أورينت تفتح ملف مخيم اليرموك في دمشق

أورينت تفتح ملف مخيم اليرموك في دمشق
ترك نظام الأسد مصير مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق معلقا بعد أكثر من عام  من سيطرته عليه، ومنعت ميليشيا أسد سكان المخيم من العودة إليه رغم الوعود المتكررة التي أطلقها المسؤولون حول اقتراب السماح بعودتهم، مع الإيحاء بأن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة.

وكان آخر تلك الوعود الكاذبة تلك التي تحدث عنها عضو محافظة دمشق في حكومة الأسد سمير الجزائرلي،  أنه أكد بأنه سيتم السماح بعودة السكان لعدة أحياء في دمشق وعلى رأسها مخيم اليرموك.

وترك الحزائرلي وكعادة مسؤولي النظام مصير المخيم مفتوحا وزعم بأن المحافظة بصدد إعطاء حلول هندسية يؤخذ بأحدها، دون أن يوضح ماهيتها، لكنه لمح إلى إمكانية تقييم المخطط القديم وإعداد مخططات جديدة.

ومع استمرار منع سكان المخيم من العودة إليه فإن عمليات "التعفيش" من قبل ميليشيا أسد والعناصر الفلسطينية الموالية لها لم تتوقف. 

عمليات التعفيش

وقال محمود عثمان أحد سكان مخيم اليرموك لـ"لأورينت نت"، إن عمليات التعفيش والسرقة وصلت في المخيم لمستويات غير مسبوقة، حيث تمت سرقة المنازل بما فيها من أسلاك كهربائية وشبابيك وأبواب وحتى البلاط والرخام تم نزعه.

وأوضح عثمان أنه زار المخيم خلال عيد الأضحى الماضي بعد الحصول على موافقة أمنية من اللجان الفلسطينية الموالية لنظام أسد وما يسمى بـ"مكتب الأمن الوطني" للاطمئنان على منزله، ليكتشف أن عمليات السرقة جعلته غير صالح للسكن، منوها إلى أن المنزل يحتاج لأكثر من خمسة ملايين ليرة ليعود كما كان.

وأشار عثمان إلى حاجة الأهالي المهجرين من المخيم للعودة إليه بأقصى سرعة وخاصة لرمزيته، ولكنه أبدى تخوفه من تخطيط نظام أسد لإخضاعه للقانون رقم 10 وخاصة أن أغلب الأحياء المحيطة به خضعت للقانون.

 الاستثمار السياسي

من جهته، قال الصحفي والباحث محمود زغموت عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" لأورينت نت، إن نظام الأسد يعمل وفق مصالحه الأمنية والسياسية فيما يتعلق بملف المخيم، والتأخير يرتبط بتقدير أجهزة النظام في عودة السكان من عدمها، ومحاولة الاستثمار السياسي في ورقة إعادة إعمار المخيم وفق أجندة النظام المتبعة في الأوساط الفلسطينية.

و أضاف أن ربط التأخير بأسباب لوجستية، كانتهاء عمليات المسح الميداني لتقييم الأضرار التي تنفذها لجان العمل التابعة لمحافظة دمشق، أمر غير منطقي خاصة أن عمليات "التعفيش" لممتلكات سكان المخيم مستمرة دون توقف.

وتوقع زغموت أن يضطر نظام الأسد في سبيل الحفاظ على الورقة الفلسطينية باعتباره لايزال يقدم نفسه كطرف أساسي في "محور الممانعة" لإعادة عدد من سكان المخيم عبر آلية عمل تديرها محافظة دمشق وشعبة الحزب بإشراف الأجهزة الأمنية، كما حصل في بعض المناطق، إلا أن هذا لا يعني عودة المخيم إلى سابق عهده فهذه باتت مسألة مستحيلة في ظل الدمار الذي طال 80 بالمئة من مباني المخيم فضلا عن التفكك الذي تعرض له المجتمع الفلسطيني في مخيم اليرموك بسبب أعداد الضحايا والمفقودين والمهجرين الذين لا يمكن لهم أن يعودوا، إضافة إلى ضياع الممتلكات وفقدان مصادر الدخل وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد.

ويذكر أن ميليشيا أسد الطائفية سيطرت على مخيم اليرموك في شهر أيار من العام الماضي، وتعرض المخيم لدمار كبير جراء المعارك التي شهدها وخاصة من جهة حي الزين، في حين نال شارع الثلاثين ومنطقة دوار البطيخة ومحيط المخفر الحصة الأكبر من الدمار جراء القصف الممنهج للنظام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات