لماذا دخلت الميليشيات الشيعية بقوة في معارك ريف ادلب؟

لماذا دخلت الميليشيات الشيعية بقوة في معارك ريف ادلب؟
أكّدت مصادر عسكرية لموقع أورينت نت مشاركة الميليشيات الشيعيّة في معارك ريف ادلب الجنوبي الشرقي خلال الأيام الأخيرة، وتُعتبر هذه المشاركة تطوراً لافتاً كوْن القوات الروسية والميليشيات الموالية لها هي المُشرفة على معارك ريفيّ حماة وادلب بالأشهر الثلاثة الأخيرة، وكانت مشاركة الميليشيات الموالية لإيران محدودة بريف حماة لكنها دخلت بكامل قوتها في معارك ريف ادلب الجنوبي الشرقي.

وذكرت نفس المصادر، أن فصائل الثوار قتلت خلال عمليات تقدم ميليشيا أسد على محوريّ "تل ترعي" و "السكيك" بريف ادلب الجنوبي الشرقي أكثر من 25 عنصراً، أغلبهم من الميليشيات الايرانية وميليشيا حزب الله اللبناني، وأن غرفة الرصد والتنصّت التابعة لهذه الفصائل سجّلت محادثات بين عناصر هذه الميليشيات باللغة الفارسية منذ الأيام الأولى لمعارك تلك المنطقة.

تغطية النقص العددي

وحوْل دخول الميليشيات الشيعيّة معارك ريف ادلب الجنوبي الشرقي بقوّة ومنذ بداية المعركة هناك، يقول الرائد زهير الشيخ القائد العسكري في غرفة عمليات تلك المنطقة لأورينت نت، "شاركت الميليشيات الشيعيّة الايرانية وحزب الله اللبناني في معارك ريف حماة الشمالي التي جرت في تل الحماميات وقرى الجبّين وتل ملح، وذلك بعد النقص العددي لميليشيا أسد، والآن يُشاركون بكامل قوتهم في معارك السكيك وتل ترعي بريف ادلب الجنوبي الشرقي".

ويُتابع الشيخ موضحاً، "بعد النقص العددي الذي طال ميليشيا أسد والميليشيات الموالية لإيران تمّ الاستعانة بالميليشيات الشيعيّة، ومن أجل معارك ريف ادلب الجنوبي جرى استجلاب أكثر من 800 عنصراً من هذه الميليشيات عبر نقلهم من ريف حمص الشرقي إلى ريف حماة ثم لريف ادلب الجنوبي، وشاركت هذه الأعداد بمعارك "كفرعين وتل عاس والسكيك وتل ترعي" بريف ادلب الجنوبي والجنوبي الشرقي مع كامل عتادها".

كما أوضح المرصد أبو أمين العامل في وحدة الرصد /80/ لأورينت نت مشاركة الميليشيات الشيعيّة بقوله، "دخلت الميليشيات الايرانية وحزب الله اللبناني بقوة في معارك ريف ادلب الجنوبي الشرقي لتغطية نقص العدد البشري لميلشيا أسد الطائفية، وبحسب الرصد والتنصّت الخاص بنا لاحظنا أن قيادة هذه الميليشيات أوكلت لقيادي من حزب الله يُدعى "الحاج أدهم"، وتمّ تسليمهم محور كامل للعمل عليه".

وهذا ما أكّده، الناشط الاعلامي عبد القادر البكري لأورينت نت بقوله، "ميليشيا أسد فقدت في الآونة الأخيرة خلال معارك ريف حماة الشمالي مئات القتلى من عناصرها، مما جعلها تستعين بالميليشيات الايرانية وميليشيا حزب الله اللبناني لتعويض النقص الحاصل على الجبهات، وخاصة أن هذه الميليشيات تعلم مُسبقاً شراسة المعارك في المنطقة المحيطة ببلدة التمانعة لشدّة تحصينها".

تنسيق روسي ايراني

وبسياقٍ مختلف، يقول المرصد أبو أمين لأورينت نت، "بعد فشل القوات الروسية وميليشيا أسد من تحقيق غايتها من حملة التصعيد الأخيرة، طلبت من الميليشيات الايرانية والموالية لها بالمشاركة في هذه الحملة وتمً تسليمهم عدة محاور في ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي الشرقي، وبذلك تكون هذه الميليشيات تابعة للحملة الروسية في المنطقة".

ووفق حديث المرصد 80 فإن التنسيق والتعاون عالٍ بين الميليشيات الروسية والميليشيات الايرانية، ولذلك كانت المعارك بنفس التزامن ولنفس الهدف ألا وهو تطويق مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي.

وذهب بنفس الإطار، القائد العسكري عبد الله القدور المتواجد على جبهات ريف ادلب الجنوبي الشرقي، والذي قال لأورينت نت "رغم كل ما قيل عن خلاف روسي ايراني في سوريا بسبب توزّع السيطرة، إلا أن المعارك الأخيرة في ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي الشرقي أثبتت مدى التنسيق الحاصل بين الميليشيات التابعة للطرفين، ولذلك لاحظنا دخول الميليشيات الشيعيّة المقرّبة من ايران معارك السكيك وما حولها منذ اللحظات الأولى لعودة معارك الميليشيات الموالية لروسيا في ريفيّ حماة الشمالي وادلب الجنوبي".

حماية المعسكرات الايرانية القريبة

وأكمل القدور حديثه لأورينت نت معلّلاً أسباب مشاركة الميليشيات الموالية لإيران في معارك ريف ادلب الجنوبي الشرقي بقوله، "هناك عدة معسكرات ايرانية في ريفيّ ادلب وحماة الشرقيين، والمعارك الجارية في السكيك وبالقرب من التمانعة وعطشان تُعتبر خط الدفاع الأول لهذه المعسكرات، لذلك شاركت الميليشيات الشيعيّة الايرانية والموالية لها بكامل قوتها في هذه المعركة".

واعتبر القدور أن، "معركة الميليشيات الشيعية في ريف ادلب الجنوبي الشرقي هي امتداد لمعارك سابقة بنفس المنطقة جرت على بلدات معان والطليسية وغيرها من القرى الشيعيّة، ولذلك كانت مشاركة هذه الميليشيات أكبر انتقاماً للمعارك السابقة وحماية لتلك البلدات والمعسكرات التابعة لها".

شراسة المعارك وقوة التحصين

فيما رأى الناشط الاعلامي عبد القادر البكري أن، "قوة تحصين المنطقة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي والذي يُشبه التحصين في ريف حماة الشمالي وأكثر بسبب كثرة عمليات اقتحام بلدات هذا الريف، جعل الميليشيات الشيعيّة تستلم محور هذه المنطقة خاصة أنها مُدربة ومجهّزة أكثر من ميليشيا أسد والميليشيات الموالية لروسيا".

واستدرك البكري قائلاً، "متانة التحصين وشراسة المعارك التي توقّعتها الميليشيات الروسية، دفعتهم للاستعانة بالميليشيات الشيعيّة على هذا المحور لتلافي معضلة النقص البشري والضعف التكتيكي لميليشيا أسد، وبناءً على ذلك شاركوا بمعارك السيطرة على قرية السكيك وتلّها الاستراتيجي، ومحاولة السيطرة على قرية ترعي جنوب غرب بلدة التمانعة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات