كيف قرأ إعلاميون أتراك تطويق النقطة التركية شمال حماة؟

كيف قرأ إعلاميون أتراك تطويق النقطة التركية شمال حماة؟
بعد تطويق نقطة المراقبة التركية التاسعة من قبل ميليشيات أسد الطائفية، أدلى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، والمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، بتصريحات، أكّدا خلالها على أنّ إغلاق نقطة المراقبة التاسعة، أو نقلها لمكان آخر غير وارد.

وتوالت التساؤلات حول من يتحمّل مسؤولية ما يحدث على الأرض السورية؟ وما الذي تسعى إليه روسيا فيما يخص تركيا؟ حيث حاول إعلاميّون أتراك قراءة التطوّرات الأخيرة في إدلب. 

ما هدف روسيا؟

الكاتب والإعلامي "سيدات أرغين" ذهب في مقال نشرته صحيفة حرييت، إلى أنّ التصريحات التركية باستمرار نقطة المراقبة التاسعة في عملها، هي تأكيد على أن تركيا لن تتخذ خطوة إلى الوراء خلال المرحلة الحالية، وأنّها تعكس في الوقت نفسه عدم رغبتها بالظهور وكأنها تنسحب من إدلب.

وبحسب أرغين، وبعد تطويق نقطة المراقبة التاسعة، وقطع الطريق "إم 5" الواصل بينها وبين إدلب وبين حدودها مع هاتاي التركية، فإنّ الوحدات التركية كي تستمر بفعالياتها في المنطقة يجب أن تحصل على دعم جوي لوجستي، موضحا أنّ هذا الدعم وإن تمّ على أرض الواقع سيكون محدودا.

ولفت الكاتب إلى أنّه في حال استمرار القوّات التركية بفعالياتها من البر، فإنّها ستضطر للمرور بالطريق التي تسيطر عليها قوات النظام، وهذا يعني أنّه في النهاية ستضطر تركيا للحفاظ على استمرارها العسكري هناك، لإجراء مباحثات بشكل أو بآخر إما مع النظام أو مع روسيا، وربما روسيا تفكر الآن أنّها حصلت على فرصة تمكّنها من تنفيذ استراتيجية تسعى إليها منذ البدء، وهي إجلاس تركيا والنظام على طاولة واحدة.

ووفقا للكاتب، في حال رفضت تركيا الجلوس على طاولة واحدة مع النظام، فإنّها ستضطر لتسيير هذه المرحلة من خلال روسيا، وهذا سيعزز من قوّة روسيا أمام أنقرة فيما يتعلق بالملف السوري، أي ستجبر روسيا تركيا على التعامل معها.

وختم أرغين مقالته بضرورة تقييم هذه التطورات في إدلب، وكذلك التطورات الخاصة بنقطة المراقبة التركية، ودعم الروس لموقف النظام، في ضوء الاتفاق الذي توصّلت إليه أنقرة مع واشنطن فيما يخص المنطقة الآمنة.

انتهاج خطة درع الفرات

من جانبه، محرّم صاري قايا، أوضح في مقال نشرته صحيفة خبر ترك، أنّ هدف النظام المدعوم من قبل روسيا هو حشد المعارضة من إدلب التي نُقلوا إليها عبر حافلات من حلب والغوطة الشرقية، باتجاه عفرين ومناطق درع الفرات، لتكون الخطوة المقبلة مستقبلا هو انتهاج الخطة ذاتها في مناطق عفرين ودرع الفرات.

وأفاد صاري قايا، بأنّ التهديد الذي من الممكن أن تواجهه تركيا لا يكمن في توجّه لاجئين إلى أراضيها، وإنما هو تسرّب عناصر إرهابية بين اللاجئين الذين من الممكن أن يتوافدوا نحو أراضيها.

الحل ليس في إدلب

أفق أولوطاش، الصحافي والكاتب لدى صحيفة أقشام، حمّل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، مسؤولية ما يحدث في سوريا، والذي يغضّ الطرف - والحديث عن الاتحاد الأوروبي- عن كل ما يحدث في سوريا، وينشط فجأة عندما يشعر بخطر موجة لجوء جديدة.

ونوّه الكاتب إلى أنّ اللجوء الذي يخافه الغرب، ليس القضية الرئيسة الوحيدة التي يجب الوقوف عليها في سوريا، وإنما هناك قضايا أخرى مهمة أيضا، مردفا: "اللجوء ليس سببا في مشاكل سوريا، وإنما نتيجة طبيعية للمشاكل التي تعيشها سوريا، وما لم يتم اتخاذ خطوات من شأنها أن تحل مشكلة اللجوء من جذورها، فإنّ هذه الأزمة ستجدد نفسها باستمرار، لتتصدّر المشهد على الدوام".

ووفقا لأولوطاش، فإنّ التطورات الأخيرة  تؤكد بأنّ النظام وداعميه يؤمنون بالحل العسكري لا السياسي في سوريا، قائلا: "إنّ من يستهدف نقطة المراقبة إنّما استمد جرأته من صمت المجتمع الدولي، وهذا النظام هو العائق الأكبر امام أي حل سياسي في سوريا، على ضامني سوتشي ألا تهتم بالخطط الصغيرة في سوريا، فرأس الخيط ليس إدلب، عليهم أن يفهموا أن الحل في سوريا يكمن في التفكير بمستقبل سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات