بين التطمينات والتسريبات.. ما هو حجم الوعود التركية في إدلب؟

يُطلِق أحدُ القادة الأتراك العسكريين تصريحاً بأنَ إدلب تحت الحماية التركية .. وأنَ نقاطَ المراقبة التركية لن تتحركَ من مكانِها .. وأن احتمالاتِ التدخلِ العسكري التركي المباشِر واردة .. وفي اليوم الثاني .. تتحدث وسائلُ إعلامٍ تركية وعربية.. عن اتفاقٍ محتمل بين نظام أسد وأنقرة بوساطةٍ روسية - إيرانية .. لإخراجِ الوحداتِ الكردية من المنطقة الآمنة المزمع تنفيذُها .. بعد أنْ بدأَت أنقرة تشعرُ بمماطلةٍ أمريكية ..

وهكذا .. فإنَ السوريينَ والقاطنين في إدلب يستيقظون َ على تصريحٍ يُثير التفاؤل .. وينامونَ على تسريباتٍ تُثير القلق .. ومع كلِ تقدمٍ للميليشياتِ الطائفية .. تتعالى الأصواتُ المطالِبة بدور ٍتركي أكثرَ فاعلية .. وهنا ثمةَ من يسأل: كيف يُطلَب من تركيا دورٌ أكثرُ فاعلية .. وأنقرة لغايةِ أمس فقط كانت تمنع ما يُسمى بالجيش الوطني من المشاركة في معاركِ جنوب إدلب .. وبالأمس فقط بدأت تتوارد الأنباءُ عن أنَ هناكَ قِطعاً من هذا الجيش الذي يتلقى أوامرَه من أنقرة بدأت بالتوافد الى الجبهات ..

ولكن هنالك مشكلة: "الجيشُ الوطني" يقول إنَ هيئةَ تحريرِ الشام تمنعه من الوصول إلى الجبهات ..

و هنا أيضاً ثمةَ من يسأل: هل يُعقل أنَ جيشاً لديه عشراتُ الكيلومترات من خطوط التماس مع النظام ثم يشكو منعَه اليوم من المشاركة في معارك جنوب إدلب؟! .. وعندما نقول اليوم .. أي مايزيد على ثلاثةِ أشهر من المعارك والمجازر والقضم في المناطق المحررة .. ثلاثة أشهر من سفك دم المدنيين حتى قررَ "الجيشُ الوطني" أو سُمِح له بالتوجه إلى هذه المناطق .. المناطق التي يتّبع فيها النظامُ ما اتّبعه بالغوطة وريفِ حلبَ الجنوبي من ناحية تجنبِ اقتحام المدن والكتل السكانية .. وحصارِها في جيوب بعد السيطرة على القرى الصغيرة المحيطة بها .. ليخلقَ جيباً معزولا بلا إمدادات .. و ليتجنبَ الدخولَ بمعاركِ المدن المستنزفة ..

 

- و سؤالُنا هنا : أيهما نصدق ؟ هل نصدق أنَ إدلب ستكون تحت الحماية التركية و ستعيشُ حالةً من الازدهار ؟ أم نصدق التسريباتِ التي تتحدث عن تفاهم بين النظام و أنقرة حول المنطقة الآمنة، أي حول مصير إدلب بشكل أو بآخر ؟

- ما صحةُ الحديث عن اتفاق محتمل، ربما تلجأ إليه تركيا في حال ماطلَ الجانبُ الأمريكي بالتزاماتِه حِيالَ المنطقة الآمنة؟ وما موقفُ الأكراد من هكذا سيناريو وهم الآن يُنسقون مع نظام أسد .. كما تنقل المصادر ؟

- كيف نصدق أنَ إدلب تحت الحماية التركية و تتعرض لكلِ هذا القصف و التنكيل؟ و هل تحظى إدلب بالاهتمام كأولويةٍ لتركيا كما قضية شرق الفرات ؟

-الى متى سيتواصلُ التعويلُ والمطالبة بدورٍ تركي أكثرَ فاعلية في ادلب ، وتحميل تركيا مالا طاقةَ لها به؟ ومن قال إنَ لتركيا نفوذاً كبيراً في إدلب ؟ أليست هيئةُ تحرير الشام صاحبةَ النفوذِ واليد العليا في إدلب؟ أليست هي من يمنع ما يُسمى بالجيش الوطني من الوصول إلى الجبهات؟ أم أنها مجرُد ذرائع َوأكاذيبَ للتنصلِ من المسؤولية؟ وهل من يُريد الدفاعَ عن أهلِه وأرضه يحتاج لإذنٍ من أحد؟ ما حجمُ مشاركةِ الجيش الوطني في الجبهات ؟ وكيف سيكون انعكاسُها على سيرِ المعارك ؟

 

الضيوف

د. فايز الدويري – المحلل العسكري والاستراتيجي – عمان

د. سعيد الحاج – الباحث المختص في الشأن التركي – اسطنبول

كفاح محمود – الكاتب والباحث السياسي – أربيل

د. حسن جبران – الأكاديمي والباحث المستقل – ريف ادلب 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات