العملية التركية شرق الفرات ...نهاية للحلم الكردي أم فخ لأردوغان؟؟

يتقن أردوغان اختيار المناسبات .. يختار اليوم الذي يصادف تاريخ طرد أوجلان من سوريا ..و يطلق صافرته لعملية لطالما سعى إليها ضد الميليشيات الكردية شرق الفرات .. العملية بدأت قبل ساعات .. و غير معروف متى نهايتها .. بعد أيام؟ أم شهور؟ أم سنوات؟ .. يقول الأتراك ستكون سهلة و سريعة و خاطفة .. ويرد عليهم الاكراد بأن ظنكم قد خاب .. وبيدكم أطلقتم الصافرة لصراع كردي تركي شرارته ستصل إلى كبريات المدن التركية..

 تعرف أنقرة أن العقبات أمامها كبيرة .. من رفض واشنطن لعملية واسعة .. إلى تذبذب موقف ترامب وتناقضاته .. إلى ضغط الكونغرس و مراقبة الاعلام .. و المواقف الرافضة و المتحفظة من مختلف الأطراف الفاعلة .. الدولية و الاقليمية.. أما العقبات على الأرض فتتمثل بالمساحة الواسعة للمنطقة .. و ضخامة تسليح الميليشيات الكردية..

 مهما يكن .. فإن الأتراك بدؤوا عملياتهم .. و النظام في دمشق الآن يعيش حالة من الذل و الهوان .. الميليشات الكردية شرق الفرات تعيش حالة من التخبط .. تصرخ و تطالب و تستنجد الغرب بالدفاع عنها .. ميليشيات تجهل حقيقة أنها لم تكن إلا نسخة عن داعش ولكن دون لحىً .. تم استخدامها لعبور المستنقعات القذرة .. والآن حان ذبحها .. وكما وعدوا الدواعش بدولة الخرافة .. وعدوا الأكراد بالدولة الكردية .. و الطرفان في النهاية لم يحصلوا إلا على الخيبة .. لم يترك مقاتلو الميليشيات الكردية للسوريين أن يتعاطفوا معهم ولا أن يدافعوا عنهم .. فمنذ البداية انقلبوا على الشعب السوري و شاركوا الأسد في حصار حلب .. قتلوا أهل الرقة ..و عرضوا على الأسد مهاجمة إدلب .. هجروا العرب من المناطق التي احتلوها .. اعتدوا على النساء و رفعوا رايات أسد و روسيا و أمريكا و اسرائيل .. كل ذلك من أجل دولتهم .. و الآن يخوّنون و يتهمون السوريين بمعاداتهم .. بعد أن استُخدموا كمناديل وجاء الوقت لرميهم .. مشكلتهم التاريخية في قيادات انتهازية فاسدة وعميلة .

 

- فما هو سقف ومدى العملية التركية ؟ وأي نتيجة متوقعة لها ؟

- هل من مؤشرات عن تخلي واشنطن تماما عن قسد ؟ وهل تتخلى عنها واشنطن وهي بحاجتها للضغط على تركيا و على النظام أيضا ؟

هل فعلا الهجوم التركي سيعيد الأكراد إلى حضن النظام في دمشق ؟ ولكن من قال إنهم خرجوا منه حتى يعودوا إليه ؟

- ومن قال إن هؤلاء الميليشيات الكردية التي تتصدر المشهد شرق الفرات تعبر عن عموم الأكراد في أصالتهم و ارتباطهم بأرضهم ؟ ألم تسئ هذه الميليشيات إلى الشعب الكردي وقضيته بانتهازيتها ؟ و ارتمائها في أحضان أمريكا و روسيا و إيران ؟ و طعن الشعب السوري في الظهر في ساعة العسرة ؟

- ماسر هذا الانشغال الغربي بالعملية التركية ؟ لماذا لم نجد قلقا غربيا على حياة المدنيين في إدلب ولماذا يخرس الغرب عن قتل الميليشيات الإيرانية للمدنيين في سوريا و العراق ؟

- وماذا عن دعوة مصر للجامعة العربية بالانعقاد ؟ لماذا لم تسمع مصر ولاجامعة عربنا بالتدخل و الاحتلال الايراني و الروسي و استفزها التدخل التركي ؟ ولماذا لم تسمع بتجير قسد لمئات الآلاف من العرب من مناطقهم وحرقهم للسجلات العقارية ؟

هل هناك هدف لهذه الدعوة سوى النكاية بتركيا ؟ هل هذه سياسة أم تصريف أحقاد سياسية ؟

وبمناسبة الحديث عن انعقاد الجامعة العربية هل سيُدعى النظام المُنتهك السيادة ؟

- ولكن ألن تؤدي هذه العملية إلى نتائج كارثية ؟ هل صحيح أنها ستزعزع أمن المنطقة ؟ و ستطلق أعمالا انتقامية بين العرب و الأكراد ؟ أليس صحيحا أن الرابح الوحيد هو النظام ؟ و أن المعركة لن يكون وقودها إلا السوريين من عرب و أكراد عسكريين و مدنيين ..

 

 الضيوف

أحمد كامل – صحفي – اسطنبول

د. فايز الدويري – محلل عسكري و استراتيجي – عمان

فوزي ذاكر أوغلو – محلل سياسي – اسطنبول

زكريا حصري – باحث سياسي – اربيل

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات