تفاصيل الاشتباكات بين الميليشيات الروسية والإيرانية بدير الزور

تفاصيل الاشتباكات بين الميليشيات الروسية والإيرانية بدير الزور
تشهد أحياء مدينة دير الزور نزاعاً مسلحاً وحالة من التوتر بعد اشتباكات عنيفة دارت بين ميليشيا "الدفاع الوطني" والأمن العسكري داخل حي الجورة وسط المدينة، عقب اعتداء عناصر الأخيرة بالضرب المبرح على فراس الجهام الملقب بـ "فراس العراقية" قائد ميليشيا الدفاع الوطني الذي نُقِلَ متأثراً بجراحه إلى المشفى العسكري.

وبحسب شبكات إخبارية محلية، فإن النزاع بدأ بعد أن دهس "الجهام" أحد عناصر الأمن العسكري بسيارته الخاصة في حي الجورة يوم الأحد الماضي، فيما لم تحدد المصادر ما إذا كانت الحادثة "متعمدة" على خلفية التوتر المستمر بين الميليشيات، إلا أن عدداً من عناصر الأمن العسكري كانوا على مقربة من مكان الحادث انهالوا بالضرب المبرح على فراس الجهام مستخدمين أعقاب بندقياتهم ليقع مغشياً عليه ثم ينقل إلى المشفى العسكري القريب من المنطقة.

دارت لاحقاً اشتباكات عنيفة بين عناصر "الجهام" والأمن العسكري باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في أحياء المدينة، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 14 عنصراً من الطرفين بعضهم في حالة حرجة، ثم استقدمت ميليشيا "الدفاع" تعزيزات من عناصرها من مدينة الميادين شرقي دير الزور.

تفاصيل الاشتباكات

وحول تفاصيل الحادثة، قال المحرر في شبكة فرات بوست سلامة الحسين: "إن أحياء المدينة تشهد الآن حظراً للتجول عقب الاشتباكات بين الطرفين وحالة من الترقب والهلع بين المدنيين، وما يزال عناصر ميليشيا الدفاع الوطني يحيطون بمبنى المشفى العسكري القريب من حي الجورة بواسطة سيارات تحمل أسلحة متوسطة، ويمنعون أي شخص من الدخول أو الاقتراب".

وأضاف أن الضرب الذي تعرض له الجهام تسبب له بإصابة بليغة "خمسة غرز" في الرأس، وهو الآن في قسم العناية المركزة في المشفى وسط تكتم شديد على حالته، وكان الجهام قد اعتقل على يد عناصر الأفرع الأمنية في دير الزور منذ أشهر على خلفية نزاع آخر مع الميليشيات الإيرانية في مدينتي الميادين والبوكمال "وهذا على الأرجح هو سبب النزاع المستمر".

كما أكد المحرر في شبكة الشرقية 24 أحمد أبو وسام: أن أروقة المشفى أيضاً شهدت تبادلاً لإطلاق نار بين ميليشيا الدفاع وعناصر الأفرع الأمنية المتمركزين على مقربة من المشفى من المخابرات الجوية والأمن العسكري، وهي أفرع أمنية تعتبر امتداداً للمشفى العسكري على امتداد الشارع العام في المدينة.

ونوه أبو الوسام أن فراس الجهام له دور قيادي في ميليشيا حزب الله السورية المدعومة من إيران والمتمركزة بالقرب من المطار العسكري، وهذا قد يكون أحد الأسباب وراء النزاع الحاصل بما أن المنطقة تشهد صارعاً مبطناً لبسط النفوذ بين الإيرانيين والروس وبالتالي صراع مباشر بين أدواتهم على الأرض.

فيما قال مدير تحرير موقع الشرق نيوز فراس العلاوي: "إن روسيا اتخذت القرار بإنهاء جميع الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، فالصراع هو صراع بالوكالة وفي ذات الوقت صراع على التقاسم المسروقات بين الميليشيات المسيطرة على المنطقة، فروسيا تحاول دمج جميع الميليشيات المتواجدة تحت قيادتها، بينما يحاول الإيرانيون دعم جميع الميليشيات الطائفية المتنوعة الجنسيات بشكلٍ عشوائي بهدف الحؤول دون تنفيذ المخطط الروسي".

كما يرى العلاوي أن الصراع سيتطور خلال الفترة المقبلة وأن سلسلة من الاغتيالات ستطال عدداً من قادة الميليشيات المتناحرة، ذلك بسبب التجاذبات السياسية بين إيران وروسيا ونتائج الاجتماع الذي عقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي لروسيا وإسرائيل وأمريكا.

يشار أن النفوذ الإيراني الروسي في محافظة دير الزور متوزع بين عدة نقاط مشتركة النفوذ وأخرى مستقلة، ففي أحياء مدينة دير الزور والمطار العسكري يقتسم الروس والإيرانيون النفوذ، وفي الريف الممتد على طول "الضفة الغربية" تسيطر الميليشيات المدعومة من إيران بشكل شبه مطلق، بينما يتمركز الروس في قواعد مستقلة في مشفى الأسد عند مدخل المدينة ومنطقتي مراط وخشام كنقاط مراقبة، ويقدر تعداد الميليشيات في هذه المناطق بأكثر من 30 ميليشيا متعددة الولاءات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات