اليمين المتطرف .. سلاح بوتين للإطاحة بالاتحاد الأوروبي

في أوائل القرن الماضي قامت الفاشية في ايطاليا و النازية في ألمانيا و انطلقت من قاعدة تَعبئة العامة ورَدْم عقول الشباب و تَفظيظ مَشاعرِهم و أفئدتِهم .. ومَضت تُحارب الليبراليين ودُعاة الحرية والتَّعددية والتَّسامح.. في إيطاليا كلُّ شيء أصبح الدُّوتشي .. كما أصبح كل شيء الفُوهْرَرْ في المانيا.. ليَنصاع شَعبان من أرقى الشعوب ، لِسِحرٍ خِطابيٍ فَارغ، ويَنصَرفا الى الحروب على أنَّهما شَعبا الله .. كِلاهُما ترك بلدا مُدمرا مليئا بالأوجاع والكوارث والهزيمة.. إلا أن هذه الأيديولوجيات التي انهزمت في الحرب العالمية الثانية ظلت تَسري في عُروق كثيرين و بِتيارات وطنية تَمسكت بهذه النزعة العُنصرية مُعتمدة على العرق مُحَدِّدا وأيديولوجيةً أساسية في التَّعامل مع الآخر وتَصْنيفه .. دَفعتها فيما بعد إلى الواجهة مُنعطفاتٌ كبرى أبرزُها كانت أحداث الحادي عشر من أيلول، لتَستغل هذه التيارات تَصاعُد ما يُعرف بالإسلاموفوبيا وكَراهيةِ الأجانب .. ثم مُشكلة الهِجرة واللُّجوء التي تُعد من أسباب صُعود اليمين المُتطرف في أوروبا .. وبرُوزه بشكلٍ أكبر ليُحقق في الفترة الأخيرة نتائج انتخابيةً وُصِفت بالتاريخية في كلٍّ من هولندا و ايطاليا و ألمانيا و فرنسا.. ولكلِّ بلد من هذه ظُروفُه التي تَلعب في صُعود تياراتِه اليمينية ، هذه التيارات المُناهضة لليورو و المؤسسات والهجرة والانفتاح والعولمة والإسلام، وهي قَضايا تُدغدغ مَشاعر فئاتٍ من الرأي العام المُتخوف من المُستقبل.

أحزاب اليمين هذه شكلت جبهةً كبيرة على امتداد الخارطة الأوروبية .. تَجتمع فيما بينها بين فترة و أخرى مُستدعية بقوةِ أشباحِ الماضي المُرعب من فاشية و نازية ، إلا انها أكثر ذكاءً وقُدرة على التَّكيف مع الأنظمة الديمقراطية .. آخرُ هذه الاجتماعات كانت قبل يومين في مدينة نابولي الايطالية وهي تَحضيرا لانتخابات البرلمان الأوروبي المُزمعة خلال يومين .. و حَضرها كلٌّ من نائبِ رئيس الوزراء الايطالي المُتطرف ماثيو سالفيني  و زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية العنصري مارين لوبان، وغيرت فيلدرز الهولندي، وقادةْ أحزاب آخرين من ألمانيا، و بلغاريا وهنغاريا وإيستونيا والتشيك.. إلا أن هذا الاجتماع الذي بدأ بالخِطابات المُنمَّقة و عباراتٍ مقصودة و ذكية مثل: "لترفع أوروبا رأسها" ..عَّكر صَفْوهُ فَضيحةُ زعيم حزب الحرية النمساوي المتطرف هاينز- كريستيان شتراخه الذي تم نشر تسجيل له وهو يتكلم فيه عن تمويل روسي لحزبه، وعن خُطِطه لوضع الإِعلام النمساوي تَحت وَطأتِه .. و المُثير أن موسكو تَدعم و تُمول جميع هذه الأحزاب المُتطرفة .. لأهدافٍ غيرِ واضحة .. ولكنَّ الواضح أن الإطاحة بالاتحاد الأوروبي هدفا رئيسا لفلاديمير بوتين ولِصالح مشروعِه المُسمى : المشروعَ الأُوراسي .

وهنا نسأل :

- ما الذي تريده روسيا؟ 

- هل صحيح أن روسيا حاضرة بقوة في هذا الاستحقاق الأوروبي ؟ و أن روسيا المُتهمة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية و البريكست تريد زعزعة الديمقراطية في أوروبا ؟ 

- وكيف لروسيا أن تتحكم في هذه الانتخابات ؟

- وعدا عن مسألة تمويل الأحزاب المتطرفة ..ما هي الأساليب التي تتبعها روسيا للتأثير على الرأي العام الأوروبي ؟

- هل صحيح أن هذه الأحزاب هي حصان طروادة لخطط الرئيسين ترامب و بوتين لإضعاف أوروبا؟

- ما الذي تمخض عنه اجتماع الأحزاب اليمينية في إيطاليا؟

- وكم ستحصد هذه الأحزاب في الانتخابات الأوروبية القادمة ؟

- هل يدرك اليمين المتطرف في أوروبا الذي يستحضر أشباح النازية تحت مسمى مسميات الحضارة والحرية .. هل يدرك أيضا الكوارث الإنسانيّة المرعبة التي نتجت عنها؟

- وهل يدرك الأوروبيون ما يحيكه لهم فلاديمير بوتين ؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات