تفاصيل الصراع بين الميليشيات الروسية والإيرانية في حلب

تفاصيل الصراع بين الميليشيات الروسية والإيرانية في حلب
بعد هدوء نسبي ودعوات في الخفاء لإزاحة الميليشيات الإيرانية من محافظة حلب، عاد التوتر من جديد ليطغى على الشارع الحلبي بعد قيام ميليشيات موالية لروسيا بحشد قواتها استعداداً لضرب الميليشيات الإيرانية في عدة مواقع استراتيجية داخل مدينة حلب، في ظل الصراع المستمر بينها على النفوذ داخل المدينة.

وتمكنت الميليشيات الإيرانية من بسط نفوذها على مناطق واسعة في جنوب وشرق حلب انطلاقاً من قاعدتها الرئيسية داخل مطار حلب الدولي ووصولاً إلى منطقة الشيخ نجار الصناعية وقرى في ريف حلب الشمالي، وقد فرضت في تلك المناطق قوانين خاصة بها وأخضعتها بشكل كامل لنفوذها ومنعت أي سلطة أخرى تابعة لنظام أسد أو الاحتلال الروسي من دخولها.

مقتل قياديين في ميليشيا بري

 

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "التوتر عاد قبل أيام وبشكل أقوى من سابق عهده بعد العثور على قياديين في ميليشيا "آل بري" مقتولين ومرميين على أطراف حي المرجة بمدينة حلب بعد يوم واحد فقط من اختطافهما على يد مجهولين في حي العرقوب حيث بدت على أجسادهما آثار تعذيب شديد"، مشيرة إلى أن القتل تم بواسطة رصاصة في الرأس تم إطلاقها من مسافة قريبة من مسدس عيار 9 مم.

وأضافت المصادر أن القياديين هما رائد الديري وعمار جاموس وهما يقودان مجموعتي (مشاة) في ميليشيا آل بري، حيث وبحسب المعلومات الأولية فإن سيارة فان يستقلها مسلحون ملثمون اختطفت القياديين من حي العرقوب بحلب، فيما ذكرت رواية ثانية أن الاثنين ذهبا في مهمة خاصة ولم يعودا لحين العثور عليهما"، لافتة إلى أنه في حال صحت الرواية الأخيرة فإن ذلك يعني بأن ميليشا آل بري بدأت بتصفية قادتها وفق تعليمات محددة أو أن الميليشيات الإيرانية تمكنت من اختراقها.

الميليشيات تنادي بالثأر وتحشد

وعلى إثر ذلك زجت ميليشيا "آل بري" بأعداد كبيرة من قواتها على محور مطار حلب الدولي وسط استقدام معدات ثقيلة ومدافع متوسطة وبعيدة المدى، وقد  قال شهود عيان من داخل "مخيم النيرب" في حديث لـ "أورينت نت"، إن "العتاد والقوات التي وصلت إلى محيط المخيم ومطار حلب الدولي ضمت نحو ألفي عنصر مدججين بكافة أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة ابتداءً من بندقية (الكلاشينكوف) وصولاً إلى مدافع الهاون ورشاشات الـ 23 والـ 14.5 (دوشكا).

وذكرت المصادر أن ميليشيا (آل بري) اتهمت وبشكل مباشر ميليشيات إيران وعلى رأسها (حركة النجباء) الشيعية بقتل قيادييها متوعدة إياهم بالموت (عن بكرة أبيهم)، فيما أرسلت تعزيزات كتلك التي أرسلتها إلى مطار حلب الدولي إلى نقاط الفصل بين مناطقها ومناطق الميليشيات على أطراف حي الحيدرية وبعيدين ومحيط منطقة (العويجة) باتجاه سجن حلب المركزي.

الجدير بالذكر أن ميليشيات آل بري والباقر وميليشيات أخرى مكونة من بعض العشائر في حلب، سبق أن طالبت الجانب الروسي بطرد الميليشيات الإيرانية من محافظة حلب بالكامل وليس من المدينة فقط، مبررة طلبها إلى أنه من غير المعقول بقاء (أجانب) في المدينة، وأنه لا داعي لوجودهم أصلاً بعد السيطرة على المدينة وقد طرح الطلب خلال اجتماع بين ضباط روس وممثلين عن الميليشيات في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة شرطة الاحتلال الروسي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات