هل تنجح قمم مكة الثلاث في كبح جماح إيران؟

في عام 1990 عقدت قمة القاهرة لتمريرِ موقف عربي ضد العراق الذي تورطت قيادته آنذاك في غزوِ دولة الكويت واحتلالها.. تمخضت القمة وقتها عن طلب إرسال قوات عربية تشارك القوة الدولية في تحريرِ الكويت.. وقتها انحازت دول للعراق .. ودول تذاكت ووقفت بالمنتصف..

المشهد الحالي يشبه كثيرا مشهد المنطقة قبيل الأزمات الكبرى، ولا سيما بعيد اجتياح صدام حسين الكويت، سواء لناحية الجهد الدبلوماسي المكثف الذي تبذله السعودية باستضافتها ثلاث قمم إسلامية، عربية، وخليحية في آنٍ معاً أو لناحية الحشود العسكرية.. وإن بدت التصريحات أكثر خفوتاً..

تنعقد قمم مكة اليوم في ظروف مشابهة.. إلا أن المعتدي اليوم هو عدو خارجي.. إيران.. تعتدي على دولة عربية.. وياليتها كانت دولة واحدة.. بل الوطن العربي كله من المغرب إلى البحرين لم يسلم من اعتداءات طهران ووكلائها..

في تلك الفترة من عام 1990 وقفت منيرة ابنة المندوب الكويتي في مجلسِ الأمن وسردت أمام الأعضاء عن فظائع الجنود العراقيين وهم يرمون الأطفال الرضع من الحاضنات، الأسلوب نفسه كرره وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمام مجلسِ الأمن عام 2003 وبيده كيس يحوي مادة بيضاء محذراً من مادة الانتراكس وخطورتها على الإنسان.

ولعل قمة مكة ستتضمن أفلاماً وصوراً توثيقية لسلسلة العداء الإيراني للعرب.. وما أكثرها.. و هنا يتمنى السوريون على القمة والقائمين عليها أن يكون من بين هذه الصور والأفلام التوثيقية شيئ ما من سوريا.. فدماء السوريين التي تهدر على يد طهران وحرسها مازالت ساخنة تنزف في إدلب.. و هي فرصة للقادة السبعة والخمسين المجتمعين في مكة أن يعاينوا بأم أعينهم ما يحدث.. فمن يدري ربما لايعلمون أن إيران استباحت بلداً كاملاً عسكرياً وسياسياً واقتصاديا.. ليس بالأمسِ طبعا.. بل قبل تسعِ سنوات كما اجتاحت اليمن والعراق.. العراق الذي سيكون وفده أمام معضلة كبيرة في الموافقة على البيانِ الختامي أو التحفظ عليه.. وربما يغادر الوفد قاعة الاجتماعات.. ونفس الشيء ينطبق على الوفد اللبناني.. وكل ذلك غيض من فيض انتهاكات إيران للدول العربية.. ولاحاجة طبعاً للقول إن ترك الحبل للإيرانيين سيدفعهم لاجتياح العالم العربي كله.. وهو ما دأبوا عليه منذ أربعين عاما.. 

- ما الذي ستحمله قمم مكة؟

- وكم من الأهداف يمكن تحقيقه في هذه القمم؟

- وماهو الحد الأدنى الذي يمكن أن يتفق عليه المجتمعون في مكة؟

- هل هذه القمم للحشد السياسي أم  لإعلان حرب عسكرية؟

- وهل بولتون في المنطقة من أجل السلام أم الحرب؟

- وأي رسائل تعكسها تصريحات بولتون واتهامه طهران بشكل مباشر بوقوفها وراء هجمات الفجيرة والرياض الأخيرة؟

- هل سيكون هناك محاولة لترتيب البيت الخليجي؟

- وفي ظل الحساسيات والاختلافات الكثيرة، كيف ستقنع السعودية الدول المشاركة في القمة.. أن إيران تشكل تهديدا؟ أليس على الرياض أن تبدأ بالدول الخليجية التي مايزال بعضها يرتبط بطهران ارتباطا قويا.. ثم على الدول العربية التي مازال عدد كبير منها يدور في فلك إيران؟ 

- هل سيمر البيان الختامي دون خلافات في ظل الحساسيات المعروفة للجميع؟

- هل ستتطرق هذه القمم لما يجري في سوريا؟ وهل ستناقش المجازر التي ترتكب في إدلب على يد إيران وروسيا؟ و هل ستطالب بإبعاد النفوذ الإيراني المباشر عن سوريا؟

الضيوف:

د. سلطان حطاب - مدير دار العروبة للدراسات - عمان

منيف عماش الحربي – كاتب ومحلل سياسي – الرياض

مسعود الفك - مختص في الشأن الإيراني

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات