ما مراحل معركة شرق الفرات وما دور كل مرحلة؟

أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عصر الأربعاء انطلاق معركة شرق الفرات المعروفة باسم "نبع السلام"، بقيادة الجيش التركي وبالتعاون مع فصائل “الجيش الوطني” ضد ميليشيات "قسد" المسيطرة على المنطقة.

وذكرت مصادر ميدانية تابعة لـ "“الجيش الوطني”" السوري لأورينت نت، أن الطيران الحربي التركي والمدفعية التركية استهدفت عدة مواقع تابعة لميليشيات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية، الممتدة من المالكية قرب الحدود العراقية شرقاً وحتى عين العرب غرباً، مروراً بكل من الدرباسية ورأس العين وتل أبيض، تلى القصف دخول بعض القوات البرية من الجيش التركي و”الجيش الوطني” السوري باتجاه مدينة "تل أبيض" في ريف الرقة.

مرحلة أولى مُتفق عليها

ورغم البدء بتنفيذ دوريات المنطقة الآمنة بين الجانبين التركي والأمريكي، إلا أن ميليشيات "قسد" لم تلتزم بهذا الاتفاق، مما اضطر تركيا للتهديد بشنّ عمليتها العسكرية ضمن المنطقة الآمنة، فانسحبت القوات الأمريكية من عدة نقاط بتلك المنطقة بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أردوغان وترامب.

وحول مراحل معركة شرق الفرات، يقول أحد المصادر العسكرية المشاركة بالمعركة والذي رفض ذكر اسمه لأورينت نت إن، "معركة شرق الفرات المعروفة باسم نبع السلام ستكون على عدة مراحل، أولى هذه المراحل معركة تمتد من مدينة عين العرب غرباً وحتى مدينة رأس العين شرقاً، ولكن مركز المعركة سيكون في تل أبيض ومنها تتوزع القوى شرقاً وغرباً لتطويق المدن المذكورة".

وتابع المصدر، "ضمن هذه المنطقة، انسحبت القوات الأمريكية قبل المعركة بيومين لتبقى ميليشيات "قسد" وحدها، ولذلك ستكون هذه المرحلة أخف وطأة سياسياً وعسكرياً".

وأما الكاتب والباحث أحمد الرمح رأى أن أولى مراحل معركة شرق الفرات هي مرحلة متفق عليها بين تركيا وأمريكا وأقل المراحل المختلف عليها، وأشار الرمح خلال حديثه مع أورينت نت إلى أنه، "يُمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة تنفيذ الاتفاقات ضمن شروط أردوغان، ولذلك انسحبت القوات الأمريكية قبل بدء المعركة بساعات".

وأكمل الرمح حديثه عن هذه المرحلة بقوله، "سيكون هناك بنك من الأهداف التي ستُقصف بالإضافة لمعارك ممتدة من تل أبيض وحتى رأس العين، ومن المُستبعد خروج المعركة عن أهدافها بالسيطرة على تلك المنطقة ما لم تستعمل أمريكا "خديعة كيسنجر" المعروفة سابقاً، وبالتالي سيتم السيطرة على عشرات الكيلومترات طولاً وعدّة كيلومترات عرضاً".

مرحلة ثانية وثالثة مُختلف عليها

وفيما أكّد القيادي في “الجيش الوطني” مصطفى سيجري لأورينت نت أن "معركة شرق الفرات ستكون على عدة مراحل، أولاها التي بدأت عصر الأربعاء وتليها مراحل أخرى تهدف للسيطرة على كامل المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين التركي والأمريكي، مع صعوبة التفاهم على كل مرحلة ووجود الخلاف حولها".

وعن باقي مراحل معركة شرق الفرات يقول الكاتب والباحث أحمد الرمح لأورينت نت، "سيكون هناك ثلاث مراحل لمعركة شرق الفرات، الأولى متفق عليها أكثر ما يمكن عن الاثنتين الباقيتين، ولذلك ستواجه تركيا بعض التحديات في تلك المرحلتين أكثر من الأولى".

وفصّل الرمح المرحلتين الثانية والثالثة من معركة شرق الفرات بقوله، "المرحلة الثانية ستحتاج لاتفاق تركي أمريكي روسي حول السيطرة على منطقة منبج بسبب علاقة الأطراف الثلاثة بتلك المنطقة، ولذلك سيكون الخلاف عليها أكثر من مدن وبلدات المرحلة الأولى".

بينما المرحلة الثالثة، وحسب الرمح، "تمتد معارك المرحلة الثالثة من رأس العين غرباً وحتى المالكية شرقاً ولكن بدون مدينة القامشلي التي فيها المربع الأمني التابع لميليشيات الأسد، ولذلك سيكون هناك خلاف جديد في هذه المرحلة بسبب آبار النفط المنتشرة في تلك المناطق، وبسبب وجود ميليشيات أسد الطائفية ضمن مدينة القامشلي، ولكن من المُستبعد السماح لتركيا بالوصول لحقول النفط الهامة بتلك المنطقة، وعلى أقل تقدير سيكون هناك اتفاق خاص لاستثمار تلك الحقول".

مرحلة العصا والجزرة

ومن جانب آخر، اعتبر الناشط السياسي رودو الكردي أن "تركيا ستعتمد على مرحلة العصا والجزرة خلال معركة شرق الفرات، والتي تتمثل بشنّ هجمات على مناطق أقل خلافاً مع أمريكا، ثم الانتقال للجلوس للمفاوضات مع ميليشيات قسد وتقديم بعض العروض والشروط قبل الانتقال للمرحلة التالية، وبالحقيقة أمريكا موافقة على هذه السياسة كذلك".

وأضاف الكردي قائلاً لأورينت نت، "بهذا الأسلوب تُعتبر هذه المرحلة مفصلية بين كل مرحلتين عسكريتين، وبالتالي تُحقق تركيا مطالبها دون الوقوع بفخّ معارك المدن الكبرى والخلاف الأمريكي ضدها، ولذلك أفهمت تركيا بعض الدول المعنيّة بمطالبها المرحلية من هذه المعركة لكسب الرأي العالمي ولو جزئياً، وبالتالي ستضطر ميليشيات قسد للخضوع لسياسة ومرحلة العصا والجزرة، وربما تضطرّ لاحقاً للقبول بالجزرة وتجنّب العصا، وبالتالي تتحقق السيطرة على المنطقة الآمنة الممتدة لأكثر من 500 كم بأقل التكاليف والأضرار".