أفعى تمنع لاجئ سوري من تحقيق حلم الوصول إلى أوروبا

أفعى تمنع لاجئ سوري من تحقيق حلم الوصول إلى أوروبا
حاول الكثير من المهاجرين نحو أوربا ومعظمهم سوريون الابتعاد عن مخاطر ركوب البحر نحو الجزر اليونانية من خلال اتباع الطرق البرية وعبور نهر "إفروس"، لكن بعضهم فارق الحياة بلدغة أفعى أو غرقا بمياه النهر وغيرها من الأسباب خلال الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

ويقول الشاب المصري "مصطفى محمود" إنه غادر مدينة إسطنبول التركية قبل ثلاثة أسابيع مع مجموعة شباب سوريين لاجتياز الحدود نحو اليونان من جهة مدينة "أدرنة" ضمن رحلة استمرت لعشرة أيام تعرف خلالها على شاب سوري يدعى حسين محمد كان يحدثه عن أمله بحياة أفضل يسعى إليها بعد دمار بلاده سوريا نتيجة الحرب.

يضيف مصطفى أنهم استراحوا بعد اجتياز نهر " إفروس" في الغابة استعدادا لاستكمال طريقهم بحثا عن سيارات يعدها المهربون لإتمام الرحلة، لكن التعب تمكن منهم وجعلهم يغطون بنوم عميق وعندما شرعوا بالاستعداد للرحيل مجددا أيقظ بعضهم البعض الآخر لكن رفيقهم "حسين" لم يستجب لنداءاتهم، وعند محاولتهم تحريكه شاهدوا أفعى تتسلل من تحت جسمه، حيث تركته جثة هامدة ولم يعد هناك فرصة لإجراء أية اسعافات لأن الشاب كان قد فارق الحياة.

 

ورغم تهديدات المهرب لهم أصرّ رفاق دربه على دفنه في مكان وفاته تحت الأشجار القريبة من الحدود بين اليونان وتركيا، وفق ما ذكر الشاب المصري.

مخاطر الطريق البري

وأشار إلى أن الطريق البرية إلى الأراضي اليونانية محفوفة بالمخاطر ، وتزداد خطورتها خلال فصل  الشتاء البارد وخاصة حين تجتاز بعض العائلات مياه النهر فيغرق بعض الأشخاص، وكثيرا ما يتخلى المهرب عن هؤلاء المهاجرين الذين يتيهون داخل الغابات وجُزُر النهر الصخرية، وهكذا لا يكون أمامهم سوى أن يسلموا انفسهم لحرس الحدود اليوناني، الذي لا يتورع أفراده عن سرقة ما يملكون إعادتهم إلى تركيا بالقوة.

و سجلت حالات تسمم عديدة بينهم ثلاثة شبان سورين حين تناولوا فطرا ساما بعد نفاد الطعام بحوزتهم لأنهم أضاعوا الطريق إثر تخلي المهرب عنهم، الأمر الذي أدى إلى وفاة أحدهم بينما نقل الآخران إلى المشفى ليوضعا تحت العناية المركزة.

 ويحرص العابرون للحدود على عدم إشعال النيران في العراء خوفاً من أن يترصدهم عيون حرس الحدود أو الشرطة، لذا فمهما تبللوا أو شعروا بالبرد لا يحاولون البحث عن الدفء من النار بل عبر اللجوء إلى الأكواخ والأبنية المهجورة لقضاء الليلة الباردة.

وعادة ما يجبر حرس الحدود الرجال من طالبي اللجوء على خلع ملابسهم ثم يأمرهم بالرجوع سباحة إلى الطرف التركي، أمّا النساء فيوضعن بقارب مطاطي لينقلن إلى الجانب التركي مجددا، بينما يحاول بعض اللاجئين عبور النهر خلال الليل وبهذه الحالة لابد من الاختباء والنوم في مستودعات  وأبنية مهجورة، وفق تقارير لمنظمات إنسانية.

ويسلك اللاجئون السوريون الطريق البري لعبور الحدود الفاصلة بين تركيا واليونان خلال رحلتهم إلى البلاد الأوربية ليصلوا دون التعرض لمخاطر الغرق في البحر أو الاحتجاز بالجزر اليونانية وبالتالي الإعادة إلى الأراضي التركية بموجب الاتفاقية الموقعة بين أنقرة والأوروبيين في شهر آذار مارس ٢٠١٦.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات