ماذا وراء الإعلان الروسي عن وقف إطلاق النار في إدلب؟

ماذا وراء الإعلان الروسي عن وقف إطلاق النار في إدلب؟
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ ميلشيا أسد ستوقف "إطلاق النار" في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب) اعتباراً من 31 آب/ أغسطس.

يأتي إعلان موسكو، عقب سيطرة ميليشيا أسد والميليشيات الموالية لها بدعم روسيّ، على بلدة التمانعة الاستراتيجيّة بريف إدلب الجنوبي، بعد تطويقها البلدة وسيطرتها على قرية "الخوين" الاستراتيجيّة، في الوقت الذي تستمر فيه بزحفها على المحور الجنوبيّ للمحافظة وعلى وجه التحديد، المناطق المحاذية والواقعة على أوتوستراد دمشق - حلب أو ما يعرف بـ (M5).

وبعد مرور عدة أيام على وقف إطلاق النار شهدت عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي قصفا مدفعيا بشكل  يومي؛ حيث تعرضت بلدات حاس وكفرنبل وكفرسجنة والدير الشرقي والغربي والتح لقصف من منطقة خان شيخون؛ في حين غابت الطائرات الحربية عن الأجواء.

مناورة سياسية

يقول الخبير في الشؤون الروسية د. أحمد منير لأورينت نت إن:" روسيا قامت بمناورة سياسية أمام دول العالم وخصوصا بعد اجتماع مجلس الأمن ومطالبتها بوقف إطلاق النار في إدلب؛ حيث قامت بالإعلان عن وقف إطلاق النار من طرف واحد لتحاول إثبات بأن الفصائل المقاتلة في إدلب هي المسؤولة عن الخروقات ونقض الاتفاقات بين الطرفين".

وأضاف أن طيلة معارك الـ 4 أشهر السابقة لم يشهد مطار حميميم هجوما بطائرات مسيرة عليه؛ في حين أعلنت موسكو في اليوم الخامس للهدنة عن تعرض للمطار لهجوم بطائرة مسيرة من قبل الفصائل المسلحة في مناطق إدلب؛ وهي ذريعة سابقة تم ترويجها في وقت سابق من أجل الحصول على الشرعية لمهاجمة محافظة إدلب".

وأشار إلى أن" أحد الأسباب المهمة لإعلان الروس وقف النار هو تخفيف احتقان الضامن التركي؛ بعد تهجير مئات الالاف من النازحين باتجاه حدودهم حيث تجري تفاهمات ومفاوضات بين الطرفين بعد زيارة الرئيس التركي لموسكو؛ لإيجاد حلول لملف إدلب تجنبها كارثة إنسانية أخرى".

تعزيزات عسكرية

 وأفادت مصادر عسكرية خاصة عن إرسال روسيا وميلشيا أسد بتعزيزات تصل إلى جبهة ريف حلب الغربية حيث تم تمركز هذه القوات حول منطقة منيان وضاحية الاسد و1070شقة بالقرب من منطقة الراشدين المحررة بريف حلب الغربي.

وأضافت المصادر بأن الهدف من هذه الحملة هو السيطرة على المنطقة جمعية الزهراء والتي تبعد مسافة 1كم عن مدينة حلب وذلك بهدف تأمين المدينة من قذائف الثوار من قبل الروس وقوات الاسد بالإضافة إلى  منطقة عندان حريتان حيان بيانون معارة الأرتيق كفرحمرة و الليرمون.

وقال الخبير في الشؤون العسكرية الملازم مصطفى الحجي لأورينت إن:" روسيا أعلنت عن وقف لإطلاق النار أكثر من 10 مرات خلال حملاتها السابقة على الغوطة الشرقية والقلمون والساحل ومحافظة حلب وإدلب؛ ودائما كانت تتبع سياسة الأرض المحروقة بعد كل اتفاق لوقف النار حيث كانت ذرائعها هي وجود الإرهاب في المناطق التي تريد السيطرة عليها من درعا حتى حلب والآن إدلب".

وأضاف" روسيا تعيد ترتيب أوراقها بعد حالة الانهيار التي أصابت ميلشيا أسد في ظل المعارك المستمرة ل5 أشهر دون توقف؛ واستعمال قوة نارية هائلة للسيطرة على المناطق حيث إن الهدف القادم بعد وقف إطلاق النار أما فتح معارك جديدة لقضم مناطق أخرى أو حصول تفاهمات دولية بين الأتراك والروس وحتى الأمريكان من أجل إيجاد حل لملف إدلب".

دور الفصائل

وحول دور الفصائل لمواجهة هذا الأمر يشير الحجي إلى أن" مهمة  الفصائل هي استغلال الهدنة لأبعد حد من خلال الإسراع في عمليات التدشيم وحفر الخنادق والتمويه في الآليات في ظل استعمال الروس للاستطلاع بشكل كبير؛ بالإضافة إلى تجهيز فرق مدربة لمواجهة عمليات التسلل الروسية التي تتم على مواقع المرابطين بالإضافة إلى نشر أسلحة ثقيلة على الجبهات المهددة من قبل ميلشيا أسد".

من جهة أخرى يقول الناشط الصحفي مجد فيصل بأن :" وقف إطلاق النار أتى بعد تحقيق الروس لهدفهم الأكبر وهو إبعاد المقاتلين عن المناطق المسيحية بريف حماة والتي تتعرض للقصف بالإضافة إلى تأمين القواعد الروسية الموجودة بالمنطقة؛ والتي أصبحت عرضة للتهديد بعد سيطرة فصائل الفتح المبين على قرى تل ملح والجبين".

وأضاف روسيا لا يمكن أن تتوقف عن محاولة قضم المناطق بريف إدلب إلا إذا تعرضت ميلشيا أسد لهزيمة نكراء على أيدي الفصائل وخسارتها لمواقع جديدة؛ وهذا يتطلب تنسيقا بين الفصائل ودعما سخيا من قبل الجانب التركي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات