السعودية تنسق مع عشائر دير الزور.. ما الدعم المقدم وما الهدف؟

التقى في القاعدة الأمريكية في حقل العمر بدير الزور وزيرُ الدولة السعودي تامر السبهان و وفد أمركي للتواصل مع وجهاءِ العشائر ِهناك، وبحسب مصادرَ محلية اتفقَ المجتمعون على تقديم كلِ ما يلزم اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً لإعادة إعمار ِالمحافظة، ودعم المجتمع المحلي فيها.

في العشرين من تشرين الأول 2017 أعلنَ التحالفُ الدولي رسميا تحريرَ الرقة من قبـضةِ "داعش" وقبلَ هـذا الإعلان بيومٍ واحد كان وزيرُ الدولةِ السعودي ثامر السبهان في عين عيسى بالرقـة برفقـةِ المبعـوثِ الأميـركي إلى "التحالف الدولي" بريت ماكغـورك .. التـقى فيها السبهان وجهاءَ عشائريين و قياداتٍ من الوحداتِ الكردية .. وسائلُ الإعلام ِالسـعودية قالت وقتـها إنَّ هـذه الزيارة َتأتي في إطار شراكةِ السعودية في الحرب على داعش .. وإنَ الرياض تبتغـي من ورائها مناقشة َما يتعلّقُ بإعـادة إعمـار ِالمدينة .. إلا أن أنقـرة المتوجسة ُمن تزايد ِنفـوذِ المقاتليـن الأكراد و تعاظم ِ قوّتِهم رأت في الأمر ِتقـاربا سعوديا معهم .. وفهمتهُ على أنه فـعلٌ عدواني يهدّدُ أمنَها .. خاصة ًأنَّ الخلافَ كان محتدما بين الدولتين بعدَ الرفض ِالسـعودي لإقامـةِ قواعدَ عسكريةٍ تركية في منطقـة الخليج ..

اليوم وبعدَ عامين تقريبا على الزيارة الأولى يصلُ الوزيرُ السعودي مجددا إلى المنطقة .. و تحديدا إلى دير الـزور بعدَ طـردِ داعش منها وبرفقتِـه وفدٌ امريكي .. إلا أن مستجداتٍ كثيرة ًطرأت في تلك المنطقة .. فالنفـوذ الإيراني يتعاظمُ في دير الزور .. والاحتـقانُ يتزايدُ بين العـشائر ِالعربية والوحداتِ الكردية .. بعد فـشل ِالمبعوثِ الأمريكي في تهـدئةِ الخلاف.. لتأتيَ زيارة ُ السبهان التي اتخذت طابعا ًعشائريا، كونه ينتمـي لقبيلةِ شـمر العربيـة وتربِطهُ علاقاتٌ وثيقـة بدير الزور والحسكة .. فربما يستطيعُ الرجلُ احتواءَ الموقـفِ عبرَ الوعودِ بدعم المنطقـة وإعادةِ تأهيلِها مقابلَ عدة ِ شروط ٍمن بينها اكتسابُ تأييدِ عشائرِ المنطقـة، ووقـفُ الصدام ِمع الوحداتِ الكرديـة .. 

كما أن الزيارة َتتزامنُ مع تشكيل ِالميليشياتِ الكرديـة مجالسَ عسـكرية ً في المناطق ِالعربيـة تعتـمدُ على أبناء ِ العشائر ِ العـرب في قيادتها، وذلك لمواجهة ِالتغلغـل ِالإيراني في المنطقة الشرقيـة .. فالرياض ترى أنه يمكنُ لأبناءِ العشائر أن يكونوا سدّا منيعا ضدَّ التمددِ الإيراني ..

- فما هي الرؤية الأميركية لمنطقة شرق الفرات وما هو الدور السعودي فيها؟ 

-وكيف سيؤثر ذلك في العلاقات الفاترة أصلا بين الرياض وأنقرة التي تعتبر الوحدات الكردية كيانا إرهابيا؟ 

-وهل يتعلق هذا التطور بإعادة رسم خرائط المنطقة وتوازنات القوى فيها ؟

- هل صحيح أن السبهان اشترط على العشائر عدم فتح أي قنوات تواصل مع تركيا بعد قيام أنقرة مؤخرا بتنمية دور العشائر في مناطق درع الفرات؟

- ولكن لماذا يحاول البعض توظيف زيارة السبهان المتكررة للإساءة للعلاقات السعودية التركية ؟

- ألا يسهم الدعم الأمريكي والسعودي للوحدات الكردية في مخططهم الانفصالي ؟ 

- ولكن إلى متى سيكف الأكراد عن توهمهم ببقاء هذه القوى الكبرى معهم والتي تتركهم دائما عند كل منعطف ؟

- أليس من شأن التحرك السعودي مواجهة النفوذ الايراني .. وإيجاد حلول واقعية للأزمة في تلك المنطقة في وقت تعاني فيه أنقرة حالة تذبذب لايمكن بناء مواقف تجاهها ؟

الضيوف

صهيب جابر - الصحفي – إسطنبول

د. رامي الخليفة العلي - الباحث في الفلسفة السياسية

د. برهان كور أوغلو - الأكاديمي والمحلل سياسي – إسطنبول

د. خالد صفوري - مستشار مجموعة مريديان للأبحاث الإستراتيجية - واشنطن

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات