كيف تتعامل ميليشيات أسد الطائفية مع "عناصر المصالحات" في سجن صيدنايا؟

كيف تتعامل ميليشيات أسد الطائفية مع "عناصر المصالحات" في سجن صيدنايا؟
استمرّت مخابرات ميليشيات أسد بنقض كل اتفاقيات المصالحة بينها وبين "فصائل المعارضة"، وذلك عبر اعتقال مئات العناصر من تلك الفصائل أو الناشطين المدنيين وزجّهم في السجون لا سيما سجن صيدنايا المعروف بـ "المسلخ البشري" صيدنايا العسكري.

وتؤكد مصادر متقاطعة لأورينت نت، أن إدارة هذا السجن والمخابرات المُسيطرة عليه تعاملت بطرقٍ مختلفة مع معتقلي المصالحات، فمنهم مَن قُتل وآخر عُذّب وآخرون خرجوا بعد توقيع اتفاقيات سريّة.

وبحسب ناشطين عملوا على توثيق حالات الاعتقال التي طالت "عناصر المصالحات"، فقد اعتقلت ميليشيات أسد أكثر من 700 شخصاً دخلوا في "مصالحات" أو ما يعرف بـ"تسوية وضع" في الغوطة الشرقية وحدها، و 500 آخرين في محافظة درعا، وأن هناك مئات المعتقلين من عناصر المصالحات في حمص وحلب وريف دمشق، تمّ نقل أغلبهم لسجن صيدنايا العسكري، بعد التحقيق معهم في أفرع المخابرات، حيث تم إعدام بعضهم؛ بينما خرج بعضهم الآخر، مع بقاء الأكثرية داخل السجن.

ثمن الخروج

يقول الحقوقي مجدي الدبس لأورينت نت، إن "عدداً من قادة فصائل المصالحة الذين تمّ اعتقالهم خلال الأشهر الأخيرة قد أُفرج عنهم من قبل إدارة سجن صيدنايا، بعد توقيعهم على تنازل عن كامل أملاكهم الخاصة التي جنوها خلال سنوات الثورة".

وأوضح الدبس، أنه "أفرجت إدارة سجن صيدنايا العسكري السيئ الصيت عن بعض قادة فصائل حيّ برزة الدمشقي التي صالحت ميليشيا أسد، ومن بين المُفرج عنهم (أبو محجوب) القيادي في اللواء الأول التابع للجيش الحر سابقاً، و(أبو سعيد مورو) القيادي كذلك في اللواء الأول وكان يعمل تاجر مواد غذائية بين أحياء دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة حينها، بالإضافة إلى (أبو فؤاد الحبشي) الذي كان قائد مجموعات الحواجز باللواء الأول والمسؤول عن تهريب المحروقات من برزة إلى الغوطة الشرقية".

واستطرد "ويُضاف لهؤلاء الثلاثة، عدد من قادة فصائل الغوطة الشرقية ومحافظة درعا، وجميع المُفرج عنهم كوّنوا ثروات طائلة خلال سنوات الثورة، بسبب استغلالهم لمقدّراتها والمتاجرة بحقوق المدنيين، ولذلك استغلّت إدارة سجن صيدنايا والضباط العاملين فيه هذه النقطة، فأفرجوا عنهم بعد تنازلهم عن كامل أملاكهم الخاصة".

وأشار الحقوقي إلى أن هذه الأملاك المُصادرة بعضها عادت لدولة أسد، وبعضها الآخر كانت عبارة عن رشاوى لضباط مخابرات السجن؛ مقابل الإفراج عن هؤلاء القادة.

القتل انتقاماً

ونُفّذت داخل "صيدنايا" العديد من عمليات الإعدام الجماعي أو الفردي بحقّ عناصر وقادة المصالحات، بينهم قائد اللواء الأول "أبو الطيب"، "أبو عبدو الزيبق" والقيادي السابق في "جيش الاسلام"، بالإضافة للقيادي "سمير الشحرور" الذي أصبح فيما بعد مسؤولاً عن مركز المصالحة في حيّ برزة الدمشقي.

وبحسب المتحدث السابق باسم الدفاع المدني في الغوطة الشرقية سراج محمود، فإن "لجنة المصالحة في مدينة حرستا تم إبلاغها بإعدام خمسة من قادة الفصائل والمجموعات التي سوّت وضعها مع ميليشيا أسد، وتم اعتقالها داخل سجن صيدنايا".

وذكر محمود، أن هناك عشرات المعتقلين من حرستا والغوطة الشرقية داخل سجن صيدنايا، سيتمّ إعدام 11 منهم، وذلك بحسب ما تمّ إبلاغه للجنة المصالحة من قبل إدارة السجن.

في السياق، لفتت الناشطة رغد الشامية إلى أن عمليات قتل قادة الفصائل والعناصر المُصالحين لميليشيا أسد جاء انتقاماً لسببين، "الأول، هو انتقام من فصائل الثوار ومن كل حرّ خرج ضد نظام الأسد ووقف ضد ميليشياته، والثاني وهو الأهم، جاء انتقاماً من بعض قادة الفصائل التي تعاملت مع ضباط ميليشيا أسد الطائفية، وبعد كشف خبايا تعاملهم تمّ قتلهم كيّ لا يتم فضح المستور أكثر، ولذلك تم اعتقال عشرات ضباط المخابرات وميليشيا أسد وزجّهم داخل سجن صيدنايا على خلفية التحقيقات مع قادة الفصائل التي تم إعدامها لاحقاً".

التعذيب دون تحقيق

من جانبه، يرى الناشط الحقوقي "نضال الشيخ علي" أن التّهم الموجّهة لعناصر وقادة فصائل المصالحات جاهزة ولا يحتاج المحققون إضاعة وقتهم في التحقيق، كوْن هؤلاء قد أقرّوا بتعاملهم ضد ميليشيات أسد وقاتلوها، حسب نصوص سندات المصالحة المُوقّعة فيما بينهم.

وقال الشيخ علي لأورينت نت: "بما أن أوراق المصالحة فيها عدة إقرارات من العناصر المُصالحين بأنهم حاربوا دولة الأسد وتعاملوا مع جهات أجنبية ضدها، فلذلك ما على محققي سجن صيدنايا سوى تعذيب هؤلاء المعتقلين تحت أيّ بند يرونه، ولهذا جميع معتقلي المصالحات يخضعون للتعذيب دون التحقيق معهم؛ إلا مَن له علاقات مهمة ومشكوك بأمره، ومن لم يُقتل أو يُفرج عنه سيبقى تحت التعذيب إلى أجلٍ غير معلوم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات