حرب المخدرات تشتعل بين الميليشيات الإيرانية و"الدفاع الوطني" في حلب

حرب المخدرات تشتعل بين الميليشيات الإيرانية و"الدفاع الوطني" في حلب
في مشهد مألوف إلا أنه يحدث للمرة الأولى بين الميليشيات المتناحرة في مدينة حلب، اعتقلت الميليشيات الإيرانية عدداً من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني بعد خلاف كبير سرعان ما تطور لاشتباك بين الطرفين سقط على إثره عدد من الجرحى فيما كان السبب الحقيقي (وهو خلاف على المخدرات) غائباً تماماً عن إعلام أسد وميليشياته.

وفي وقت سابق شهدت عدة مناطق بريف دمشق اشتباكات بين ميليشيا حزب الله التي تعد المورد الأول للمخدرات إلى سوريا عبر المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا وبين ميليشيا الدفاع الوطني لذات الأسباب في مشهد يتكرر في كل مرة وسط غياب تام لميليشيا أسد وأجهزته الأمنية.

50 ألف حبة مخدرة

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "ميليشيا النجباء الشيعية مع وحدات من لواء القدس داهمت مقراً لميليشيا الدفاع الوطني على طريق جبرين - المطار جنوب شرقي حلب وسط إطلاق كثيف للنار وسيطرت عليه واعتقلت عناصره واستولت على ذخيرته، وذلك بعد قيام عناصر الدفاع الوطني بمصادرة شحنة مخدرات كانت بصدد دخول مدينة حلب"، مشيرة إلى أن الشحنة وصلت عبر مروحيات في مطار حلب الدولي وجرى تسليمها لميليشيا النجباء، إلا أن ميليشيا الدفاع الوطني قطعت الطريق على الشحنة وصادرت السيارة واحتجزت سائقها بعد الاشتباك مع سيارة المرافقة، الأمر الذي استدعى لمهاجمة المقر.

وأضافت المصادر أن "المقر يتبع للمدعو زكوان علبي وهو أحد القادة في الدفاع الوطني ويتلقى تمويلاً مباشراً من فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب المدعوم بدوره من إيران، إلا أن ذلك لم يمنع الدفاع الوطني من الاستيلاء على الشحنة والمطالبة بنسبة عليها، لافتة إلى أن الشحنة تحوي نحو 50 ألف حبة مخدر من أنواع مختلفة أبرزها الكبتاجون، إضافة لكميات كبيرة من مادة الحشيش.

مفاوضات ما قبل الهجوم

وبحسب المصادر فإن قائد قاطع النجباء في منطقة جبرين - المطار المعروف باسم سيف الله، أرسل إلى العلبي يطالبه بالشاحنة مهدداً إياه بحرب مفتوحة في حال لم يعيدها إليه، إلا أن الأخير طالب بمبلغ مالي كبير قدر بنحو 50 مليون ليرة سورية كـ (فكاك) للشاحنة، وإلا فإنه سيتصرف بالحمولة خلال بضع ساعات وهو ما دفع سيف الله لبدء الهجوم بالاستعانة بميليشيا لواء القدس المتمركزة في منطقة مخيم النيرب المجاورة.

وذكرت أن "الهجوم بدأ باستهداف مكثف لحواجز الدفاع الوطني في المنطقة تلاه هجوم مشترك بين النجباء ولواء القدس عليها، وسط انسحاب لعناصر ميليشيا الدفاع الوطني باتجاه مقرهم الرئيسي في جبرين، حيث تمكنت الميليشيات الشيعية من اكتساح مواقع الدفاع الوطني خلال ساعات قليلة، وحاصرت مقرهم وتمكنت من دخوله واعتقال عناصره، إلا أنهم لم يعثروا على المخدرات ولا حتى على قائدهم علبي الأمر الذي استدعاهم لإطلاق سراح العناصر والاحتفاظ بالمقر والحواجز وسط تهديدات جديدة أطلقها قيادي النجباء".

إعلام الأسد يرفض التعليق

ورغم الاشتباكات في المنطقة إلا أن أياً من وسائل إعلام أسد المتعددة، لم تذكر السبب الحقيقي للاشتباكات واكتفت بعض حسابات الموالين ممن هم موجودين في المنطقة بالتطرق لسماع أصوات اشتباكات في المنطقة، فيما تحدثت بعض تلك الحسابات عن مداهمة وكر إرهابي بمنطقة جبرين بحلب، فيما عزت مصادر أخرى أصوات الرصاص لوجود عرس لأحد قيادات ميليشيا أسد.

الجدير بالذكر أن اشتباكات مماثلة اندلعت أواخر الشهر الماضي بين ميليشيا الدفاع الوطني وبين ميليشيا حزب الله في عدة بلدات ومدن حدودية تقع في جرود القلمون الغربي ومنطقة جرود فليطة بريف دمشق، حيث شهدت تلك المناطق ومن بينها بلدات قارة وفليطة استنفاراً أمنياً تزامن مع نشر كبير للحواجز فيها، وذلك بعد مقتل قيادي من ميليشيا حزب الله يدعى "حسين مرجعيون" على يد قيادي في ميليشيا الدفاع الوطني بمنطقة جرود فليطة وذلك بسبب خلاف على أرباح صفقة مخدرات تم إدخالها إلى سوريا عبر المنطقة المذكورة وبتعاون مشترك بين حزب الله والدفاع الوطني".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات