فضيحة لباسيل قد تطيح بتحالفه مع حزب الله.. و المستهدف جنبلاط

بعدَ 5 أعوام ٍ تقريبا تحلُّ الذكرى المئوية ُ الثانية لنصر الأمير بشير الشهابي الثاني على الزعيم ِالأقوى في منطقةِ جبل لبنان الشيخ بشير جنبلاط .. ففي عام 1825 تمكّنَ الأمير بشير من تحقيقِ حلمِه وطموحهِ السياسي بتوجيهِ ضربةٍ قاضيةٍ للشيخ بشير جنبلاط، منافسهِ اللدود في الجبل، فاستولى على بلدة المختارة وهدمَ قصرَها التاريخي .. وسلّمَ الشيخ جنبلاط للولاةِ العثمانيين الذين أعدموه في عكّا .

 

اليوم وبعدَ قرنين من تلك الحادثة .. البيتُ الجنبلاطي مازالَ قائما وراسخا وقويا كما كان قبلَ أن يشنَّ الأمير الشهابي حملتَهُ الشعواء عليه.. ولم تنجح في المئتي عام ٍ اللاحقة جميع مؤامراتِ إضعافِ أو إلغاءِ زعامةِ البيتِ الجنبلاطي وتأثيرِه.. إن كانَ عبرَ الحروبِ أو القتل والاغتيالاتِ أو الانتخابات أو ضغوطِ السلطاتِ والعهود أو محاولاتِ الحصار السياسي.. وكلُّ ذلك مردُّه إلى أن الدروز في لبنان مستعدونَ أن يذهبوا حتى النهايةِ دفاعا عن المختَارة وما تمثلُه من رمزيةٍ تاريخية .. ولأنها دائما ماكانت تُشعرُهم بالحماية ..

 

ومع ذلك لم يقفد وريث ُالزعامةِ الأرسلانية طلال أرسلان الأملَ بتحطيم البيتِ الجنبلاطي.. وبالرغمِ من دعم نظام ِالأسد وأذرعِه في لبنان لطلال أرسلان إلا أنه مايزالُ أصغرَ بكثير من أن يُشكلَ تهديدا لجنبلاط وما يمثل .. جنبلاط الذي برفضِه لهيمنة نظامِ الأسد وحزبِ الله.. ورفضِه الانضمامَ إلى الحلف الإيراني ومايسمونَه تحالف ِالأقليات .. عرّضَ نفسَه لحصار ٍسياسي ومحاولاتِ اضعافٍ وإلغاء .. من أطرافٍ لبنانية مختلفة تزعّمَها حزبُ الله والتيار العوني .. ولم تكن حادثة ُ قبرشمّون إلا إحدى محاولاتِ استهداف ِالزعيم الجنبلاطي .. وإضعافِ دورهِ وتعطيل ِعمل ِالحكومة وايقاع البلد في مزيدٍ من التردي والفراغ وتعريةِ اتفاق ِالطائف .. تمهيدا لوضع اليدِ على الدولة وإدخالِها في لعبة ِالمحاور ..

 

إلا أن ذلك كلَّه فشل .. وبالرغم من جلسة المصالحةِ في بعبدا بين جنبلاط وأرسلان .. إلا أنه وكما يقولُ اللبنانيون : (طول ما البصل ما بيزبط مربى .. لاتتوقع قليل الأصل يتربى) .. و و عطوفة المير طلال الغيور على أهل الجبل وقوة الجبل و نواب الجبل فضحه ميكروفون الغفلة.. ليُسجلَ فضيحتَه الكبرى.. فظهرَ صغيرا وهو يشي لجبران باسيل ويحاولُ إقناعَه بخطةٍ يربحُ من خلالها نصفَ نوابِ منطقتي الشوف وعالية .. فيما "المير طلال" شخصيا يربحُ بمقعدٍ واحد بعدَ أن يتركَهُ له وليد جنبلاط .. فيردُّ عليه جبران باسيل : (وهو الحزب قليلة شو عمل فينا) ..

 

حديثُ الرجلين الذين لم يعلما أنه يبث على الهواء .. و تآمرُهما على حلفائِهما أعادَ إلى الأذهان حديثَ جنبلاط لنصر الله عندما قال له : إذا أردت أن تكون َمحاطا بهذه المجموعاتِ فهذا شأنُك .. أنا أخاصمُ رجالا .. وأحالفُ رجالا.

 

 

- أليسَ كلُّ مايجري في لبنان في الفترةِ الأخيرة هو محاولة ٌلإضعافِ جنبلاط  من يريدُ كسرَ البيتِ الجنبلاطي؟ وما مصلحتُه؟ وهل يمكنُ كسرُ هذا البيت والأَكثَريّة الدرزيّة الساحقة في الجبل وسوريا والجولان معه؟

- هل يصدقُ اللبنانيون أن أمثال طلال أرسلان وجبران باسيل باستطاعتِهم أن يضعوا رأسَهم برأس ِوليد جنبلاط لولا أن هناك من يقفُ وراءَهم؟ أليس وراء كلِ ما يجري من حصار لجنبلاط هو حزبُ الله؟

- ولكن ماموقفُ حزبِ الله من حديث جبران باسيل؟ وما الذي يقصدُه باسيل في الفيديو المسرب؟ أم أن حزب َ الله سيغفر "لجبران باسيـــج" كما غفر له عندما تطاولَ على نبيه بري؟

- ماذا يعني إعطاءُ نصفِ مقاعدِ الشوف وعالية لباسيل؟ وكم يملكُ أرسلان من مقاعدَ ومن رصيدٍ شعبي ليتحدثَ عن نصفِ مقاعدِ جبل لبنان؟

- ألا يُمهدُ تراجعُ دور جنبلاط الحريري إلى نسف ِالطائف؟ ويفتحُ البابَ أمامَ صراعاتٍ جديدة تضيفُ على مآسي اللبنانيين ومصائِبهم الاقتصادية والخدمية مصائبَ جديدة ؟

 

د. مكرم رباح – باحث وكاتب سياسي –  بيروت –

فيصل عبد الساتر – كاتب و محلل سياسي – بيروت

خليل مرداس - صحفي - بيروت

طوني بولس - مراسل أورينت نيوز - بيروت

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات