض. وقال إن الأمريكيين سئموا من "الحروب التي لا نهاية لها" ولذلك "يتعين على أحدهم أخذ القرار الصحيح". 

وأشار إلى جثث القتلى من الجيش الأمريكي، حيث رأى مشاهد لتوابيت عائدة إلى الولايات المتحدة، وقال: "كانوا يركضون في بعض الأحيان نحو التابوت. يخترقون الحواجز العسكرية، ويركضون نحو التابوت وهم يبكون. الأمهات تبكي، والزوجات تبكي. يبكون وهم يائسون. وهذا بسبب الحروب التي لا تنتهي ولا تتوقف ابدا".

توجه الناخبين

وتجاهل ترامب إلى حد كبير كل الاحتجاجات التي وردت من كبار حلفائه، بما في ذلك القادة المسيحيين الإنجيليين. وعندما وجه له سؤال حول تعليقات غراهام، قال: "نفكر أنا وليندسي بشكل مختلف". 

وأضاف قائلاً "لدي اعتقاد بأن ليندسي يريدنا البقاء هناك لمدة 200 عام. مع زيادة عدد القوات بضع مئات من الآلاف هنا وهناك. لا أتفق مع ليندسي حول ذلك".

وقالت شخصيات مقربة منه، إن نبرة التحدي هذه ناجمة عن ثقة ترامب بأن معظم ناخبيه من الجمهوريين يركزون بشكل كبير على التحقيق المثار حول عزله ويشغلهم أكثر من قراراته الخارجية.

من جهته، قال تشيب سالتسمان، المخطط الإستراتيجي في الحزب الجمهوري، إن النشطاء المحافظين قلقون حول المناوشات التي تحدث بين ترامب ومجلس النواب. وأضاف "لم أتحدث مع أحد في هذا العالم ينتمي للحزب الجمهوري وأتى على ذكر سوريا".

وتابع "تحدثت مع القادة الإنجيليين، الذين لديهم حالياً رؤية عن اتجاه الناخبين الأساسيين، صوت المناوشات حول عزله أعلى بكثير من تلك الأصوات التي تثار حول سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات