مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن عجز روسيا على إصلاح ميليشيا أسد

مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن عجز روسيا على إصلاح ميليشيا أسد
قال تقرير لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث إن ما يسمى "الجيش السوري" والذي اعتمد عليه نظام الأسد خلال سنوات الحرب تم تدميره وعجزت روسيا على إعادة إحيائه من جديد على الرغم من كل المناورات التي قامت بها ومن بينها إنشاء قطع عسكرية جديدة موالية لها.

وتأثر جيش النظام بعمليات الانشقاق والوفيات ونقص التمويل كما مني بخسائر فادحة في العربات المدرعة التي أدت إلى خفض قدرته الميكانيكية بعد أن كان يصنف على أنه سادس أكبر جيش من ناحية عدد المدرعات في العالم.

وعجز النظام عن استخدام جيشه بالكامل مما أدى إلى صعود المليشيات شبه العسكرية وتدفق المقاتلين الأجانب للقتال إلى جانبه وفوق كل هذا أدى شك النظام بهذه القوات إلى توزيعها بطريقة أدت إلى تفكك العلاقات الإدارية لتقسيم الألوية بعد أن قسمها بحسب المهام بناء على درجة وثوقه بها والولاء التي تدينه للنظام.

تأصل الفساد وتعدد الولاءات

حاول نظام الأسد في الفترة بين 2014 إلى 2015 إعادة تنظيم هذه القوات عبر إنشاء فرق وأولوية جديدة ضمن استراتيجية اعتمدت على معالجة مشكلة تشغيل الألوية التي تبعد مئات الكيلومترات عن مراكز القيادة التابعة لها.

ومن ثم تدخلت روسيا في 2015 لتشهد هذه القوات عهداً جديداً من عهود إعادة البناء. وعملت روسيا إلى جانب النظام بين أواخر 2015 إلى 2018 على إنشاء أربع مبادرات تهدف لإعادة بناء الجيش ودمج المليشيات المقاتلة تحت سيطرته مباشرة.

وعلى الرغم من المحاولات الكبيرة التي تم بذلها لإعادة بناء القوات المسلحة التابعة للنظام إلا أن القدرات القتالية التي يتمتع بها ما تزال محدودة إلى حد كبير بسبب الفساد المتأصل في الضباط، الذين يعتبرون العقبة الأساسية في تشكيل أي جيش حديث وفعال ولذلك لا يمكن لهذا القوات الانبعاث حتى مع ضخ عدد كبير من الأسلحة أو المجندين بين صفوفها.

وتدرك روسيا هذه المشكلة ولهذا قامت بتغييرات كبيرة في القيادة العليا، حيث شهدت ميليشيا أسد ومنذ كانون الأول 2018 ثلاث تغيرات في القيادة، تركز معظمها على وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.

وفي الفترة ذاتها تم ترقية أكثر من 100 ضابط إلى مناصب حساسة في حين تم تهميش 135 ضابطا مقربا من إيران.

إصلاح على الورق

وحاولت روسيا زيادة عدد القوات فيه من خلال دمج بعض الفصائل التي قامت بالمصالحة ولكن أدت هذه الخطوة إلى تعمق حالة انعدام الثقة بين صفوفه وهذا سينعكس مباشرة على أدائه القتالي.

وتعاني وحدات النخبة بشكل كبير من الاستنزاف الذي تتعرض له مثل الفرقة الرابعة، مما أدى إلى إضعافها حيث يقودها الآن مجموعة من القادة عديمي الخبرة والمجندين أصحاب الجودة المنخفضة.

ويظهر الهجوم الأخير الذي قادته روسيا ضد إدلب العجز الكبير الذي يتمتع به هذا الجيش بعد أكثر من عام على إعادة بنائه وتدريبه وتسليحه. 

واعتمدت روسيا في الهجوم الأخير، بشكل مفرط على ما يسمى قوات النخبة التي أظهرت أنها غير قادرة على التكيف وهي عبارة عن تكتل من الميليشيات تدعمها نارياً ميليشيا أسد الطائفية والتي تتركز مهمتها على الاحتفاظ بالأرض التي تم استيلاء عليها حديثاً بدون خوض قتال مباشر وتنفذ حملات قصف عشوائية بدون أي هدف عسكري.

وخلص التقرير إلى أن ما يسمى "الجيش السوري" تم إعادة إحيائه على الورق بينما على أرض الواقع تعرض لهزيمة لا هوادة فيها في إدلب ويتعرض لكمائن وعمليات عسكرية من قبل خلايا "داعش" وسط سوريا، كما أن هذه القوات بدون أي قيمة إن لم يتم دعمها جوياً وبشكل ساحق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات