بعد استهداف الرتل العسكري التركي بإدلب.. ما مصير العلاقة بين موسكو وأنقرة؟

بعد استهداف الرتل العسكري التركي بإدلب.. ما مصير العلاقة بين موسكو وأنقرة؟
تعرّض رتل عسكريّ تركي أمس الإثنين، في أثناء مسيره باتجاه ريف حماة الشمالي بالقرب من مدينة معرة النعمان في إدلب، لاستهداف من قبل طيران ميليشيا أسد الطائفية.

ودفع استهداف الرتل العسكري محللين ومراقبين أتراك للتساؤل عن مصير العلاقات الروسية-التركية، والتي كانت تٌقرأ في الآونة الأخيرة -وخصوصا مع بدء تركيا استلام منظومة إس-400- بأنها علاقة جيّدة للغاية.

كيف يُقرأ استهداف الرتل العسكري التركي؟ وما مصير العلاقات الروسية-التركية عقب الاستهداف؟ وما الرسائل التي يحملها استهداف أمس بالنسبة إلى تركيا؟

الباحث والاستراتيجي "عبد الله تشفجي" ذهب في مداخلة تلفزيونية أجراها مع قناة "تي غي ري تي" إلى أنّ استهداف الرتل العسكري التركي هو رسالة من روسيا تعبّر فيها  عن امتعاضها  من الاتفاق التركي-الأمريكي حول المنطقة الآمنة في سوريا.

مباحثات تركيا

وأعرب تشفجي عن عدم توقّعه في استمرار هذا النوع من الاستهداف خلال المرحلة المقبلة، وأنّ الأمر سينتهي عند هذا الحد، مؤكدا على أنّ تركيا تنتهج مع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سياسة تخدم مصالحها.

وقال في السياق نفسه: "أظن أنّ مباحثات تركيا مع أمريكا تتمحور في الوقت الراهن حول المنطقة الآمنة فقط، ولن تتجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، ولكن في الجانب الآخر بين تركيا وروسيا اتفاقيات متنوعة، ولا يمكننا أن نتجاهل أنّ الدول الثلاث تراعي في علاقاتها مع بعضها البعض مصالحها الخاصة".

من جانبه، أشار الكاتب والإعلامي التركي "سيدات أرغين" في مقال نشرته صحيفة "حرييت" إلى أنّ استهداف الرتل العسكري التركي ينذر بمرحلة دبلوماسية حساسة بين كلّ من روسيا وتركيا، موضحا أنّ الأمر ستتمّ متابعته عن كثب خلال الأيام المقبلة بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

وأشار إلى أنّ احتواء الأزمة الحاصلة في سوريا، وخصوصا بعد الاستهداف المتكرر للقوات التركية، ستحمل أهمية كبيرة ومؤثرة بنتائج القمة المرتقبة بين كل من تركيا وروسيا وإيران المزمع عقدها في الـ 11 من أيلول في العاصمة أنقرة.

تأثر سلبي

وأكّد أرغين أنّه في حال تكرار استهداف القوات التركية فإنّ التقارب التركي-الروسي سيتأثر بشكل سلبي، مردفا: "إدلب مدينة تجب إدارتها بشكل دقيق للغاية، فهي مدينة محفوفة بمخاطر وتهديدات عالية".

ولفت إلى أنّ استهداف نقطة مراقبة تركية في الـ 27 من شهر حزيران، واستهداف الرتل العسكري أمس، من قبل النظام يُدخل العلاقات التركية-الروسية في توتر، وذلك لكون تركيا بعد كل حادثة تذكر روسيا بالتزاماتها في الساحة السورية، وتطالبها بكبح النظام.

وأضاف أرغين بأنّ عدم كبح روسيا النظام -على الرغم من قدرتها على ذلك- يؤكد على وجود أزمة ثقة متبادلة بين الطرفين، على الرغم من أنّ العلاقات بين الطرفين وخصوصا بعد صفقة إس-400 تبدو حميمية وودية للغاية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات