المونيتور: ما مستقبل المنطقة الآمنة شرق الفرات؟

المونيتور: ما مستقبل المنطقة الآمنة شرق الفرات؟
قال تقرير لموقع المونيتور،إن الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة في شمال شرق سوريا حول الدعم الأمريكي لقسد تراجع على حساب قضايا أهم متعلقة بالوصول الوشيك لمنظومة صواريخ "إس-400" (S-400) الروسية إلى تركيا، وبالتحركات التركية الأخيرة في شرق المتوسط.

مع وجود أسباب أخرى، أدت إلى تراجع أهمية ملف شمال شرق سوريا، من بينها عدم إحراز أي تقدم لافت في النقاشات التي دارت بين المسؤولين من كلا البلدين، بعد أن رفضت الولايات المتحدة كل الاقتراحات التركية المتعلقة بأمن الحدود.

وكان جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، قد أعترف فعلاً بعدم إحراز أي تقدم، وذلك في لقاء أجراه مؤخراً مركز مارشال الألماني.

وسرد جيفري عدة نقاط خلافية، منها إبقاء القوات الامريكية في شمال سوريا إلى أجل غير مسمى على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب القوات الامريكية في كانون الأول. 

وقال "تم التوصل لعكس ذلك. يواصل الرئيس الانسحاب؛ بينما الخطة هي الإبقاء على قوة عسكرية في الشمال الشرقي لفترة غير محدودة".

ومع ذلك، يعتبر جيفري واحداً من الدبلوماسيين الأمريكيين المتفهمين لمخاوف أنقرة، خصوصاً أنه عمل سابقاً كسفير للولايات المتحدة في تركيا.

تحولات بالموقف الأمريكي

أقر جيفري بالمخاوف التركية حول علاقة قسد بحزب العمال الكردستاني، ولكنه في الوقت ذاته لم يفصح مثلاً عن موقف الولايات المتحدة الرسمي من الموضوع، وكأن المشكلة هي مشكلة تركية بحتة.

وقال في حديثه عن قسد: "لدينا بعض الالتزامات تجاه أولئك الذين قاتلوا معنا"، ولذلك نريد أن نضمن عدم إساءة معاملتهم بطريقة أو بأخرى. واقترح إنشاء المنطقة الآمنة كطريقة للقيام بذلك. 

وأكد جيفري خلال تصريحاته كل ادعاءات تركيا التي قالت على الدوام، إن الولايات المتحدة تسعى لإنشاء المنطقة الآمنة لحماية القوات الكردية من أي عمليات عسكرية تركية.

ويعد تصريح جيفري الأخير بمثابة الانقلاب على الخارجية الأمريكية، التي كانت تقول، إن تحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية "مؤقت وتكتيكي" وسيتوقف بمجرد هزيمة تنظيم "داعش".

وقال قدري تاستان، الباحث في مركز مارشال الألماني، والذي أجرى اللقاء مع جيفري، إن الولايات المتحدة تساوي بين حماية القوات الكردية من الهجمات التركية أو الروسية أو من الهجمات التي من الممكن أن يشنها نظام الأسد، مع حماية مصالحها الخاصة كما "يرى الأمريكيون المنطقة الآمنة فقط بهدف حماية أمن الحدود بينما ترى تركيا الأمور بشكل مختلف".

مستقبل المنطقة الآمنة

وأصر جيفري، وخلال اللقاء، على أن الخلاف مع تركيا ليس حول المنطقة الآمنة، ولا حتى حول طبيعتها؛ بل إن المشكلة هي على عمق تلك المنطقة. وقال "إن تركيا ترغب في زيادة العمق بينما نود أن تكون أقل عمقاً"، في حين قال مصدر مطلع على المحادثات الأمريكية التركية "بالحقيقة.. لقد ماتت المنطقة الآمنة".

وقال نيكولاس دانفورث، الباحث الآخر من مركز مارشال الألماني: "لا تشير تعليقات جيفري إلى أننا بصدد الوصول إلى قرار حول القضايا الأساسية التي تفصل بين الولايات المتحدة وتركيا" ولكنه قال إن هنالك جانب إيجابي في هذه المسألة حيث "تبقى الولايات المتحدة في مسار مع تركيا، بينما تركيا وعلى الأقل حالياً، تركز على مشاكل أخرى".

وفي إشارة واضحة على توقف المحادثات، قال جيفري، إنه أوقف رحلاته المكررة إلى أنقرة، بعد أن زارها آخر مرة في نيسان. يعقب تاستان بالقول "هذا لأن الأمريكيين على قناعة بأن تركيا لن تشن هجوماً بوجود القوات (الامريكية) في شمال سوريا".

وكان ترامب قال، إنه التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة العشرين التي عُقدت في أوساكا باليابان الشهر الماضي، ناسباً لنفسه الفضل في إيقاف عملية تركية وشيكة على الحدود. 

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن تركيا حشدت قوات جاهزة تقدر بـ 65,000 عسكري كانت تنتظر الأوامر للتحرك على الحدود التركية السورية؛ إلا أنه أقنع أردوغان بالعدول عن ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات