دول أمريكا اللاتينية توجه سلسلة صفعات لميليشيا "حزب الله".. هذه تفاصيلها

بدأت الضغوط التي تمارس على ميليشيا "حزب الله" اللبناني تتزايد بشكل ملحوظ، لا سيما في دول أميركا الجنوبية، حيث توالت بعض الدول على تصنيف الميليشيا كـ"تنظيم إرهابي"، إذ صنفت الأرجنتين (أكبر دول أمريكا اللاتينية) حزب الله إرهابي، في خطوة هي الأولى من نوعها في أميركا اللاتينية، قبل أن تتبعها البارغواي والبرازيل لاحقاً.

تجمد أصول الميليشيا

قرار تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية في الأرجنتين جاء على خلفية اتهامه بالضلوع في هجومين سابقين، الأول استهدف مركز للجالية اليهودية في العاصمة عام 1994، وراح ضحيته 85 شخصا و أكثر من مئتي جريح، والثاني استهدف السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992، وتسبب في مقتل 29 شخصاً.

ووفق مصادر متابعة، فإن السلطات في الأرجنتين أمرت بتجميد أصول أعضاء "حزب الله"، وقالت في بيان لها "يواصل حزب الله تهديده للأمن وسلامة النظام الاقتصادي والمالي للأرجنتين".

"حزب الله" كداعش

ولم تمض أسابيع قليلة حتى لحقت دولة الباراغواي الأرجنتين بإدراج "حزب الله" على قوائم الإرهاب، والتي تضم إضافة للحزب حركة حماس والقاعدة وتنظيم داعش.

وأثنت الولايات المتحدة الأميركية على لسان وزير خارجيتها، مايك بومبيو، على خطوة الباراغواي، مؤكداً أن هذه الخطوة ستساعد في قطع قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات إرهابية وجمع الأموال في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نصف الكرة الغربي.

ووفق مراقبين، فإنه من خلال هذا الإجراء، تنضم باراغواي إلى دول أخرى في تسمية "حزب الله" على قائمة الارهاب، بما في ذلك الأرجنتين وكوسوفو والمملكة المتحدة مؤخرًا، بالإضافة إلى أستراليا وكندا ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

البرازيل أيضاً

في السياق نفسه، أشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن البرازيل بدأت بمراجعة جدية لإدراج الميليشيا اللبنانية على قوائم الإرهاب، وحظر نشاطه في البلاد ومصادرة أمواله وممتلكاته واعتقال عناصره. 

وبحسب المصادر، فإن السلطات البرازيلية كانت قد اعتقلت سابقاً علي أسعد أحمد بركات، والذي يعد أحد كبار ممولي الميليشيا، في إشارة واضحة إلى المسار التصعيدي تجاه إيران وحلفائها، لاسيما بعد التغير السياسي الكبير الذي شهدته البرازيل بوصول المرشح الأقرب إلى الولايات المتحدة بعد عقود من سيطرة الأحزاب اليسارية المناهضة لأميركا.

وتوقعت المصادر الديبلوماسية، أن يعلن الرئيس البرازيلي، بولسانورو، عن قراره قبيل زيارة مرتقبة له للشرق الأوسط خلال شهر تشرين الأول المقبل، مشيرة إلى أنه حتى الآن تلتزم البرازيل بالتصنيفات للمنظمات التي تعتبرها إرهابية، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك ما يخص تنظيمي القاعدة وداعش.

تضييق الخناق على "حزب الله"

وكان "حزب الله"، قد تعرض إلى عقوبات من عدة دول على رأسها الولايات المتحدة؛ لكنه ما يزال شريكا أساسيا في العملية السياسية في لبنان.

وخلال الشهر الجاري، أدرجت واشنطن نائبين من الميليشيا ورئيس ذراعها الأمني على لائحة تمويل الإرهاب، في خطوة يرى البعض أنها قد تربك المشهد السياسي في لبنان.

يشار إلى أن تواجد "حزب الله" في دول أميركا اللاتينية، لا يقتصر على الأرجنتين. إذ يقول مسؤولون إن للحزب جماعات تنشط في منطقة الحدود بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، حيث تعقد صفقات مشبوهة لتمويل عملياتها في مناطق أخرى.