كيف تناولت وسائل الإعلام التركية إعلان انطلاق العملية العسكرية شمال سوريا؟

كيف تناولت وسائل الإعلام التركية إعلان انطلاق العملية العسكرية شمال سوريا؟
بدأت القوات العسكرية التركية مع إعلان الرئيس "رجب طيب أردوغان" انطلاق عملية "نبع السلام" شرق الفرات، ضرب أهداف تابعة "للوحدات الكردية" في منطقة رأس العين بالحسكة.

وفور إعلان بدء العملية العسكرية عملت وسائل الإعلام التركية على مراقبة آخر التطورات عن كثب، وذلك عبر تخصيصها لتغطيات مباشرة ونشر مقالات عنها.

وأشار عبد القادر سيلفي" أحد أبرز الإعلاميين والكتّاب المقرّبين من الحكومة التركية في مقال نشرته صحيفة حرييت، إلى أنّ تركيا أثبتت للوحدات الكردية في سوريا و"القنديل" العراقية، والتي عوّلت على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والنظام في سوريا، على أنّ أنقرة هي صاحبة كلمة الفصل، وأنّ تركيا ما لم تقل انتهى الأمر لا ينتهي شيء.

وأضاف "تعاونت الوحدات الكردية مع نظام أسد، ورضيت أن تكون جيشا للولايات المتحدة الأمريكية مقابل المال، وكذلك أسست لعلاقات مع روسيا، ولكنها لم تحسب حساب أمر في غاية الأهمية، وهو حساب تركيا ل. "بي كي كي" الذي توهّم بأنّه سيتمكن من إنشاء ممر إرهابي على الحدود السورية التركية، فهم مجددا، أنّ تركيا ما لم تقل انتهى الأمر ما من شيء ينتهي".

الإعلام الغربي

من جانبها، تطرقت صحفية "ناكيهان التشي" التي تعمل في "خبر ترك"، إلى استهداف الإعلام الغربي للعملية العسكرية التركية، وتصوير العملية وكأنّها موجّهة ضد الأكراد المدنيين وليست ضد النظيمات الإرهابية.

وذكرت "ألتشي" بأنّ  تركيا -وفقا لمصادر تابعة لرئاسة هيئة الأركان التركية وكذلك لـ عناصر استخباراتية- لم تبدأ عمليتها العسكرية بشكل اعتباطي، قائلة: "منذ عام ونصف والاستخبارات التركية عملت على تمشيط المنطقة خطوةً خطوة، وتمكّنت من معرفة مواقع مستودعات الأسلحة، وأماكن الأنفاق التي حُفرت، وكذلك من تمييز مواقع المدنيين من مواقع الإرهابيين".

بدوره، "إبراهيم قره غل" رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" أكّد في مقالته على أنّ الحزام الإرهابي الذي كانت تسعى إليه التنظيمات الإرهابية على الحدود السورية-التركية لن يكون متواجدا، وأنّ الحزام الذي سيفرض بعد الآن هو الحزام التركي.

وشدّد على أنّه ما من جهة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ستقف في مواجهة مع تركيا في عمليتها التي بدأتها ضد الإرهابيين، قائلا: "التهديدات والتصريحات الغاضبة والاستفزازات يجب ألا تُقلق أحدا، فكل هذا مع مرور الزمن يهدأ، ولكن أثر الخطوة التي بدأتها تركيا هو الذي سيبقى".

مصطلح الحرب

من جهته، أصر "رحمي توران" من صحيفة "سوزجو" المعارضة على استخدام مصطلح الحرب، على الرغم من التصريحات الحكومية التي عارضت وصف العملية بالحرب، لكون الحرب تكون بين دولتين اثنتين، بينما هذه العملية بين دولة وتنظيمات إرهابية، وذلك وفقا لما جاء على لسان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.

وعبّر "أمين تشول أشان" من الصحيفة نفسها، عن رفضه للعملية، ذاهبا إلى أنّ تركيا من خلال العملية التي بدأتها تسعى لفرض سيادتها في منطقة شرق الفرات، موضحا أن العمليات التي قامت بها تركيا في وقت سابق في الأراضي السورية أدت إلى سقوط عدد من الجنود الأتراك.

وتابع في الإطار نفسه: "سقط العديد من الشهداء بعد دخول إدلب والباب وعفرين، وبسبب الفوضى في سوريا لجأ الملايين إلى تركيا، والآن باتوا بمثابة مشكلة رئيسة فوق رؤوسنا، وصرفنا عليهم الملايين من الليرات، وهؤلاء تسببوا بقلب كل مبادى وقيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تركيا".

ولمّح إلى أنّ العملية العسكرية ستتسبب بالأمر ذاته مرة أخرى، قائلا: "الشرق الأوسط من أخطر المستنقعات في العالم، وكل من وضع قدمه في ذلك المستنقع لا يمكنه أن يسحبها بسهولة".

وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس التركي وعقب بدء العملية العسكرية أعلم زعماء المعارضة بسير العملية، لتكون هذه المرّة الأولى تقريبا التي تحظى بها العملية بإجماع وتأييد من كافة الأطياف السياسية، بالإضافة للشارع التركي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات