أحزاب اليمين هذه شكلت جبهةً كبيرة على امتداد الخارطة الأوروبية .. تَجتمع فيما بينها بين فترة و أخرى مُستدعية بقوةِ أشباحِ الماضي المُرعب من فاشية و نازية ، إلا انها أكثر ذكاءً وقُدرة على التَّكيف مع الأنظمة الديمقراطية .. آخرُ هذه الاجتماعات كانت قبل يومين في مدينة نابولي الايطالية وهي تَحضيرا لانتخابات البرلمان الأوروبي المُزمعة خلال يومين .. و حَضرها كلٌّ من نائبِ رئيس الوزراء الايطالي المُتطرف ماثيو سالفيني و زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية العنصري مارين لوبان، وغيرت فيلدرز الهولندي، وقادةْ أحزاب آخرين من ألمانيا، و بلغاريا وهنغاريا وإيستونيا والتشيك.. إلا أن هذا الاجتماع الذي بدأ بالخِطابات المُنمَّقة و عباراتٍ مقصودة و ذكية مثل: "لترفع أوروبا رأسها" ..عَّكر صَفْوهُ فَضيحةُ زعيم حزب الحرية النمساوي المتطرف هاينز- كريستيان شتراخه الذي تم نشر تسجيل له وهو يتكلم فيه عن تمويل روسي لحزبه، وعن خُطِطه لوضع الإِعلام النمساوي تَحت وَطأتِه .. و المُثير أن موسكو تَدعم و تُمول جميع هذه الأحزاب المُتطرفة .. لأهدافٍ غيرِ واضحة .. ولكنَّ الواضح أن الإطاحة بالاتحاد الأوروبي هدفا رئيسا لفلاديمير بوتين ولِصالح مشروعِه المُسمى : المشروعَ الأُوراسي .
وهنا نسأل :
- ما الذي تريده روسيا؟
- هل صحيح أن روسيا حاضرة بقوة في هذا الاستحقاق الأوروبي ؟ و أن روسيا المُتهمة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية و البريكست تريد زعزعة الديمقراطية في أوروبا ؟
- وكيف لروسيا أن تتحكم في هذه الانتخابات ؟
- وعدا عن مسألة تمويل الأحزاب المتطرفة ..ما هي الأساليب التي تتبعها روسيا للتأثير على الرأي العام الأوروبي ؟
- هل صحيح أن هذه الأحزاب هي حصان طروادة لخطط الرئيسين ترامب و بوتين لإضعاف أوروبا؟
- ما الذي تمخض عنه اجتماع الأحزاب اليمينية في إيطاليا؟
- وكم ستحصد هذه الأحزاب في الانتخابات الأوروبية القادمة ؟
- هل يدرك اليمين المتطرف في أوروبا الذي يستحضر أشباح النازية تحت مسمى مسميات الحضارة والحرية .. هل يدرك أيضا الكوارث الإنسانيّة المرعبة التي نتجت عنها؟
- وهل يدرك الأوروبيون ما يحيكه لهم فلاديمير بوتين ؟
التعليقات (0)