في غياب ممثلي اللجنة الدستورية وتهربهم من المواجهة.. هذا مايقوله السوريون عنكم

زاهياً بدا وليد المعلم وصبيانُه بالأمس في أروقةِ الأمم المتحدة .. يُهين أبو الغيط الذي لطالما شبَّح معه طيلةَ السنواتِ الماضية .. وينفي معرفتَه ببومبيو بنفسِ الطريقة العنترية التي مسحَ سابقاً فيها أوروبا عن الخريطة .. وربما من يقف على هذا المشهد يُدرك أيَ عقليةٍ هي التي تحكمت بسوريا طيلةَ العقود ِ الماضية جالبةً كلَ هذا الخراب ..

منتشياً يُهلل المعلم من على منبرِ الأمم المتحدة : "لقد حققنا إنجازاً بتشكيلِ اللجنة الدستورية" .. يحق للمعلم أن ينتشي .. فما حصل إنجازٌ كبيرٌ له ولنظامِه ولمشغليه في طهران وموسكو .. إنجازٌ ما كان ليتحققَ لولا وجودُ مدعي صفة المعارضة ، من بقايا المجلس الوطني .. والمرتزقة في الائتلاف .. وهيئات التفاوض المرقمة .. هؤلاء الذين منذ البداية ما وُجدوا إلا ليتمَ امتطاؤُهم .. في كلِ مرحلة من المجلس الوطني الى تشكيلِ الائتلاف مروراً بهيئاتِ التفاوض وصولًا إلى لجنة الدستور .. من كان منهم شريفًا ويملك كرامةً تم إبعادُه .. ذاك طردته تركيا .. وآخر استبعدته الرياض .. والبقية اعترضت عليهم قطر وحكمت بإبعادِهم  .. وصار بإمكاِننا القولُ إن من بقي هم حثالةُ الحثالة من الخونة والمرتزقة .. كما يصفهم مواطنٌ سوريٌ غاضب .

لم يبقَ إلا أشخاصٌ يسعون وراءَ المناصب ويلهثونَ وراء الرواتب .. ليصرفوها على ملذاتِهم الشخصية على حسابِ معاناةِ السوريين وقتلهِم و تهجيرِهم .. السوريونَ الذين تقزمُ هذه المعارضاتُ تطلعاتِهم في لجنةٍ دستورية لا هدفَ من تشكيلِها إلا التعمية والتضليلُ وتضييعُ الوقت .. لتكونَ الحلقةَ الأخيرة لشرعنةِ النظام مجاناً والالتفاف على مطالبِ الشعب الذي مازالت دماؤُه تُراق في الشوارع ..

ومع هذا الواقع السوري يجد هؤلاء "المُدعون لصفة المعارضة" من ضعافِ نفوسٍ أنَ مشكلةَ السوريين مع هذا النظام هي مشكلةُ دستور ..ليقبلوا بلجنة لتبويس الشوارب .. ويُهللوا لها أكثرَ من النظامِ نفسِه .. ولانعلم هنا إن كان مضحكًا أم محزنًا ونحن نسمع نصر الحريري يقول عن اللجنة بأنها انتصارٌ للشعب السوري .. يُحاول الحريري أنْ يبيعَ الوهمَ للسوريين ويُمارسَ تضليلاً مُبتذلاً .. لاهثاً وجماعَتُه وراءَ هذه اللجنة بصحبة منصة موسكو وقائدِها الملهم قدري جميل ومنصة القاهرة وقائدِها الممثل الدنجوان جمال سليمان .. وشخصيات أنتجتها محاصصاتُ دولٍ آخرُ همِّها سوريا والشعبُ السوري .. أما من يَطّلع على قائمة المجتمع المدني فيجد أنَ قائمةَ النظام أكثرُ اعتدالاً من هؤلاء الذين يتبعونَ بمعظِمهم للمخابرات .. ومع ذلك ينشر مدّعو المعارضة البهجةَ بعد تنازلِهم و فرضِ موسكو شروطَها عليهِم..

منذ البداية .. منذ معاذ الخطيب .. إلى أحمد رمضان والجربا و طعمة و العبدة و جاموس وباقي المرتزقة المُولعينَ بالظهور على المسرح اللاهثين وراء المنصب والرواتب  .. وسلم التنازلات لم ينته .. و الطامة أن هذه التنازلات مجاناً .. من دون مقابلٍ أو ثمن .. كلُّه على حسابِ السوريين الذي لم يخرجوا بمظاهرة واحدة منذ بَدءِ الثورة ليطالبوا بتغييرِ الدستور ، السوريينَ الذين لم تكن مشكلتُهم يومًا الدستور .. و يعرفون أن الدستورَ في ظلِ نظامٍ قمعي لا يُساوي ثمنَ الحبرِ الذي كُتب به ، طالما أن أصغرَ عريفٍ في ميليشيا أسد الطائفية يدوسُه و يدوس مَن كتَبه ..

 

- فهل يدرك هؤلاءِ المدعونَ لصفة المعارضة أنهم يتنازلونَ عن إطلاقِ سَراحِ المعتقلين؟ وعن وقفِ إطلاقِ النار وفك الحصار كشرطٍ لبدء التفاوض؟

- هل حقق هؤلاء الانتقالَ السياسي الذي ينص عليه جنيف؟ وهل خرج المعتقلونَ من سجون بشار الأسد حتى تلهثَ هذه المعارضة للجلوس معه؟

- كيف تبحث هذه المعارضة وضعَ دستور والسوريونَ مشردون؟ والسجونُ مليئة وأجهزةُ الأمن تُسيطر على كل شيء؟

- ألا يبعث الإعلانُ عن تشكيلِ هيئةٍ دستورية على السخرية والاستهزاء؟ كيف لمن أُوكلت إليهِم مهمةُ التفاوض بإرادةٍ غيرِ سورية وفشلوا في التفاهم مع النظام على أيِ مطلبٍ من مطالب الشعب السوري أن ينتقلوا الى التفاوض على دستورٍ لوطن يتحكم به المحتلُ الأجنبي مع عصابة النظام ؟

- لماذا يُسوقون فكرةَ أنْ لا بديلَ أمامهم؟ وهل هذه اللجنةُ ستُنتج حلاً ؟ أليست أكبرَ كذبةٍ هي تلك التي يُروج لها مدعو المعارضة بأنْ لا بديلَ أمامهم؟

- ما الذي حققته هذه المعارضة منذ جنيف إلى الآن؟ هل حققت شيئا غير الخيباتِ التي لاتعترف بها وتُسوقها على أنها إنجازاتٌ ونجاحاتٌ كما يفعل بشار ومن قبلِه أبوه في مواقفَ أخرى وخاصة مع اسرائيل؟ إلى متى سيبقى هؤلاء الذين يحسِبون أنفسَهم على المعارضة يدسون رأسَهم بالتراب غيرَ معترفينَ بتخاذلِهم وخيانتِهم للشعب السوري؟

- ألا يُدركونَ أن الأمورَ لن تعودَ إلى الوراء؟ وأنَ الكلمةَ للشعبِ وحدَه؟ وأنَ النظامَ لن يجلبَ سوى الدمارِ والقتل والفوضى؟ وأنهم هم المعارضة لا يصلحوَن لإدارةِ فرنِ خبز أو مدرسة؟ و أن الشعبَ هو الوحيدُ القادرُ على التغيير؟ والسودان خيرُ دليل ..

 

تقديم: أحمد ريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى   

 

ضيوف الحلقة:

خالد شهاب الدين - المستشار القانوني - الريحانية – dtl

مصطفى السيد – الصحفي – برلين – skype

بسام جعارة – الكاتب الصحفي – لندن 

د. ياسر خميس - عضو اللجنة الدستورية – الرياض – phono

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات