بعد تجريبها في سوريا.. ما الأسلحة التي تخلّت روسيا عن تطويرها؟

بعد تجريبها في سوريا.. ما الأسلحة التي تخلّت روسيا عن تطويرها؟
وفّرت الحرب في سوريا للقوات الروسية تجريب عشرات الأسلحة الخاصة بها على المدنيين في سوريا، وبعد أربعة أعوام من التدخل الروسي تمكّنت وزارة الدفاع الروسية من تطوير أغلب هذه الأسلحة بما يُلائم السوق العسكرية في العالم، ولكن بالمقابل تخلّت عن تطوير بعضها والتوقف عن تصنيعها مبدئياً لأسباب كثيرة.

وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن وزارته قد جرّبت ما يُقارب 400 سلاح في سوريا خلال السنوات الأربع الأخيرة، وقامت الوزارة بتطوير هذه الأسلحة لتتلاءم مع كافة الظروف وبمختلف العمليات العسكرية، ولكن بالمقابل أوقفت وزارة الدفاع الروسية تطوير وانتاج 12 نوعاً من هذه الأسلحة بسبب إثبات فشلها.

أسلحة الروبوت

ومن أهم الأسلحة الروسية التي أثبتت فشلها خلال الحرب في سوريا، من وجهة نظر علماء التصنيع الروس، هي الدبابة الروبوت، ويصفها الباحث الاستراتيجي غازي الحاج علي بأنها أشبه بألعاب الأتاري لما فيها من ميزات على الورق دون فعالية على الأرض.

ويُكمل الحاج علي وصفها لأورينت نت بقوله، "تعتبر الدبابة الروبوت المعروفة بالرمز "أوران-9" من أكثر التقنيات التي سوّقت لها روسيا إعلامياً لما لها من ميزات جعلت البعض يصفها بالجيش الكامل، حيث أنه يتم التحكم بها عن بعد ويتم إنزالها جوياً، ومُسلحة بصواريخ أرض جو وبصواريخ مضادة للدروع وبرشاش متوسط وبندقية، ويتم التحكم بها من مسافة لا تتجاوز 5 كم".

ويُتابع الباحث الاستراتيجي كلامه، "ولكن هذه الدبابة أثبتت فشلها بعد استخدامها في مناطق شجريّة كجبال الساحل في سوريا، وصعُب عليهم التحكم بها بالإضافة لعدم فعالية أجهزة الإنذار والتلقيم والرمي الأوتوماتيكية، مما جعلهم يسحبونها من سوق الإنتاج والتصنيع، ريثما يتم إيجاد حلول أكثر نجاعة".

وحسب الحاج علي، "ويُضاف لهذه الدبابة، مدرعة أوران التي أرسلتها روسيا للتجريب في سوريا، وعملها الأساسي هو كاسحة ألغام يُتحكم بها عن بعد كذلك، بالإضافة لاستخدامها ببعض العمليات القتالية، ولكن عملها باء بالفشل بسبب بعض الأخطاء في كمبيوتر التحكم، ولذلك تم سحبها كذلك، وكذلك هناك بعض أسلحة الدرون (طائرات بدون طيار) والتي تم تجريبها خلال الحرب السورية، وتم الاستغناء عنها والاستعاضة بتقنيات إسرائيلية في تصميم طائرات الدرون الروسية الجديدة".

أسلحة التوجيه الليزري

باتت تقنية التوجيه الليزري من أحدث التقنيات العسكرية المستخدمة في الأسلحة ذات الطابع الذكي، والسوق العسكرية العالمية أصبحت تشترط وجود هذه التقنية ليتمّ شراء هذه الأسلحة، كوْنها أكثر دقة وذات توجيه فضائي أو عبر الأشعة الليزرية.

وعن الأسلحة الروسية ذات التوجيه الليزري التي استغنت روسيا عن تصنيعها، يقول الخبير العسكري المقدم رائد عليّان لأورينت نت، "بإحدى لقاءات الرئيس الروسي بوتين مع الصحفيين قال بأن أسلحة التوجيه الليزري التي تصنعها روسيا لا يوجد منها إلا في الخيال العلمي، وعلى ما يبدو فعلاً أن هذه الأسلحة لا يوجد منها في الواقع الحربي وإنما فقط في خيال بوتين ووزارته العسكرية بسبب ضعف تقنيتها وجودة عملها".

وتابع عليّان، "من هذه الأسلحة ذات التوجيه الليزري كانت بعض نسخ صواريخ "كليبر" بعيدة المدى، والتي أثبتت فشل أولى تجاربها في سوريا من حيث عدم دقة الهدف والسقوط في أماكن بعيدة جداً عن مكان الاستهداف، وحتى تشتت بعضها وشرودها وضياع التحكم والتوجيه الليزري لها، ومثلها بعض صواريخ الطائرات الحربية ذات التوجيه التلفزيوني والليزري، ولذلك تم سحب بعض هذه النسخ من الأسلحة واستبدالها بنسخ أخرى".

الأسلحة الغبيّة

وأما المقدّم المنشق عبد الرزاق الحمود يذكر لأورينت نت بعض الأسلحة التي تم التخلّي عن تصنيعها وتطويرها بعد تجريبها في سوريا، حيث يقول "من أكثر الأسلحة التي جربتها روسيا على المدنيين في سوريا هي الأسلحة الغبية كقنابل الكاب و الفاب المحمولة بالطائرات المقاتلة، بالإضافة لقنابل وصواريخ المدفعية الثقيلة والمتعددة الأنواع والأوزان".

ووفق الحمود، "جرّبت روسيا أكثر من 270 سلاحاً جديداً جميعها تُعتبر تحت مضمون الأسلحة الغبية، وهي الأسلحة التي لا يتم التحكم بها تلفزيونياً أو ليزرياً أو فضائياً، وإنما يتم إطلاقها دون آلية توجيه خاصة بعد إطلاقها، ومن بين هذه الأسلحة قنابل الطائرات وصواريخ المدفعية متعددة الوظائف كالعنقودية والفوسفورية والمتشظية".

واستدرك قائلاً، "ثلاثة أرباع قتلى هذا القصف الروسي كان بسبب هذا النوع من الأسلحة، ومع ذلك زادت روسيا من تجريبها لهذه الأسلحة، ومن بين الأسلحة التي أثبتت فشلها صواريخ الطيران التي قالت روسيا أنها قادرة على اختراق سماكات مسلّحة تزيد لعدة أمتار، وبعضها كهرومغناطيسية ولكن تبيّن أنها أسلحة تدميرية فقط، لذلك تم التخلي عنها والاستغناء عن تقنيتها وتحويلها لأسلحة غبية جداً، أقل تكلفة في التصنيع وأكثر قتلاً".

أسباب فشل هذه الأسلحة

وعن أسباب فشل هذه الأسلحة التي ادّعت روسيا تطوّرها، يقول الخبير العسكري رائد عليّان، "من أهم أسباب فشل تجربة بعض الأسلحة الروسية هو اختلاف التخطيط التكنولوجي على الورق وضمن الأحلام الوردية التي تغنّى بها الرئيس الروسي بوتين، وبين الواقع العملي والتجريبي، ولذلك لاحظنا أسلحة متطورة جداً في الإعلانات العسكرية عنها ولكن على أرض الواقع كانت دقتها أشبه بالصواريخ الغبيّة وبينها وبين الهدف عشرات الأمتار، ومثال على ذلك القنابل الموجهة ليزرياً".

وبمنظور عليّان، من بين الأسباب التي أثبتت فشل التقنية العسكرية الروسية هو، "اختلاف الطبيعة والمناخ بين روسيا المنشأ وبين سوريا بلد التجريب، فاختلاف درجات الحرارة وزيادة الغبار وسرعة الرياح بين البلدين، كان سبباً بسوء النتائج لأن بعض التقنيات كانت تختلف نتائجها بين روسيا وسوريا، ومنها الأسلحة الليزرية التي تحتاج لأجواء صافية ودرجات حرارة ثابتة وهذا غير متوفر في سوريا".

ونوّه عليان إلى أن، "التقنية العسكرية الروسية تعتمد على القتل والتدمير أكثر ما تعتمد على الدقة، ولهذا الأسلحة الروسية أكثر رخصاً من الأسلحة الأمريكية بسبب قلّة التقنيات المستخدمة فيها، ولذلك سحب روسيا لبعض تلك الأسلحة المجربة في سوريا لم يكن خوفاً على حياة المدنيين الذين طالتهم تلك الأسلحة في سوريا، وإنما لمجاراة السوق العسكرية الحديثة التي باتت تعتمد في مبيعاتها على الأسلحة الأكثر دقة والأقل اعتماداً على العنصر البشري".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات