إعدام صدام حسين أول أيام العيد: قَصاصٌ أم ثأر طائفي أم لحظة فارقة؟!

في اليوم الأول من عيد الأضحى عام ألفين وستة أعدم نظام نور المالكي الرئيس العراقي صدام حسين، الأمر الذي دفع ببعض الصحف العربية لوصف العملية بالإعدام الطائفي، مضيفة أنها مهدت لعمليات إعدام جماعية قادمة بحق سنة العراق وسوريا ولبنان

كل عام و الأمة العربية و الاسلامية بخير.. و لكن هل نحن فعلا بخير.. هل نحن بخير و مدننا و حواضرنا محتلة ومدمرة.. وأهلها تحت الأنقاض وفي الخيام.. بدءا من حلب.. الى الموصل وبغداد ودمشق والفلوجة وبيروت وصنعاء..

هل نحن بخير وميليشات إيران تعيث فساداً وقتلاً ودمارا# من باب المندب.. إلى باب توما؟

كل عام و أنتم بخير.. بهيبة هذا اليوم.. و بقدسية هذا اليوم.. الذي لم تجدإيران يوما أكثر منه قدسية لدى المسلمين.. لتعدم فيه صدام حسين في رسالة واضحة لاتحتاج لمحللين استراتيجيين أو خبراء متخصصين كي يفهموا مغزى اختيار هذا التوقيت الذي لن ينساه العرب و العراقيون.. العراقيون الذين مرت عليهم قبل يومين فقط ذكرى الثامن من آب.. و هو يوم مشهود و كبير في تاريخ العراق و يوم صعب في ذاكرة إيران ، ولمن لا يعرف .. فإن في هذا اليوم أُرغم الخميني على وقف الحرب ، وكان شرط العراق وقتها لقبول وقف اطلاق النار أن تكون آخر طلقة مدفعية للعراق ، ونجح الجيش العراقي وقتها بتدمير القوات الايرانية تدميرا حاسما.. مرغما طهران على الانكفاء سنوات طويلة.. 

ولـ ١٥ سنة أمن الناس شر إيران.. و أصبح الصراع العربي - العجمي باردا، الى ان اجتاحت الولايات المتحدة العراق.. فأعادت هذا الصراع إلى ذروته.. إلا أن الظروف كانت قد تغيرت.. فضياع بوصلة دول المنطقة أتاح لطهران استعادة قوتها.. ووجدت في الغزو الأمريكي فرصة سانحة للثأر.. مستحضرة حوادث مرت عليها 1400 سنة.. بعد أن أوحت لأتباعها أن مظلمة الشيعة التاريخية تم طي صفحتها.. و آنت ساعة التغيير.. ولكن كيف يتحقق العدل؟.. لن يتم ذلك إلا بقتل الآخر.. و على اعتبار صدام حسين ميراثا سنيا بمنظورهم.. تم تعليقه على حبل المشنقة.. ومتى؟ في أقدس يوم عند المسلمين..في يوم كمثل هذا اليوم.. صبيحة عيد الأضحى.. مرددين فوق جثمانه شتائم و هتافات طائفية.. إيذانا ببدء الحرب المذهبية.. و إسقاطا لورقة التوت عن مشروعهم.. فلا تُقية بعد اليوم.. و لتنفلت الغرائز و العصبيات الطائفية.. و لتُرتكب المجازر و تنتعش دويلات التطرف.. بقيادة أشخاص كنوري المالكي.. الذي أفرزت سياساته أشخاص كالبغدادي.. وصارت بلاد الرافدين بكل حضاراتها الفخمة و حاضرها البائس ممددة على الشاشات.. بعد أن غاب العقل و حضرت اللطميات..  و صار العراقي عدوا للعراقي الآخر.. و أمسى العلَم مجرد خرقة، مُسحت منه النجمات الثلاث وبقي هتاف "الله أكبر" الذي كتبه صدام حسين بيده.. وليس الحديث هنا عن صدام.. الذي جعلت طريقة إعدامه العالم ينسى حماقاته.. و حولته إلى شهيد بعد أن كان ديكتاتورا حسب ماقال الاتحاد الأوروبي.. بل الحديث هنا عن رسالة القاتل التي تظهر الحقد الدفين في نفوسهم.. هذا القاتل الذي تهب رياح سمومه في أماكن مختلفة من العالم العربي.. في سوريا و لبنان و اليمن و البحرين.. و العراق.. العراق الذي مهد سقوطه عام 2003 لكل ما يشهده الوطن العربي اليوم من كوارث..          

- فهل كان إعدام صدام حسين صبيحة عيد الأضحى قَصاص ؟ أم ثأر طائفي ؟ أم لحظة فارقة ؟

- هل كان إعدام الرجل في مثل هذا اليوم خطأ انفعاليا أم خطة مدروسة؟ أتبعوها بخطط و حروب طائفية أخرى في سوريا و اليمن و لبنان ؟ 

- هل تم في مثل هذا اليوم اعدام صدام الديكتاتور؟ أم صدام السني ؟

- وهل صحيح أن قتل الرجل بهذا اليوم و بهذه الطريقة من الشعارات و الشحن الطائفي كانت لإذلال السنة ؟ وايذانا باعلانإيران حربها الطائفية على المنطقة و تفتيتها؟ و اختيار عيد الأضحى ماكان إلا للضرب على وتر المذهبية و اثارة الغرائز و العصبيات ؟ 

- ألم يئن  الاوان للعرب أن يدركوا أن الاحتلال الإيراني للعراق غيّر وجه المنطقة؟ وبأن العراق كان الجدار الذي احتموا به من تصديرإيران ثورتها اليهم ؟ 

- متى ينهي العرب مهنة التفرج على مايجري في العراق و لبنان و سوريا ؟ و الى متى ستبقىإيران تمارس سياسة التشفي و الانتشاء بالانتقام من العرب و السنة ؟

ضيوف الحلقة:

أحمد كامل - محلل سياسي - اسطنبول 

د. يحيى الكبيسي -باحث في الشأن العراقي - عمان 

نجاح محمد علي - محلل سياسي - لندن 

حيدر الموسوي سياسي عراقي - بغداد

التعليقات (1)

    ahmed

    ·منذ سنة 11 شهر
    صدام موت
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات