ما قصة مشفى جبلة الذي استغرق بناء هيكله 9 سنوات؟

ما قصة مشفى جبلة الذي استغرق بناء هيكله 9 سنوات؟
منذ عام 2010 أعلنت حكومة النظام عن عزمها بناء مشفى وطني جديد في مدينة جبلة، ليكون بديلا عن المشفى القديم المتهالك الذي تم هدمه والذي كان يخدم أكثر من 250 ألف مواطن في المدينة والريف. إلا أنّ هذا المشفى وبعد تسع سنوات من بداية العمل به تحوّل إلى مايشبه أداة تندّر ودعابة بين أهالي المدينة، نظراً لبطء العمل به، وتوقف العمل به لفترات طويلة، وكمية الفساد والرشاوى التي تخللت أعمال التشييد.

قصة مشفى جبلة التي تحوّل بحسب تشبيه موالين للنظام إلى "كنز علي بابا" بدأت مع إعلان وزارة الصحة في العام 2010 هدم المشفى القديم، وإعادة بنائه بتمويل مشترك من الحكومة وبدعم من "جمعية البستان الخيرية" التابعة لرامي مخلوف، على أن تنتهي أعمال البناء خلال عام ونصف أي في العام 2013.

إلا أنّ هذه الوعود بقيت كما تؤكد مصادر في المدينة حبراً على ورق، وطوال هذه المدة تكبد أهالي جبلة عناء بقاء مدينتهم بلا مشفى، حيث كانوا يضطرون لقطع مسافة لا تقل عن 30 كم للوصول إلى أحد مشافي اللاذقية لأجل العلاج.

لكن في العام 2016 أعادت التفجيرات التي ضربت مدينة جبلة والتي أدت لسقوط عشرات القتلى والمصابين الحديث عن الفساد الكبير الذي تسبب بايقاف العمل في المشفى، واتهم موالون للنظام مؤسسة "الاسكان العسكري" القائمة على أعمال الانشاء بسرقة الأموال المخصصة له، والتسبب بوفاة المصابين الذين احتاج نقلهم لمسافات بعيدة لأجل علاجهم.

وفي محاولة لامتصاص سخط سكان المدينة حينها أصدر بشار الأسد مرسوماً بوجوب بناء مشفى جديد لسكان جبلة، وتسريع العمل به، وحينها تم بناء هيكل المشفى قبل أن يتوقف العمل به مجددا نهاية عام 2017، كما تؤكد مصادر محلية لأورينت نت.

مليارات لإكساء المشفى

لكن قبل أيام قليلة بدأت فصول جديدة في قصة هذا المشفى مع إعلان حكومة نظام الأسد تخصيصها مبلغ أربعة مليارات وثلاثمئة مليون ليرة سورية، لتنفيذ أعمال إكساء فقط، وهو الأمر الذي أثار ضجةً كبيرةً في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ضخامة المبلغ المخصص لإكساء بناء مؤلف من خمسة طوابق فقط .

وفي هذا السياق تساءلت صفحة "سوريا فساد في زمن الإصلاح" عن تكاليف شراء الأجهزة الطبية والمعدات لهذا المشفى إذا كانت قيمة الإكساء بهذا الرقم، مشيرةً إلى أن فندقا في اللاذقية ب14 طابقا وبتجهيز سوبر ديلوكس كامل مع إكساء بيع في المزاد العلني بقيمة 2 مليار ليرة .

وحملت معظم التعليقات اتهامات لحكومة النظام بالفساد علناً، وتسائل أحد المعلّقين "كيف يتم افتتاح مشفى متكامل للاطفال في طرطوس بقيمة مليار و200 مليون، وهذا المشفى يكلف إكساؤه فقط أكثر 4 مليارات؟" بينما سخر آخرون من المبلغ المعلن مؤكدين أن ما سيخصص لا يتجاوز قيمته عشر المبلغ المذكور.

فيما حملت تعليقات أخرى تهكماً حول المدة الزمنية التي استغرقها الوصول إلى مرحلة الإكساء، وقال أحد المعلّقين :" 9 سنوات لانشاء هيكل المشفى ومثلها للاكساء، و9 أخرى للحصول على المعدات اللازمة للمشفى، هذا يعني أن ينعم أبناؤنا بهذا الانجاز العظيم".

من هو المستفيد؟

من جانب آخر قال عضو "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي إنّ "عقد الإكساء كان من نصيب مؤسسة الإنشاءات العسكرية التابعة للنظام، وهي من المؤسسات التي لديها صيت واسع في الاختلاس، ومعظم مشاريعها يستمر العمل بها لسنوات طويلة".

وأوضح جبلاوي بقوله "مؤسسة الإنشاءات العسكرية باتت خلال السنوات الأخيرة وجه النظام الأول للفساد، ومعظم المشاريع الحكومية تذهب لها، والسبب واضح وبسيط إذا ما عرفنا أنّ هذه المؤسسة تدار من قبل رياض شاليش ابن عمة بشار ".

من جانبه قال عبد الله ن من سكان مدينة جبلة إنّ "وعود حكومة النظام بالانتهاء من المشفى في العام المقبل، ما هي إلا دعابة ظريفة لم يعد يصدقها حتى الطفل الصغير في المدرسة "، وأضاف عبد الله: "لازلت اذكر مشفى تشرين الجامعي وحكاية الثلاثين عاما التي استغرقها النظام لانجازه ، أما ملعب حلب الدولي فأعتقد أنه دخل اسطورة غينس العالمية كأطول فترة بناء لملعب، حيث كان من المقرر أن يفتتح في دورة ألعاب البحر المتوسط لكن تم انجازه بعد 28 عام هذا النظام يعتاش على الفساد حقا".

يشار إلى أن المشفى الوطني الجديد بجبلة ليس بذلك البناء الضخم، وهو مشفى متوسط بخمسة طوابق فقط بقدرة استيعابية تقدر بـ200 سرير وبـ3 غرف عمليات فقط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات