كيف تعمل روسيا على تفكيك ميليشيا رامي مخلوف العسكرية؟

كيف تعمل روسيا على تفكيك ميليشيا رامي مخلوف العسكرية؟
كشفت مصادر خاصة، أن قوات الاحتلال الروسي مارست الضغط على ميلشيات أسد لحل الجناح العسكري لما يسمى "جمعية البستان" التابعة لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، وذلك لقرب مخلوف من إيران، وبسبب شركة الاتصالات الإيرانية أو المخدم الثالث الذي دعمه مخلوف، الأمر الذي ترفضه روسيا "بشكل قطعي".

وعمدت ميليشيات أسد بعد حل الجناح العسكري إلى الإيعاز بالأوامر لانضمام أكثر من 400 عنصر من الجناح العسكري المنحل إلى الفرقة 25 التابعة لروسيا التي يقودها العميد "سهيل الحسن" والذي يعتبر المسؤول عن قيادة العمليات العسكرية في إدلب والقصف المستمر الذي يستهدف المدنيين.

والتحق العناصر بتشكيلهم الجديد - الحديث للمصدر - في إطار الحشودات المتواصلة لميليشيات أسد في إدلب على عدة جبهات، لاسيما بعد رفض العشرات أو المئات من مقاتلي فصائل “المصالحة والتسوية” الانخراط في معارك الشمال، وهروب 100 من عناصر المصالحات في منطقة التل وملاحقتهم من قبل أجهزة الأمن.

خارطة تموضعات

ويقول العميد، أحمد رحال، إن "خارطة التموضعات أو الولاءات داخل نظام الأسد تدل على أن هناك تغيرات فجائية وغير ثابتة، حيث باللحظة التي يكون فيها رامي مخلوف موالياً لإيران ينتقل إلى الحضن الروسي، ويعود مرة أخرى بشكل مفاجئ، وكذلك بعض رجال الأعمال الذين يبحثون عن الطرف القوي من أجل الحفاظ على مصالحهم".

ويضيف: "هناك خلافات بشكل كبير بين الروس ورامي مخلوف حصلت سابقاً، خصوصاً أن هناك معلومات بأن القصف الذي كان يطال مطار حميميم من قرية بستان الباشا والتي تتبع لعائلات مخلوف في محافظة اللاذقية، حيث إن المنطقة تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية والتي تتبع لعميل إيران أيمن جابر".

ويشير الرحال إلى أن "جميع التشكيلات العسكرية يتم حلها لانتهاء دورها، والأهم من ذلك هو انقطاع الدعم عنها من قبل إيران وحزب الله؛ في حين أن نظام الأسد مفلس ماديا،ً وروسيا لا تدفع الأموال بالشكل الكافي للفصائل التي تقوم بتشكيلها، حيث حالات الاستقطاب بين الطرفين الروسي والإيراني ما زالت مستمرة منذ التدخل الروسي في سوريا".

ويعتبر العميد الرحال قرار إنهاء وحل الجناح العسكري لجمعية “البستان” بعد أن أعطت روسيا أوامرها حول الحد من تمدد التجنيد التي تقوم به الجمعية بشكل متواصل، مقابل رواتب مغرية تقدم لهؤلاء المقاتلين، لا سيما في الجنوب السوري مقابل 350 دولاراً بشكل شهري.

سبب رئيسي

من جهته، يرى الباحث في الشؤون السياسية، المهندس محمد خير الشرتح، أن "السبب الرئيسي لتفكيك جناح رامي مخلوف داخل بنية النظام، هو خشية بشار الأسد من المعلومات التي وصلته عن إمكانية استبداله برامي مخلوف في السلطة، وذلك ضمن توافق دولي، حيث بدأ بتفكيك جمعية البستان والتي تملك أجنحة عسكرية وإنسانية في مناطق النظام".

وأضاف الشرتح بأن "روسيا تريد استرداد قسم من الديون المترتبة على النظام، ومع عدم إمكانيته دفعها، تم طلب تسديد المصاريف والديون من قبل رامي مخلوف والذي يملك أموالاً في دولة بيلاروسيا، حيث تريد روسيا نزع الشرعية عنه داخل مؤسسات النظام، من أجل تجميد أمواله والسيطرة عليها بحجج مختلفة".

ونوه الشرتح إلى أن "الهدف الأول من إضعاف جناح مخلوف، هو إضعاف النفوذ الإيراني مالياً والسيطرة على مؤسساته التي تجني ملايين الدولارات سنوياً، بالإضافة إلى كسب آلاف المقاتلين الذين كانوا يتقاضون رواتبهم منه بشكل شخصي وإجبارهم على الانضمام إلى الميليشيات الروسية، بعد أن يفقدوا الأمل في إيجاد دعم مالي لهم".

"قصقصة أجنحة"

بدوره، يقول العميد المنشق عن ميليشيات أسد، مصطفى الفرحات: “كانت قد وصلت الخلافات في وقت سابق إلى حد الصدام المباشر بين مليشيات سهيل الحسن الموالية لروسيا مع مليشيا مرتبطة بإيران، وذهب بعض المتابعين إلى اعتبار أن الطائرات المسيرة التي استهدفت مطار حميميم وهو مقر القوات الروسية في سوريا، إنما رسالة إيرانية إلى الروس".

وأضاف الفرحات "يدرك القادة الإيرانيون، أن استحقاق أي حل سياسي سيضع حداً لتواجدهم في سوريا، وهذه النقطة الفارقة الأهم التي ستكون قيمة مضافة للخلافات القائمة أصلاً بين الطرفين الروسي والإيراني، وهذا ما يفسر السعي الروسي لقصقصة أجنحة إيران في سوريا تباعاً، ومنها ما حصل مؤخراً بحل جمعية البستان التابعة لآل مخلوف".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات