واشنطن بوست: أمريكا تحاصر 30 ألف سوري يعيشون تحت حمايتها

واشنطن بوست: أمريكا تحاصر 30 ألف سوري يعيشون تحت حمايتها
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الحكومة الأمريكية ترفض إطعام 30,000 مدني سوري متواجدين في مخيم الركبان ويبعدون 15 كم فقط عن قاعدة التنف العسكرية الواقعة جنوب سوريا.

ويعيش المدنيون في الركبان تحت الحماية الأمريكية، هرباً من نظام الأسد، والمليشيات الإيرانية، والمقاتلين التابعين لتنظيم "داعش"، ولذلك تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الأخلاقية تجاه هذه المخيم الذي يعاني من انعدام الأطعمة، والمياه، والأدوية.

ومع تصاعد الأزمة الإنسانية التي تضرب المخيم، تقف الولايات المتحدة بموقع المتفرج، تشاهد المدنيين وهم يتضورن جوعاً، ومهددين فعلاً بالموت نتيجة للجوع.

كان المخيم يحتوي في الأصل على 50,000 نازح، جلهم من المدنيين الذين نزحوا من حمص، والتي تحولت مناطقها المنتفضة إلى ركام بفعل القصف الذي شنه نظام الأسد.

واختار المدنيون موقعاً قريباً من القاعدة العسكرية الأمريكية التي إلى الآن تشاهدهم وهم يتضورن جوعاً، وترفض التحرك لإنقاذهم.

معزولون عن العالم

ويتواجد مئات الجنود الأمريكيين في التنف، ضمن موقع استراتيجي مهم على الطريق بين طهران ودمشق، وبالقرب من الحدود السورية مع العراق والأردن، وعلى مقربة منهم يعيش الآلاف من السوريين في ظروف صعبة، ويواجهون خطر المجاعة.

ووافق الآلاف منهم على العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، ومن المحتمل أن يكونوا محتجزين الآن، فيما إذا قرر النظام اتهامهم بالانتماء للجماعات المعارضة، ومن الوارد أيضاً أن يكون النظام قد جندهم للقتال قسرياً ضمن صفوف قواته.

ويعيش من تبقى من المدنيين في ظروف صعبة للغاية، يطلبون المساعدة من العالم، نتيجة لظروف معيشتهم القاسية ولموقعهم المعزول.

وكانت إحدى المقيمات في الركبان ناشدت العالم للتحرك، من خلال فيديو بثته على وسائل التواصل الاجتماعي، مخفية هويتها خوفاً من الانتقام. وقالت: "أتحدث إليكم من مخيم الركبان. مخيم الموت والجوع.. أتوسل لكل إنسان صاحب ضمير أن يجد حل لهذا المخيم".

الوضع سيء للغاية داخل المخيم الذي ينتشر فيه المرض والجوع مع عدم توفر الاحتياجات الأساسية. بالطبع الناس هنالك لا يعملون وليس لديهم أي مصدر للدخل. 

خشية من الروس!

وشهد المخيم آخر قوافل الإغاثة في شباط ومن حنيها وهو محاصر من كل الجبهات، مع العلم أنه يقع داخل الدائرة الأمنية التابعة لقاعدة الجيش الأمريكي في التنف، والتي تصل لـ 55 كلم.

ولا تتعدى مطالب السكان فيه سوى إنقاذهم من خلال نقلهم إلى مكان يمكن فيه الحصول على الغذاء، ويكون في الوقت نفسه خارج سيطرة نظام الأسد.

وليست لديهم مطالب أو شروط متعلقة بالوجهة، يمكنهم العيش في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في الشمال أو قسد، أو التوجه نحو العراق، المشكلة أن طرقهم كلها مغلقة، تقول الصحيفة.

وقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، إن "سكان الركبان سيبقون في حال ما أطعمتهم الولايات المتحدة.. وهنالك خيارات أخرى لهم في الشمال الشرقي أو الشمال الغربي من البلاد".

إلا أن جيفري ألمح إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب بإغضاب الروس، لأنها في حال تدخلها ستفسر روسيا الأمر على أنه احتلال دائم لجزء من سوريا ولهذا آثار دبلوماسية وقانونية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "لا يمكنها الالتزام بوجود طويل الأجل في التنف أو في أي مكان آخر في سوريا" ولهذا السبب لا تتدخل على اعتبار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات