لهذه الأسباب يقع لاجئون سوريون فريسة سهلة للنصب والاحتيال في اليونان

لهذه الأسباب يقع لاجئون سوريون فريسة سهلة للنصب والاحتيال في اليونان
تدفع العوائل السورية والشباب منهم على حد سواء مبالغ طائلة للمهربين على أمل مغادرة اليونان إلى دول الاتحاد الأوروبي الغنية، الأمر الذي يجعلهم صيدا سهلا للسماسرة الذين ينشرهم المهربون في شوارع وساحات مدن اليونان وخاصة عاصمتها أثينا للإيقاع بالمتحمسين للسفر.

ويأتي شارع "أخرنون" في أثينا المكتظ باللاجئين والسماسرة معاً على رأس الأماكن التي تشهد هذه الحوادث، حيث يمكن رؤية سمسار أحد المهربين في أحد مقاهي هذا الشارع وهو يحاول إقناع بعض اللاجئين الراغبين بمغادرة العاصمة اليونانية من العوائل السورية أوالشباب المهاجرين بمفردهم ، وتتركز التفاهمات على مبالغ تتراوح بين 3000 – 4000 يورو للشخص الواحد.

"ابن بلدي!"

أخبر اللاجئ السوري طه عزيز أورينت نت أن المهربين يستغلون حاجة بعض المهاجرين فيستخدمونهم طعما للايقاع بأبناء بلدهم، فعندما يكون السمسار سوريا فإن ذلك يزرع بعض الثقة بين شبكة المهربين والمهاجر، فبكلمة أنت ابن بلدي، أو "بلود" إذا كان من المحافظة نفسها تتعزز الثقة بين اللاجئ السوري وابن بلده السمسار.

وقال اللاجئ طه، إن "هذه الثقة التي يبنيها السمسار تجعل العائلات السورية تدفع الأموال للمهربين الذين يجمعون عشرات آلاف اليورهات قبل الفرار إلي بريطانيا أو كندا وترك هؤلاء اللاجئين للندم والحسرات".

ضحية 

ويروي طه حكايته مع هؤلاء السماسرة والمهربين لأورينت نت، فقد قدم إلى اليونان من سنتين، وبحث طويلا عن مهربين يساعدونه بإكمال رحلته إلى ألمانيا.

وحسب روايته، اتفق طه مع مهرب عن طريق وسيط تعرف عليه في أحدى مقاهي "أخرنون" دون أن يرى المهرب شخصيا، فطلب منه وضع المبلغ في مكتب تأمين مع شيفرة تسمح له التحكم بوجهة المبلغ حتى وصوله إلى ألمانيا بلد المقصد، أي انه في حال نجح بالوصول يتصل بصاحب مكتب التأمين ويطلب منه إعطاء المبلغ المتفق عليه للمهرب حسب الاتفاق.

وذكر  طه أن المهرب أرسله إلى إحدى جزر اليونان بزعم أن طائرته ستقلع منها نحو ألمانيا، لكن الشرطة اعتقلته لمدة تجاوزت ١٥ يوما ولم يستطع التواصل مع السمسار ولا صاحب المكتب.

وبعد خروج عزيز من السجن أخبره صاحب المكتب أن المهرب قدم إليه وأخبره بأنه وصل مقصده وبالتالي فقد سلمه المبلغ كاملا، وقد باءت جميع محاولات الشاب بالاتصال بالسمسار والمهرب لأنهم أغلقوا هواتفهم بعد ان استولوا على المال.

وأكمل عزيز قصة وقوعه ضحية احتيال كبيرة، قائلا إنه لم يستطع رفع دعوى ضد هذه الشبكة لدى السلطات اليونانية فهو ببساطة لا يملك أوراقا رسمية ووجوده أصلا غير قانوني في هذه البلاد، إلى جانب استخدام المهربين لأسماء وهمية كما هي مكاتب التأمين التي لا وجود لها في سجلات الحكومة اليونانية بهذه الصفة فهي إما عبارة عن بقاليات لبيع المواد الغذائية أو مجرد مطاعم.

يشار إلى أن العديد من اللاجئين السوريين في اليونان يقعون بشكل يومي فريسة سهلة لعمليات احتيال، وذلك لرغبتهم وحاجتهم الشديدة إلى الوصول لدول الاتحاد الأوروبي الغنية من جهة وعدم امتلاكهم لأوراق رسمية وقانونية من جهة أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات