المونيتور: ما الخطوة التالية التي تنوي روسيا فعلها في إدلب؟

المونيتور: ما الخطوة التالية التي تنوي روسيا فعلها في إدلب؟
قال تقرير لموقع المونيتور، إنه من المحتمل أن تنفذ تركيا حملة عسكرية تستهدف "هيئة تحرير الشام" عبر دعم الفصائل الموالية لها، وذلك بعد أن تراجع نفوذ الهيئة، نتيجة للعملية العسكرية التي شهدتها المنطقة مؤخراً.

وتمكنت فصائل المعارضة المعتدلة من استعادة المواقع التي كانت قد خسرتها في إدلب، نتيجة للحملة العسكرية التي شنها النظام في المناطق الشمالية لحماة.

وقال عمر أوزكيزيلسيك، المحلل في مركز أبحاث "سيتا" الذي يتخذ من أنقرة مقراً له، إن فصائل من الجيش الوطني الذي دربته تركيا في عفرين وباقي مناطق درع الفرات شاركت في القتال الدائر بريف حماة، مما أدى إلى تقويض نفوذ "هيئة تحرير الشام" عسكرياً ومعنوياً.

وأشار إلى أنه "من الناحية التكتيكة، ولصد هجوم النظام، اضطرت الهيئة للسماح لخصومها بدخول إدلب، مما أدى إلى كسر وتآكل هيمنتها" ورأى "أن فشل المحاولة الأولى لتنفيذ اتفاق سوتشي لا ينبغي أن تمنع محاولة ثانية، خصوصاً مع وجود إشارات تدل على تصميم تركيا على تنفيذه".

إدلب وشمال الفرات

والسيناريو المتوقع، بحسب أوزكيزيلسيك، أن يؤدي التوازن في إدلب، بين الهيئة والفصائل المدعومة تركياً، إلى إجبار "العناصر المتطرفة على الخروج من المنطقة منزوعة السلاح".

ولكن يبقى هذا السيناريو قابلاً للتحقيق على المدى الطويل، وقد يستغرق عدة أشهر للتنفيذ. ما عدا الصعوبات التي تواجهه، خصوصاً مع وجود مفاوضات بين أنقرة وواشنطن على المنطقة العازلة شمال شرق سوريا.

ومن المتوقع أن يعلب الجيش الوطني دوراً حيوياً هاماً في المنطقة العازلة، مما يزيد من تحديات حشد كامل قواته في معركة إدلب التي تتطلب عدداً كبيراً لضمان فعاليتها. 

ومن المرجح أن يخفف النظام من وتيرة المعركة الأخيرة، على الرغم من أن وقف إطلاق النار الأخير لم يدم طويلاً، خصوصاً أن الهجوم الأخير لم يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض.

ويعلم النظام حجم التحديات التي تواجهه، بعد أن شهد خسارات مؤلمة في الحملة ضد إدلب والتي استمرت لما يناهز ثلاثة أشهر أدت إلى إخفاقات عسكرية عديدة، نتيجة لتصدي الفصائل لهذه الهجمات بدعم من تركيا إلى أن قامت موسكو بكسر الجمود عبر التوصل لوقف إطلاق للنار.

السيطرة على الطرق

يقول التقرير، مورست بعض الضغوطات على الفصائل قبل اجتماع أستانا الأخير، مما أدى إلى استعادة السيطرة على تل ملح والجبين اللتين خسرهما النظام في أوائل حزيران، بعد هجوم مضاد فعال شنته قوات الفصائل.

وحاول النظام مراراً وتكراراً استعادة البلدتين دون جدوى حتى 28 حزيران، حيث استعاد السيطرة عليهما بدعم روسي، وبالتالي تم التوصل لاتفاق يقضي بالحد من التصعيد الذي تشهده إدلب دون إيقاف العملية تماماً.

وتخشى تركيا من أن تؤدي الهجمات الجوية الروسية وتلك التي يشنها النظام إلى موجات للنزوح تكون فيها تركيا غير قادرة على إيقافها خصوصاً مع الحساسية الشديدة التي تشهدها داخلياً تجاه اللاجئين. 

وهذا بالنسبة لتركيا له عدة أبعاد، فهي من ناحية تواصل دعم سيطرة الفصائل على إدلب لمنع حدوث موجات نزوح، ومن جهة أخرى تمثل "نقطة الضعف" وهذه فرصة يستغلها النظام وروسيا للضغط على تركيا.

ومع الأخذ بعين الاعتبار الخسائر البشرية التي لحقت بقوات النظام، قد يقرر القادة العسكريون الروس التخلي عن محاولات توسيع السيطرة على مساحات معينة في مناطق خفض التصعيد، على أن يستعيد النظام المناطق اللازمة لإعادة تشغيل الطرق السريعة M4 و M5 بين حلب ودمشق واللاذقية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات