مجلة تروي قصة الصحفي الأمريكي الذي دعم نظام الأسد في واشنطن

مجلة تروي قصة الصحفي الأمريكي الذي دعم نظام الأسد في واشنطن
كشفت مجلة تابلت الأمريكية عن الدور الذي لعبه، الصحفي نير روزن، لدعم نظام الأسد والترويج له بطريقة خفية غير مباشرة سواء من خلال عمله الصحفي أو ما تبين لاحقاً عمله الدبلوماسي الخفي.

وصل روزن لكبار المستشارين لدى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وحاول اختراق صفوف المعارضة وعمل بشكل سري مع الدوائر القريبة من بشار الأسد وتمكن من الوصول إلى ستافان دي ميستورا، وشارك في دعم عدة اتفاقيات لصالح نظام الأسد منها إخراج الثوار من حلب.

يقدم وجهات نظر خاصة به تجاه الحرب في سوريا التي تعد من أكثر الحروب دموية في القرن 21. ألقى كلمة مؤخراً امتدت لمدة عشرين دقيقة في مؤتمر فالدي الذي يقام في موسكو عبرت بالضبط عن نظرته تجاه كل ما يجري في سوريا.

لا يقدم روزن وجهة نظره بشكل مباشر على إنها دعم لوجهة نظر النظام، بل يقدمها بشكل رمادي، ومناور، يستدرك بعد ذلك بالقول إن "تصرف الحكومة السورية المقيت لا يبرر التدخل الدولي" ويرى أن الحال في سوريا يجب النظر إليه بشكل مختلف لأن "الرأسمالية لا تعمل بالطريقة ذاتها في كل مكان" وأن هذه الطبيعة المختلفة جعلت تراكم رأسمال الحقيقي للشرق الأوسط يأتي من خلال الحرب.

قنواته الخلفية

يقفز روزن على عدة حقائق، مثل قيام نظام الأسد بإبادة الآلاف من الأشخاص، أو إنشاء سجون ومعسكرات تعذيب سرية، أو قصف المخابز والمستشفيات، واستخدم الغاز السام ضد بلدات بأكملها.

وبحسب وجهة نظره على العالم شكر الدكتاتور، لأنه دافع عن النظام العالمي ووقف ضد جحافل الجهاديين "إن العالم مدين لروسيا وإيران لأنهما منعتا انهيار الدولة السورية". قال ذلك أمام حفل من المسؤولين الإيرانيين، والروسيين، وحتى الأمريكيين، حيث حضر، روبرت مالي، مستشار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، خلال فترة ولايته الثانية.

في العقد المنصرم، برز نجم روزن على اعتباره واحدة من أكثر الصحافيين الأميركيين حنكة في الشرق الأوسط ولكن ليس للدفاع عن التدخل الأمريكي في العراق بل للقول إن التدخل الغربي في الشرق الأوسط خاطئ من الأساس.

وعلى الرغم من اصوله اليهودية، وجنسيته الإسرائيلية، والتي من المفترض أن تكون موضع شك لدى نظام الأسد بحسب ما يدعي، إلا ان وصل لقلب دمشق وحظي بثقة لم يسبقه إليها أحد ابداً حتى الأكاديميين والصحفيين الغربيين المؤيدين للنظام.

هل كان روزن صلة وصل بين النظام وواشنطن؟ يقول ستيفن سايمون، والذي شغل هو الآخر منصب مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط إن روزن "غير مرتبط بعقلية واشنطن أو أفكارها المسبقة.. يفكر خارج الصندوق".

صعوده وانكشافه

تعلم اللغة العربية خلال عمله في العراق وتعامله مع الجماعات المسلحة هناك، من خلال تعلم اللغة كسب اهتمام كبار الشخصيات في الحكومة الأمريكية الذين اعتقدوا أنه يحاول تقديم صورة أكثر دقة عن تقارير الاستخبارات الامريكية التي كانت ترصد التمرد العراقي.

مواقفه الغريبة واصطفاه ضد المواقف الرسمية للولايات المتحدة، مثل الإشادة ببعض مواقف طالبان، حيث دعم بيان صادر عنها في ذكرى هجمات أيلول (سبتمبر)، أو بث تقارير عن حزب الله في أحداث 2008 الطائفية التي ضربت بيروت، جعلته محط أنظار بسبب رؤيته المختلفة للأحداث واوصلته للمسؤولين الأمريكيين مثل روبرت مالي الذي كان يشرف على الملف السوري والمفاوضات مع إيران ومكافحة تنظيم داعش.

قال مالي مبرراً "قضى نير معظم حياته على الأرض وذهب إلى مناطق الحرب وتحمل مخاطر فادحة لا يرضى معظمنا القيام بها".

انتهت حياته المهنية والتي وصل فيها إلى عدد من المناصب وحصل على منح صفحيه، كل ذلك أنتهى بعد حادثة الاعتداء الجنسي على مراسلة شبكة سي بي إس، لارا لوغان، والتي تمت في ميدان التحرير حيث قالت إنه عبر عن رضاه عن الحادثة لأنها من "دعاة الحرب" إلى أن عاد إلى الواجهة مع بدء الأحداث في درعا بشهر آذار 2011 هذه المرة لدعم نظام الأسد ولكن من خلال طرق خبيثة.

عمله السري

أدعى انحيازه للثورة، وتحمس للمظاهرات، ولم يخفي ذلك في لقاءه مع روبرت فورد السفير الأمريكي حينها في دمشق. كان ذلك مجرد بوابة تسمح له باختراق صفوف الثورة والثوار عبر التوغل في مناطقهم كصفحي أمريكي مدافع عن قضيتهم.

إلى جاءت تسريبات ويكيليكس، والتي نشرت تسريبات لإيميل بشار الأسد وحاشيته. في إحدى الرسائل قالت هديل العلي، مستشارة بشار، إن روزن كان في سوريا لمدة شهرين، وهذا تم بغطاء من مستشار بشار، خالد الأحمد، المقرب منه وبالتنسيق المباشر معه.

قام روزن بالعمل على اجتماعات غير رسمية وغير ملزمة بين مجموعة من الشخصيات التابعة للنظام وبين شخصيات من المعارضة عبر ما اسماه "المسار الثاني".

وأمن تأشيرات سفر لخالد الأحمد، عبر هذه البوابة، على الرغم من العقوبات مما مكن وصول أحمد لجميع انحاء أوروبا الغربية. وعمل كذلك كاستشاري مع ستافان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا. ودعم كذلك اتفاق وقف إطلاق النار في حلب والذي أدى إلى خروج الثوار منها.

وقالت مصادر أخرى إنه وصل حتى إلى ميشيل سماحة بل كان شريكه في سوريا. حيث لروزن مصالح مع سماحة، وخالد الأحمد. تم اعتقال سماحة كما هو معروف بسبب قيامه بتهريب متفجرات من سوريا كجزء من عمل إرهابي نظمه علي مملوك.

يتساءل السفير الأمريكي فورد قائلاً "كيف تمكن من كسب ثقة هؤلاء الناس؟" ربما "الامر كله بتعلق بالتلاعب.. ربما عمل كجاسوس لصالح ديب زيتونه. أنا لا أقول إن نير كان جاسوساً. بل تم استخدامه لتنفيذ أوامر كانت جزء من مبادرة، أو خطة، أو عملية ما".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات