هل تكون معركة سهل الغاب "القشة القاصمة" لظهر روسيا؟

هل تكون معركة سهل الغاب "القشة القاصمة" لظهر روسيا؟
أكّدت عدة مصادر ميدانية لموقع أورينت نت، أن ميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية المُساندة لها أرسلت حشوداً جديدة إلى منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، بالتزامن مع دخول القوات البرية الروسية العمليات العسكرية في المنطقة، وكل هذا جاء بعد فشل هذه الميليشيات من إحراز أيّ تقدّم على جبهتيّ الجبّين وتل ملح شمالي حماة، مما جعلها تنسحب وتتحوّل لمحاور أخرى في سهل الغاب.

وذكرت المصادر، أن ميليشيات "الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري" و"الفرقة العاشرة" انسحبت من محاور الكبّينة وريف حماة، وتمركزت في بلدات عين سليمو والجيّد والجبّ الأحمر؛ في حين تمركزت ميليشيات "حزب الله" والميليشيات الشيعيّة الأخرى في قلعة ميرزا وطريق الصلنفة، بالإضافة لميليشيا سهيل الحسن التي تموضعت في معسكر جورين والذي استقرّت فيه مجموعات من القوات الروسية البرية أيضاً، وربما تقود معركة سهل الغاب المرتقبة، بحسب المصادر نفسها.

فشل في التغطية

وأوضح المرصد "أبو صطيف خطابي"، المسؤول عن وحدة الرصد 80 لأورينت نت، أن "الميليشيات التي كانت تُقاتل على محور الكبّينة في جبل الأكراد، انسحب القسم الأكبر منها إلى محيط معسكر جورين ومحور دوير الأكراد، كما انسحبت آليات ثقيلة ومجموعات من ميليشيا سهيل الحسن من معسكرات بريديج والمغيّر باتجاه معسكر جورين، وكل ذلك بهدف فتح محور جديد يُغطّي فشلهم الذريع بمحوريّ الكبينة وتل ملح".

وأضاف خطابي "روسيا والميليشيات الموالية لها تُريد صنع نصر وهمي قبل الاجتماعات الدولية المرتقبة، محاولةً التقدّم على محور دوير الأكراد بين جورين والكبينة للوصول إلى الكبينة، حيث ظنّت أنه أسهل من محور الكبينة الذي كبّدهم خسائر بشرية ومادية هائلة، وبنفس الوقت تُفكّر هذه الميليشيات بفتح محور السرمانية مع خربة الناقوس للتغطية على محاور أخرى؛ لكن طبيعة الأرض وتحصينات الدفاع ليست لصالحهم، مما يعني محرقة لروسيا وميليشياتها ستكون في المنطقة".

محاولة أخيرة

ويرى المحلل العسكري، العميد أحمد رحال، أن معركة سهل الغاب إن حصلت، ستكون المحاولة الأخيرة للروس، وقال: "قبل النشاط السياسي والدبلوماسي الذي سيجري خلال الأيام والأسابيع القريبة، كاجتماع أستانا واجتماع القمة الثلاثي والقمة الرباعية، ستحاول روسيا محاولتها العسكرية الأخيرة قبل هذه الاجتماعات التي يصعب عقدها والعمل العسكري على الأرض جاري، لذلك اختارت روسيا سهل الغاب كمحاولة أخيرة".

وأشار رحال في حديثه لأورينت نت إلى أن "العمليات العسكرية والتصعيد سيستمر خلال الأيام القليلة القادمة، وتشمل الخطوط الخلفية لمناطق الثوار بالإضافة لمحاور جديدة كسهل الغاب، وبما أن وقف إطلاق النار قادم لا محالة فستكون نتائج هذا الوقف مرهون بنتائج العمليات العسكرية الروسية على الأرض".

وفي حال أحرزت تقدماً على الأرض - الحديث للمحلل العسكري - ستكون شروط وقف إطلاق النار روسيّة بحتة؛ وإلا ستكون شروطه لصالح الثوار وهذا ما نتوقعه، لأن القوات الروسية والميليشيات الموالية لها أثبتت فشلها بمعارك ريف حماة وإدلب واعترفت بذلك في عدة تصريحات.

خسائر ما قبل المعركة

ووفق المرصد خطابي، فإن القوات الروسية والميليشيات الموالية لها تكبّدت خسائر في الآليات والعناصر أثناء وصولها لمحيط معسكر جورين، حيث استهدفتها فصائل الثوار مباشرة قبل تمركزها، منوهاً إلى أنه "تم رصد تحركات هذه القوات القادمة من محاور الكبينة وريف حماة، وتعاملت معها مدفعية الفصائل بصليات مكثفة ودقيقة، مما أدى لتدمير بعض الآليات وقتل عناصر وضباط واشتعال الحرائق بالقرب منها".

وتابع خطابي "تمركزت عشرات الآليات الثقيلة والمدفعية بمناطق مختلفة في محيط معسكر جورين، ونتج عن استهداف فصائل الثوار المباشر لها مقتل ضباط وعناصر بعضهم من الروس، بالإضافة لتدمير آليات ثقيلة، وكل ذلك بسبب اليقظة والجاهزية العسكرية العالية لهذه الفصائل، وحسبانها لأي تقدّم من قبل العدو، فكيف إذا جرت العملية العسكرية والتقدّم البري للقوات فستكون الخسائر أكثر بكثير".

خسارة الحاضنة الشعبية

وفي إطار أخر، قال الناشط بكار حميدي، إن "معركة سهل الغاب إن تمّت، سيكون تأثيرها الأكبر على الحاضنة الشعبية الموالية لنظام أسد والقوات الروسية، كوْنها ستكون بالقرب من قراهم وبلداتهم وسينالها القصف والتهجير، عدا عن قتل أبنائهم الذين يُعتبرون اللبنة الأساسية في هذه المعارك".

وبحسب حميدي، فإن "أهالي قرى سهل الغاب الموالين لنظام أسد أصابهم التململ، حتى وصل بهم الأمر لإرسال رسائلهم لقادة هذه الميليشيات، وكان فحواها أنهم خسروا أكثر من 4000 قتيل وجريح خلال معارك ريف حماة، ولن يتهاونوا بخسائر بشرية أكبر، خاصة أن قراهم بمرمى مدفعية فصائل الثوار والمعركة ستكون على أبواب هذه القرى التي طالما كانت المعارك حولها متوقفة لاعتبارات عدة، والآن تفكّر روسيا بفتحها".

ونوّه حميدي إلى أن "هناك خلافات سابقة بين الفرقة الرابعة وميليشيا سهيل الحسن، وغالبية عناصر هذه الميليشيات من أبناء منطقة سهل الغاب، وأنه في حال كانت هناك خسائر بشرية، سيزيد ذلك من الاحتقان الحاصل بين قوات ماهر الأسد وسهيل الحسن، وبالتالي خسارة جديدة للحاضنة الشعبية الموالية وفقدان ثقتهم بالروس".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات