عزيز قوم ذل .. ضباط إيرانيون يهينون نساء العراق

 

في نهاياتِ عام ِ1979 لقيَ أحدُ الطلبةِ العراقيين مصرعَهُ في العاصمةِ البلغارية صوفيا إثرَ اشتباكاتٍ حدثت بين طلبةٍ بلغاريين و نظرائِهم من العراقيين ..

الردُ العراقي جاء سريعاً .. و كونُ بلغاريا كانت وقتَها منجماً زراعياً ضخماً يعتمدُ عليه العراق باستيرادِ المنتجاتِ الزراعية إلا أنَ ذلك لم يمنع بغداد من إيقافِ كافةِ الاتفاقياتِ المبرمة، وقطع ِالعلاقاتِ الديبلوماسية .. وسحبِ الطلبةِ العراقيين الذين يدرسون في بلغاريا.. لم يكن أمامَ الرئيسِ البلغاري " تيودور جيفكوف " إلا القدومَ إلى بغداد على رأسِ وفدٍ كبير وتقديمَ الاعتذار .. إلا أنَ الحكومة َالعراقية وقتْها رأت أنَ ذلك ليس كافياً .. لتصحبَهُ إلى مدينةِ الحلّة التي ينحدرُ منها الطالبُ القتيل، و تتوجهَ به إلى دارِ عائلته .. و هناك قدمَ (جيفكوف) اعتذارَهُ وتعازيَهُ لهذهِ العائلة .. وهذه الحادثة ُكانت تُنقَلُ بشكلٍ مباشرٍ على التلفزيون .. حينها كان العراق .. سيداً .. مصاناً .. عزيزاً ..  مهاباً .. قوياً .. شامخاً..

 

و شتان ما بين الأمسِ و اليوم .. اليوم .. حيث تُنتهكُ فيه حرماتُ العراق فتتعرضُ نساؤه للضربِ في المطاراتِ و الإهانةِ و الإذلال .. على أعين ِحكومةِ بغداد من ميليشياتِ طهران و أذنابِها .. الذين لا يُسمعُ لهم حسٌ و لاخبر.. فيُعتدى بالضربِ المبرح ِعلى مسنةٍ عراقيةٍ من النجف في مطار ِمشهد الإيراني .. و الحكومةُ العراقية تصمتُ صمتَ القبور ..

 

شتان بين الأمسِ و اليوم .. اليوم حيث انحدر العراقُ إلى منحدرِ الجحيم ِالأخلاقي و الاجتماعي و السياسي و العسكري و الأمني .. بعدما حكمتْهُ إيران و ميليشياتُها التي يصعبُ عدُها.. و التي تتعرضُ مواقعُها في الآونةِ الأخيرة لصفعاتٍ و ضرباتٍ يومية..  في البداية كانت الميليشياتُ تقولُ إنها حوادثُ بسيطة .. أسبابُها بين انفجارِ صاروخ ٍو بين ماس ٍكهربائي على الطريقةِ الأسدية .. ولكنَ هذه الضرباتِ بدأت تتزايد ..و واشنطن نفت مسؤوليتَها ..

و ميليشياتُ الحشد لا هي تعرفُ ولا تعترفُ بمن الذي يقومُ بضربها .. و لاهي تعرفُ ماذا تفعل ..

انتصاراتُها لم تكن يوماً إلا على المدنيين العراقيين.. الذين ذاقوا من إرهابِها مالم يذوقوه في تاريخِهم لا من ديكتاتور ولا من داعش  ولا من مستعمر ..

 

 

- فهل انقرض الرجال في العراق حتى يصلَ فيهم الحالُ إلى أنْ تتعرضَ نساؤهُ لهذه الإهاناتِ من قبلِ ضباطِ إيران دونَ أنْ يكونَ هناك ردَ اعتبارٍ للعراقيين؟

وهل لو كان الإيرانيون يعلمون أنَ للعراقيين حكومة ً تحميهم كانوا ليتجرؤون على إهانتِهم ؟

و هل صحيح  لو أنَ المعتدي على المسنةِ العراقية كان سعودياً أو إماراتياً لرأينا المظاهراتِ و اللطمياتِ في جميع ِأنحاءِ العراق ؟

 

- و بما أنَ السيدةَ العراقية من النجف أي أنها شيعية .. هل يصحُ في شيعةِ العراق مخاطبة ُ إيران ببيتِ الشعر الشهير :

يا أعدل الناس إلا في معاملتي .. فيك الخصامُ و أنت الخصمُ و الحكم ..

ولكنْ متى كان الإيرانيون عادلين مع الشيعةِ العرب ؟ إنْ كان في لبنان أو العراق أو الخليج ؟

ألم يثُر شيعة ُالبصرة ضدَ النفوذِ الإيراني المتصاعد ؟

متى يدركُ الشيعة ُالعرب أنَ إيران هي عدوٌ في ثيابِ صديق ؟ و هي خصمٌ في ثيابِ حليف ؟

- متى يثورُ العراقيون على طغمةِ الفساد و الانبطاح ِالتي تحكمُهم بأمر ٍمن إيران ؟

 

- في الشقِ الآخر .. من يستهدفُ ميليشيا الحشدِ و ما الهدفُ من ذلك و لمصلحةِ مَن ؟

    هل فعلاً إسرائيل مَن يقومُ باستهدافِ هذه الميليشيات؟

وإن كانت هي لماذا تصمت؟ و إن كانت هي أيضاً .. كيف سيكونُ ردُ هذه الميليشيات؟

 

 

الضيوف

 

 

د. مؤيد الونداوي – مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية – عمان

حيدر الموسوي - باحث في الشأن السياسي – بغداد -

زياد السنجري – كاتب و محلل سياسي – فيينا

د. صبحي ناظم توفيق – محلل عسكري و استراتيجي – اسطنبول

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات