ما الغاية من انتشار الشرطة الروسية في خان شيخون؟

ما الغاية من انتشار الشرطة الروسية في خان شيخون؟
انتشرت الشرطة العسكرية الروسية داخل مدينة خان شيخون جنوب إدلب، لتحلّ مكان ميليشيا أسد الطائفية التي سيطرت على المدينة بدعم من القوات الروسية منذ قرابة الشهر، وأظهرت الصور التي نشرتها بعض الوكالات الروسية العدد الكبير لعناصر الشرطة الروسية داخل المدينة، وعلى طول الطريق الدولي المارّ بداخلها وصولاً لمدينة مورك جنوب خان شيخون.

وذكرت تلك الوكالات أن القوات والشرطة الروسية انتشرت في مدينة خان شيخون لحماية الصحفيين، ولمهام جديدة ستحددها القوات الروسية مستقبلاً، وبضوء وجود النقطة التركية المحاصرة في مدينة مورك جنوب خان شيخون فإن الغاية من هذه الشرطة سيكون مرهوناً بالاتفاقيات الروسية التركية.

تسليم المدينة للشرطة المشتركة

في حين أكّدت مصادر خاصة لأورينت نت أن مدينة خان شيخون ستخضع للوصاية المشتركة (الروسية التركية) ومعها الشرطة المدنية التابعة لوزارة داخلية الأسد، وذكرت نفس المصادر أن داخل المدينة سيكون خالياً من ميليشيا أسد الطائفية التي ستُعيد انتشارها خارج خان شيخون.

وبهذا الإطار، يقول الناشط عثمان الخاني لأورينت نت، "يُعتبر انتشار الشرطة العسكرية الروسية داخل مدينة خان شيخون تمهيداً للاتفاق التركي الروسي حول تسليم المدينة للشرطة المشتركة بين الطرفين، وكذلك إبعاد ميليشيا أسد لخارج المدينة من أجل حماية الطريق الدولي الواصل بالنقطة التركية في مورك".

وأضاف الخاني، "وبما أن مدينة خان شيخون كانت خاضعة لمنطقة خفض التصعيد، وهناك اتفاق بإبعاد المدينة عن سيطرة ميليشيا أسد كوْن النقطة التركية في مورك جنوب المدينة، فقد وافقت روسيا على اخراج هذه الميليشيات من داخل المدينة إلى خارجها والانتشار بدلاً منها، حسب الاتفاق الروسي التركي بهذا الخصوص، وربما ستنتشر هذه الشرطة على طول الأوتوستراد الدولي من شمال خان شيخون وحتى جنوب مورك في المستقبل القريب ".

التمهيد للدوريات المشتركة

من جانبه، رأى الناشط الاعلامي محمد سلوم العبد أن انتشار الشرطة العسكرية الروسية داخل خان شيخون هو استكمال لاتفاق الدوريات المشتركة بين الجانبين الروسي والتركي داخل المدينة وفي محيطها على الأوتوستراد الدولي، وأضاف العبد لأورينت نت "ستُساهم الشرطة الروسية بتطبيق بند الدوريات المشتركة المنصوص عليه في اتفاق سوتشي، وبالتالي سيَلي انتشار الشرطة الروسية دخول القوات التركية واقترابها من محيط خان شيخون مبدئياً للتمهيد ببدء هذه الدوريات، ولكن دون تحديد جدول زمني لبدئها".

وتابع العبد قائلاً، "من المتوقّع انتشار القوات التركية على مداخل خان شيخون الشمالية والشمالية الغربية، وبالتالي تسيير أولى الدوريات حينها بالتعاون مع الشرطة العسكرية الروسية المنتشرة داخل المدينة مروراً بمدينة مورك جنوباً، ولهذا السبب قامت القوات الروسية بإرسال أعداد كبيرة من الشرطة الروسية إلى داخل خان شيخون والتموضع فيها".

حماية معبر مورك والنقطة التركية فيها

رغم سيطرة ميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية على كامل المدن والبلدات المحيطة بالنقطة التركية في مدينة مورك، فما تزال النقطة التركية في مكانها دون التفكير بنقلها خارج هذه السيطرة، بالإضافة لإعادة نظام أسد فتح معبر مورك الذي كان مخصصاً للتبادلات التجارية بين مناطق سيطرة أسد ومناطق الشمال المحررة.

وبهذا السياق، يعتبر الناشط الاعلامي محمد العلي أن الغاية من انتشار الشرطة العسكرية الروسية في مدينة خان شيخون هو لحماية النقطة التركية وكذلك حماية معبر مورك الذي أعاد نظام أسد افتتاحه.

وأشار العلي خلال حديثه لأورينت نت إلى أن، "القوات الروسية الخاصة طردت ميليشيا أسد منذ بداية سيطرتها على مدينة مورك ولم تسمح لهم بالدخول إلى المدينة أو تطويق النقطة التركية في مورك، وبالتالي انتشرت القوات الروسية وبعدها الشرطة الروسية على طول الطريق الدولي القريب من نقطة مورك والقريب من معبر مورك التجاري والذي ادّعوا أنهم افتتحوه لعودة الأهالي للمنطقة".

واستكمل العلي حديثه قائلاً، "سيكون من أهم مهام الشرطة الروسية المنتشرة بين معبر مورك وداخل مدينة خان شيخون هو حماية عناصر النقطة التركية في مورك، بالإضافة للإشراف على عمليات معبر مورك إن كانت تجارية أو انسانية، كما يدّعون".

التّحايل على المدنيين

دائما ما كانت روسيا تُعلن أن الهدف من عملياتها العسكرية في سوريا هو إعادة اللاجئين والنازحين لمدنهم التي تُسيطر عليها القوات الروسية وميليشيا أسد الطائفية، ولذلك اعتبر الناشط الإنساني هشام النجم أن غاية روسيا من انتشار شرطتها داخل مدينة خان شيخون هو التحايل على أهالي المدينة وتطمينهم من أجل العودة للمدينة، واللعب على هذا الوتر.

ولفت النجم خلال حديثه لأورينت نت إلى أن، "المدنيين من أهالي خان شيخون أو غيرها من المدن لا يمكن أن يأمنوا غدر ميليشيا أسد الطائفية وبالتالي لن يعودوا بوجوده في المدينة، لذلك عملت روسيا على التحايل وتطمين المدنيين بسحب هذه الميليشيات من داخل المدينة وانتشار شرطتها العسكرية بدلاً عنها، بالتزامن مع الإقرار بدخول الشرطة التركية للمدينة مستقبلاً".

وتابع النجم، "مع ذلك لم يدخل مدينة خان شيخون حتى اللحظة أي أحد من الأهالي المدنيين، إلا جزء بسيط تربطه علاقات مع نظام أسد ولمدة محدودة ثم غادر المدينة، ولذلك تسعى روسيا لطمأنة المدنيين من أهالي المدينة بضرورة العودة عبر ادّعائها حماية المدينة وتأمين الخدمات وانتشار الشرطة الروسية فيها بدلاً من القوات الحكومية وميليشياتها".

سحب الميليشيات لجبهات جديدة

وبإطار مختلف، نوّه الناشط هشام النجم إلى أن، "القوات الروسية أرسلت ميليشيا أسد الطائفية إلى محاور عسكرية جديدة خارج مدينة خان شيخون، وربما تكون للريف الشرقي من ادلب، وبالتالي تموضعت الشرطة العسكرية الروسية بدلاً منها كي لا تبق المدينة خالية من القوات العسكرية".

وهذا ما أكّدته بعض التقارير والمراصد الميدانية في المنطقة، والتي أشارت لانسحاب بعض الميليشيات من ريفيّ ادلب الجنوبي وحماة الشمالي إلى ريف إدلب الشرقي خلال الأسابيع الماضية، دون العلم بنيّة عمل هذه الميليشيات، وأكّد ناشطون أن من بين تلك الميليشيات المنسحبة ميليشيات كانت داخل مدينة خان شيخون التي حلّت مكانها الشرطة العسكرية الروسية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات