لماذا يتخوّف الأتراك من منطقة آمنة قد تُنشأ لحماية الوحدات الكردية؟

لماذا يتخوّف الأتراك من منطقة آمنة قد تُنشأ لحماية الوحدات الكردية؟
لا يفتأ المسؤولون الأتراك سواء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أو وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، أو غيرهما، يؤكّدون بأنّ تركيا قادرة على إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا بمفردها، معربين عن تخوّفهم - في تصريحاتهم الأخيرة - من أن تتحول المنطقة الآمنة التي تتحدث عنها أمريكا، إلى منطقة تحمي ميليشيا "الوحدات الكردية".

وكان الرئيس التركي، أمهل الولايات المتحدة الأمريكية، في خطاب جماهيري في ولاية "مالاطيا" قبل أيام، حتى نهاية شهر أيلول لاتخاذ خطوات جدية بشأن المنطقة الآمنة، وإلا فإن بلاده ستدخل المنطقة بمفردها.

وفي خطاب آخر وبحضور وزير التجارة الأمريكي، بدا خطاب الرئيس أردوغان أكثر ليونة من تصريحاته السابقة، حيث عوّل على التعاون مع الولايات الأمريكية فيما يتعلق بالملف السوري، مؤكداً على أنّ نظيره ترامب ينظر إلى فكرة المنطقة الآمنة بإيجابية على عكس سلفه أوباما، مؤكدا على أنّ الحل الدائم في سوريا يكمن في إنشاء المنطقة الآمنة.

لماذا تصر تركيا على التعاون مع أمريكا لإنشاء المنطقة الآمنة؟ ولماذا باتت تتخوّف من أن تتحول المنطقة التي تزعمها أمريكا إلى منطقة تحمي الوحدات الكردية؟

قطع الإمداد

ذهب "كورتولوش تاييز"، الإعلامي والكاتب لدى صحيفة "أقشام" إلى أنّ إصرار تركيا على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء المنطقة الآمنة، يكمن في كون أنقرة ترغب من خلال ذلك بقطع دعم واشنطن عن الوحدات الكردية، التي مازالت تستمر في إرسال الأسلحة والعتاد إليها.

وبحسب تاييز، فإنه في حال لم يتمكن الطرفان من تجاوز الأزمة الحالية فيما يخص المنطقة الآمنة، فإنّ تركيا ستبدأ بعمليتها في المنطقة بمفردها.

سيناريو شمال العراق

بالمقابل، لفت "فاتح أتالاي" في مقال نشرته صحيفة "خبر ترك" إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية في حال قبلت بإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا، فإنّها ستُنشئها لحماية الوحدات الكردية، ضاربا مثالا لذلك ما فعلته عام 1991 في العراق في أثناء حرب الخليج.

وذكّر أتالاي بأحداث 1991، موضحا بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية حين أنشأت - بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا - منطقة محظورة عن الطيران في شمال العراق، أنشأتها لحماية وتدريب عناصر "بي كي كي".

وأضاف بأنّ تركيا - في حال إنشاء المنطقة الآمنة - بالتعاون مع أمريكا، لن تتمكن من معرفة ما يجري داخل هذه المنطقة، تماما كما حدث في شمال العراق، حين أرست أمريكا فيها دعائم دولة كردية من خلال تدريب الأكراد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات