ما هي الاستراتيجيات التي اتبعتها ميليشيا أسد في معارك حماة؟

ما هي الاستراتيجيات التي اتبعتها ميليشيا أسد في معارك حماة؟
استخدمت ميليشيا أسد الطائفية عدة استراتيجيات وتكتيكات عسكرية خلال معارك ريف حماة الأخيرة، ولكن هذه الخطط باءت بالفشل معظمها رغم تسبّبها بتهجير وقتل المدنيين، ولكن السيطرة الميدانية كانت لا ترقى لما خسرته هذه الميليشيات من عتاد عسكري وموارد بشرية ومالية كبيرة.

ووفق مصادر ميدانية، أكّدت لأورينت نت أن فصائل الثوار تمكّنت من إفشال عدة خطط تقدّم أخيرة لميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية المساندة لها على جبهات ريف حماة الشمالي والغربي، وأن كافة الخطط العسكرية التي اتبعتها هذه الميليشيات كانت تعتمد على أكبر قدر من الإجرام بحقّ الجميع من مدنيين وثوار، حتى وصل بهم الأمر للتضحية بمئات العناصر التابعين لهم مقابل إحراز أي تقدّم ولو كان شكلياً.

استراتيجية الأرض المحروقة

وتحدّث الخبير العسكري، العميد أحمد رحال عن أهم الاستراتيجيات العسكرية التي نفّذتها ميليشيا أسد في معارك الشمال السوري مؤخراً، حيث قال "أهم خطة عسكرية تتبعها القوات الروسية وميليشيا أسد هي استراتيجية الأرض المحروقة، والتي تعتمد على صبيب ناري ضخم، عبر الطيران بكافة أنواعه وسلاح المدفعية وبكافة أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً".

وأضاف العميد رحال، "يَلي عملية الصبيب الناري الهائل تقدّم القوات البرية إلى الخطوط الأمامية بعد أن تظن أنها قد دمّرت كافة التحصينات، وتستمر بسياسة الأرض المحروقة في هذه الأثناء ضد المدنيين في الخطوط الخلفية للضغط عليهم، ومن أجل إحداث حالة غضب شعبي من الحاضنة الشعبية على فصائل الثوار، وخاصة بعد تدمير كافة منشآت البنية التحتية كالمشافي والأفران وغيرها الكثير".

استنزاف الخصم

وأما المقدم المنشقّ خالد العلي ذكر لأورينت أهم الاستراتيجيات والخطط المتّبعة بقوله، "اتّبعت ميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية الداعمة لها سياسة استنزاف قوى الخصم، وذلك بتكثيف الضربات والهجمات على أكثر من محور ونقطة خاضعة لفصائل الثوار، والاعتماد على الخواصر والنقاط الضعيفة وهذا ما حصل على محور تل هوّاش والشيخ ادريس والكركات".

وتابع العلي حديثه، "حاولت ميليشيا أسد استنزاف قوى فصائل الثوار وإيهان عزيمتهم، وذلك عبر ضربات متقطعة بشكل شبه يوميّ في بداية المعركة وعلى عدة محاور، وحتى أن عمليات استرجاع تل ملح والجبين كانت في بدايتها تقوم على استنزاف طاقات فصائل الثوار، ولذلك كانت العمليات متكررة حتى وصلت لأكثر من ثمان محاولات بيوم واحد، ومع ذلك صمد الثوار وبقوا متمسكين بمناطق سيطرتهم رغم كل محاولاتهم".

دبيب النمل

وأكمل المقدم المنشق ذكره لأهم الاستراتيجيات بقوله، "اعتمدت القوات الروسية وميليشيات الأسد على خطة "دبيب النمل" في معارك حلب والغوطة الشرقية ونجحت بها، ولذلك اعتمدت هذه الاستراتيجية في بعض مراحل معارك ريف حماة الأخيرة، وتعتمد هذه الاستراتيجية على كثافة نارية كبيرة على الخطوط الأولى، ثم تقدّم بري كبير على شكل مجموعات لقضم أمتار قليلة والتمركز بها".

واستدرك العلي قائلاً، "بعد التقدم واحراز تقدم بسيط ولو لعدة أمتار يتم تثبيت النقاط الجديدة وتحصينها، ثم العمل على تفريغ المنطقة وتعفيشها والاعتماد على الهدن أو الدعوة لوقف اطلاق نار مؤقت وبهذه الأثناء يتم التجهيز للتقدم لأمتار أخرى وقضم مناطق جديدة، ونجحت هذه الخطة في مناطق وفشلت في أخرى حسب طبيعة الأرض وهشاشة وقوة المناطق المُستهدفة".

كثافة مُشاة دون آليات

بينما الخبير العسكري المقدم أحمد العطار ذهب لشرح استراتيجية جديدة اتبعتها ميليشيا أسد في معارك ريف حماة، وبيّنها بقوله لأورينت نت "لأول مرة تستخدم ميليشيا أسد الطائفية الكثافة البشرية لعناصر دون آليات وعربات جنود تقلّها أو تتقدم أمامها، واعتمدت هذا الأسلوب في معارك استعادة الجبّين وتل ملح في ريف حماة الشمالي".

وكشف العطار أن "آخر معارك استرجاع قرية تل ملح استخدمت فيها ميليشيات أسد الطائفية أكثر من ألف ضابط وعنصر من عدة فرق نظامية وقوات رديفة، وبعد تمهيد ناري كثيف تقدّمت عدة مجموعات على شكل صف على طول جبهة تل ملح، وخلفهم صف ثاني للإسناد والاسعاف، وجميعهم راجلين دون أيّة آليات عسكرية إلا في الخط الثاني، وبحال فشل المحاولة الأولى يتم استبدال الصف الثاني ليكون في المقدمة وارسال صف ثالث خلفهم، وهكذا حتى نفدت قوة كافة مجموعات هذه الميليشيات ووقعت بين قتيل وجريح ومُنهك القوى، ومع ذلك فشلت بكسر خطوط الدفاع الخاصة بفصائل الثوار".

التضحية بعناصر المصالحات

ولَفت المقدم العطار إلى أن "قيادة العمليات العسكرية التابعة للقوات الروسية وميليشيا أسد عملت على خطة مَفادها، التضحية بعناصر المصالحات ووضعهم في الصفوف الأولى رغم قلّة امكانياتهم وضعف قدراتهم القتالية، ولكن الهدف من ذلك هو عدم أهميتهم بالأساس عند هذه القيادة وفي حال تم إحراز أي تقدم يكون خلفهم الأكثر ولاءً وأهمية من ميليشيا العميد سهيل الحسن وغيرهم من باقي الميليشيات الموالية".

وأشار المقدم إلى أن، "أثبتت هذه المعارك كثرة قتلى عناصر المصالحات دون الاهتمام بهم وبمصيرهم، ولكن هذه الاستراتيجية وضعت القوات الروسية وميليشيا العميد سهيل الحسن في مأزق كبير بعد فشلها على مدى أكثر من شهرين دون تحقيق الهدف المرجوّ من هذه المعارك، ولذلك عملت على تغيير خطتها بالاعتماد على قوات أكثر جاهزية قتالية من عناصر المصالحات، حيث باتت تعتمد مؤخراً على عناصر القوات الخاصة وفرق المدفعية والمشاة النظامية".

وختم العطار حديثه لأورينت نت قائلاً "بعد امتصاص فصائل الثوار صدمة معركة حماة في بدايتها، وانتقالهم من الدفاع للهجوم أحياناً أو للدفاع بطرق وخطط أكثر إحكاماً من استراتيجيات تقدم ميليشيا أسد، كل ذلك يُنبّئ بقدرة فصائل الثوار بعد توحيد صفوفها أن تكون معركة حماة وادلب غير كل المعارك مهما استخدمت ميليشيا أسد من خطط واستراتيجيات عسكرية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات