لماذا لا تفتح الفصائل جبهات جديدة ضد ميليشيا أسد؟

                     لماذا لا تفتح الفصائل جبهات جديدة ضد ميليشيا أسد؟
تتحاشى الفصائل المقاتلة في ريف حماة فتح جبهات جديدة ضد ميليشيات أسد الطائفية وحليفها الروسي في مناطق جديدة، رغم امتلاكها زمام المبادرة وقدرتها على ذلك، والاكتفاء بصد الهجمات التي تشنها هذا الميليشيات والهجمات المباغتة وبالتالي تكبيدها خسائر فادحة.

وتنحصر المعارك بين الطرفين ريف حماة الشمالي، خصوصاً على جبهتي تل ملح والجبين وكفرنبودة، رغم اتباع الطيران الروسي سياسة الأرض المحروقة، الذي لم يرغم الفصائل على التراجع عن المواقع التي تقدمت إليها في المنطقة.

حسابات إنسانية

يقول العميد المنشق عن ميليشيات أسد، محمد الخالد، إن "العمليات العسكرية التي تشنها الفصائل ضد مواقع ميلشيا أسد، جاءت بعد خرق الروس للاتفاقيات الدولية والسيطرة على عدة مناطق، حيث أن الرد العسكري للفصائل جاء رداً على هذه الخروقات من أجل إجبار ميلشيات النظام على الانسحاب من المواقع التي احتلتها".

ويرى الخالد، أن "كلا الطرفين لا يريد أن تكون هناك معركة مفتوحة، بالرغم من أن فتح عدة جبهات من شأنه إنهاك النظام وخسارته لقواته وعدم تحقيقه تقدماً ملحوظاً؛ لكن الأمر سيؤدي إلى اتساع رقعة القصف ليشمل جميع المدن التي تغص بالنازحين، وهو ما سيسبب أزمة إنسانية كبيرة، في ظل وجود أكثر من 4 ملايين نازح في إدلب على وجه التحديد".

وأوضح العميد الخالدي، أن "إحدى الفصائل حشدت قواتها من أجل فتح معركة شرقي إدلب، إذ تعتبر هذه خاصرة ضعيفة للنظام، ولكن تم منع المجموعات من افتتاح عمل عسكري، خوفاً من عدم قدرتها على الصد بمفردهم في حال قرر النظام فتح جبهة جديدة، إذا ما فشل العمل العسكري على مواقعه في تلك المنطقة".

وتعتبر جبهة الراشدين غربي حلب ومنطقة الزهراء القريبة من المدينة إحدى الجبهات الساخنة التي تشهد اشتباكات متقطعة بين الفصائل وميليشيا أسد، لكن هذه المعارك لا ترقى إلى حد المعارك المفتوحة، كما يحصل بريف حماة، بالإضافة إلى جبهة ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي اللتين تشهدان بروداً في الأعمال القتالية.

تحييد الميليشيات الإيرانية

ويرى "الناشط الصحفي"، مجد فيصل، أن "أحد أهم أسباب عدم فتح محاور ريفي حلب الجنوبي وإدلب الشرقي، هو وجود ميليشيات إيرانية في تلك المنطقة، ومع فتح هذه الجبهات سيتم جر المليشيات الإيرانية إلى المعركة، بعد امتناعها عن مؤازرة الروس شمالي حماة والكبينة بريف اللاذقية".

ويضيف الفيصل بحديثه لأورينت نت، أن "إيران نأت بنفسها عن المعركة، وهو ما أفقد المليشيات الموالية لروسيا من تحقيق أي تقدم، بسبب فقدانها الخبرات القتالية على الأرض، حيث إن حصر الجبهات مع المليشيات الموالية لروسيا سياسة جيدة في تحييد الخصوم، خصوصاً من خلال الاستفادة من العلاقة السيئة بين إيران وروسيا في الملف السوري".

ويشير الناشط  إلى أن روسيا باتت تبحث عن قوات برية تؤازر ميلشيا "النمر" على جبهات ريف حماة، بعد القضاء على قوات النخبة خلال المعارك، لذا تحاول جر المليشيات الإيرانية إلى المعركة للاستفادة من قواتها البرية التي تمتلك الخبرات القتالية؛ لكن بنفس الوقت الفصائل الثورية باتت تدرك هذه الخديعة وتمتنع عن القيام بهجمات استباقية.

قرار واحد

بدوره، يقول القيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير"، محمد الكامل، إن "الفصائل تحضّر لعمليات عسكرية جديدة على محاور لا يتوقعها النظام ستربك حساباته، خصوصاً بعد السيطرة على محور تلح ملح - الجبين، والذي يعتبر خاصرة رخوة للنظام وتقطع الطريق الاستراتيجي بين مدينتي السقليبية ومحرده، حيث تنشط في تلك المناطق معسكرات روسية".

وأضاف بالقول لأورينت نت، إن "الاعمال العسكرية مستمرة ولا تنحصر في جبهات محددة، ولكن الخطط العسكرية يتم رسمها وتنفيذها من قبل غرفة عمليات الفصائل، حيث أثبتت نجاحها بشكل كبير في استنزاف النظام وميلشياته وجعلت روسيا تراجع حساباتها في إكمال مهمتها العسكرية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات