ميليشيات الشبيحة في اللاذقية تهاجم الأسد.. من هي وما أبرز نقاط الخلاف؟

ميليشيات الشبيحة في اللاذقية تهاجم الأسد.. من هي وما أبرز نقاط الخلاف؟
"الرئيس استخدمنا لحين انتهاء الحرب، والآن يرغب بالتخلص منا بعد ما قدمناه من شهداء" عبارة أصبحت تتردد كثيرا هذه الأيام بين صفوف منتسبي الميليشيات في اللاذقية والتي بدأ النظام بتصفيتها وإنهاء وجودها وتسريح عناصرها أو ضمهم لجيشه، وذلك رغم اعتماده عليها خلال السنوات الماضية في حماية اللاذقية، وخوض معارك كثيرة في محافظات البلاد المختلفة.

وتعرف اللاذقية بأنها مركز رئيسي لتجنيد آلاف المقاتلين الذين تطوعوا من القرى الموالية للدفاع عن الأسد، سواء من خلال القوات النظامية أو عبر الانضمام للميليشيات التي أسسها أقرباء الأسد، وجذبوا من خلال الرواتب المغرية مقاتلين من أعمار مختلفة.

لكن خلال الأشهر القليلة الماضية تغيرت سياسة النظام تجاه هذه الميليشيات، و دخل بحالة مواجهة معها، أدت إلى تصفية وجوه بارزة في اللاذقية ومقتل عدد منها.

وفي هذا التقرير تستعرض أورينت نت أهم الميليشيات وزعماء التشبيح التي صفاها النظام مؤخرا، ومصيرها والأسباب التي دفعت النظام للتخلص منها.

"الدفاع الوطني"

فكك النظام خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من المجموعات المنضوية في ميليشيات "الدفاع الوطني" في اللاذقية، والتي كانت تتخذ من المدينة الرياضية مركزا رئيسياً لها، ويوجد لها مقرات رسمية ومراكز للاحتجاز والتعذيب بعيداً عن سلطة الدولة .

ووفق عضو "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي اعتقل النظام قبل قرابة ثلاثة أشهر المدعو آيات بركات مسؤول "الدفاع الوطني" في مدينة جبلة قبل أن يفرج عنه لاحقا. وقام بحل مجموعاته وخيّر جميع مقاتليه بين التطوع في الجيش أو الانضمام للفيلق الخامس، بينما تم تسريح جميع المقاتلين ذو الأعمار الكبيرة ورفض انضمامهم للجيش .

ويضيف جبلاوي في حديثه الخاص لموقع الأورينت نت أنّ "النظام قلّص منذ فترة طويلة أعداد الدفاع الوطني في الجبهات، وتوقف عن إسناد مهام قتالية لهم منذ أكثر من عام، كما قام بإيقاف العمل بالبطاقات الأمنية لدى المقاتلين غير النظاميين وسحبها منهم".

ويوضح مسؤول" لجان التنسيق المحلية" في جبلة أنّ "الدفاع الوطني" انتهى وجوده في جبلة وبانياس، لكن لم ينتهِ تماما في مدينة اللاذقية، وإنما تم تحجيم دوره بشكل كبير، وتقليص مجموعاته وأعداد مقاتليه، تمهيداً لإنهائه كلياً على ما يبدو خلال الفترة القادمة.

"الأمن القومي"

وفق مسؤول "لجان التنسيق" أيضا أجبر النظام جميع الميليشيات التابعة للحزب "القومي الاشتراكي" وأبرزها "نسور الزوبعة" التي كانت فاعلة بشكل خاص في جبهات ريف اللاذقية الشمالي للانضمام إلى الفيلق الخامس.

ويعتبر "جعفر شاليش" من أقرباء الأسد أحد أبرز قادة "نسور الزوبعة" خلال الفترة الماضية قبل أن يصطدم بقوات النظام في مواجهات عنيفة في القرداحة، ويتم اعتقاله وقتل أبرز مساعديه مهند حاتم.

 وفيما بعد تولى قيادة الميليشيا وفق ما يؤكده الجبلاوي المدعو "فريد حيدر" أحد وجوه الشبيحة البارزين في اللاذقية، حيث تم حل هذه الميليشيا وضم من تبقى منهم للقوات النظامية.

"سرايا العرين"

تعرف هذه الميليشيات أيضا باسم كتائب "أبو الحارث" وتعتبر هذه الميليشيا  ذات صلاحيات مطلقة في منطقة الساحل السوري، وهي تتبع بشكل مباشر لعائلة الأسد ويتزعمها  بشار طلال الأسد (ابن عم بشار) .

شُكّلت هذه الميليشيا  قبل قرابة سبع سنوات، ويقدّر عدد عناصرها بنحو 2000 عنصر معظمهم مِن أهالي مدينة القرداحة والقرى المحيطة بها. ويعرف عن هذه الميليشيا تسلطها على أهالي اللاذقية وارتكابها عمليات خطف وابتزاز وقيامها بأعمال التهريب والتجارة بجميع ما ينتج عن عمليات "التعفيش" (السرقة) التي يقوم بها عناصر النظام في المناطق التي يسيطرون عليها.

وفي حزيران الماضي أظهر مقطع فديو مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي تكريم أحد مسؤولي حزب "البعث" مجموعة من عناصر هذه المليشيات في القرداحة معلناً نهاية مهمتهم وشاكرا اياهم على دورهم.

وذكر ناشطون من اللاذقية أنّ ميلشيات بشار طلال الأسد والتي تسمى "الحارث" انسحبت من حوالي ١٥ موقعا لها في مختلف أحياء مدينة اللاذقية، كما وقعت اشتباكات سابقة بين مقاتلون من هذه المليشيات وعناصر من "الفرقة الرابعة" التابعة لماهر الأسد في مدينة القرداحة خلال الشهر الفائت، فيما لم يعرف مصير بشار طلال الأسد حتى الآن.

ميليشيات آل جابر

منذ بداية أحداث الثورة السورية أسس صهر عائلة الأسد أيمن جابر ميليشيات "صقور الصحراء" و"مغاوير البحر" للقتال إلى جانب النظام قادها شقيقه الضابط محمد جابر الذي كان مقربا من إيران،حيث وصل عدد المقاتلين في هذه الميليشيات بحسب مصادر في اللاذقية إلى قرابة 2000 مقاتل، وكان لها مشاركة ودور بارز في معارك ريف اللاذقية، وفي حماية آبار النفط في حقل الشاعر و دير الزور.

لكن في منتصف العام 2017 أصدرت وزارة الدفاع في حكومة النظام قراراً بحل ميليشيات أيمن ومحمد جابر، ونقل مقاتليها إلى الفيلق الخامس الذي تديره روسيا.

 وأكد ناشطون في اللاذقية أنّ قوات الأمن شنت حملة مداهمات كبيرة وقتها على مراكز هذه الميليشيات وصادرت جميع أسلحتها و بطاقات عناصرها الأمنية، واعتقلت عددا من قادتها بسبب خلاف بين آل الأسد وآل جابر. ومن يومها لم يعد أي وجود لهذه الميليشيات على الأرض.

ميليشيا البستان

رغم نفي رامي مخلوف مرارا أي نشاط عسكري لجمعية "البستان الخيرية" التابعة له إلا أن الكثير من الشواهد تكذّب ادعاءاته ومنها تشييع القتلى وانخراط جمعيته في تجنيد المقاتلين ودفع رواتبهم منذ العام 2011.

لكن مؤخرا تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية في اللاذقية أخباراً عن حل ميليشيا البستان العسكرية وإبقاء عمل "الجمعية الإنساني".

وتؤكد مصادر في اللاذقية لأورينت فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية أنّ جميع من كان يحمل بطاقات أمنية وسلاح من جمعية البستان تم استدعاؤه خلال الأيام القليلة الماضية إلى فرع الأمن العسكري لتسليم ما يملك.

من يقف وراء حل الميليشيات؟

ورغم تخلص الأسد شكليا من معظم المليشيات القوية في اللاذقية وإبعادها عن العمليات العسكرية والحواجز داخل اللاذقية وإفراغ مقراتها الرسمية إلا أنّ عدة مصادر في اللاذقية أكدت من خلال تواصلنا معها أنّ المافيات المقربة من عائلة الأسد ما تزال هي الممسك الفعلي بمفاصل الأمور في اللاذقية، و تمارس تهريب المخدرات، والسلاح، والدخان وتجارة السيارات بين سوريا ولبنان، و تعتدي على كبار المسؤولين في الدولة، بحيث لا يجرؤ أحد على الوقوف بوجه ميليشيا عائلة الأسد .

وتؤكد المصادر ذاتها أنّ الإجراءات الأخيرة ليس هدفها  إعادة الأمن إلى اللاذقية، وتخليصها من تجاوزات الشبيحة وإنما هو  تقليص قوة هذه المليشيات لاسيما تلك التي خرجت عن سلطة الأسد.

وتثير إجراءات النظام الأخيرة اعتراضات كبيرة بين أوساط عناصر هذه الميليشيات التي ترى أنّ الأسد استفاد منها وقت الحرب ثم خذلها وتركها بعد أن استقرت الأوضاع له، لاسيما أنّ معظم عناصر هذه الميليشيات هم من الشبان الذي لم يخدموا بعد في قوات النظام، وأمن لهم الانضمام في هذه الميليشيات مصدر دخل وامتيازات أمنية وسلطة .

وكانت تقاير إعلامية عديدة تحدثت عن ضغوط و أوامر روسية لنظام الأسد لإنهاء تواجد هذه الميليشيات في سوريا وضمها ضمن القوات النظامية وإعادة تنظيمها، خاصة مع انتهاء الحاجة لها، وهو الأمر الذي ظهر ليس في اللاذقية فحسب وإنما في مناطق مختلفة في أنحاء البلاد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات