ما أهمية سهل الغاب للقوات الروسية والميليشيات الموالية لها؟

ما أهمية سهل الغاب للقوات الروسية والميليشيات الموالية لها؟
بدأت القوات الروسية والميليشيات الموالية لها اجتياحها العسكري عبر منطقة سهل الغاب والبلدات المُطلّة عليه لما له من أهمية عند هذه القوات، ووضعت تلك القوات كامل قوتها العسكرية من أجل السيطرة على هذا السهل، وكونها تعرف أهمية سهل الغاب اختارت العمل عليه دون غيره من باقي مناطق المنطقة العازلة.

وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة استطاعت القوات الروسية والميليشيات الموالية لها من السيطرة على أكثر من ثلث سهل الغاب الشرقي وعدة قرى وبلدات من ريف حماة الشمالي الغربي، وباتت مُلاصقة لجبل شحشبو الأكثر وعورة والذي يُعتبر بوابة محافظة ادلب.

الإشراف على أهم مداخل إدلب

وكانت أورينت نت قد نشرت منذ عدة شهور تقريراً عن نيّة القوات الروسية والميليشيات الموالية لها دخول محافظة ادلب عبر سهل الغاب وقرى جبل شحشبو وجبل الزاوية لأنها أهم وأصعب مداخل المحافظة، وبالسيطرة عليها تُسيطر هذه القوات على أجزاء واسعة من المحافظة بسبب أهميتها الاستراتيجية.

وبهذا الإطار، يقول الناشط الاعلامي محمود الشمالي لأورينت نت "تأتي أهمية سهل الغاب من عدة جوانب، أهمها أن هذه السهل يُعتبر المدخل الأساسي للمناطق المحررة في جسر الشغور وجبل الزاوية وجبل شحشبو، وبخرق هذه الجبهة يمنح القوات الروسية والميليشيات التابعة لها بوابة للدخول إلى ادلب، وربما هذا يحدث عبر مراحل تالية وذلك حسب قدرة فصائل الثوار في المقاومة".

وبنفس السياق، أشار الناشط الثوري فياض الصطوف لأورينت نت أن، "سهل الغاب يُعتبر خط الدفاع الأول عن الشمال السوري ومحافظة ادلب، وبسقوطه تكون القوات الروسية وميليشياتها قد كسرت هذا الخط وأشرفت على أهم مداخل محافظة ادلب في جبل شحشبو وجبل الزاوية حتى منطقة جسر الشغور".

وأما الخبير العسكري أنس الحاجي أكّد لأورينت نت أن ما نشره الموقع منذ شهور عن نيّة القوات الروسية وفصائل المصالحات التي تدعمها روسيا بالسيطرة على مداخل محافظة ادلب الغربية عبر سهل الغاب، هو ما يحدث حالياً ولو على مراحل متتالية وحسب الخطة الروسية التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي "لافروف" والمتمثّلة بخطّة الخطوة خطوة، ونوّه الحاجي إلى أنه بحال سيطرت القوات الروسية على خط سهل الغاب الشرقي ومفرق طريق العنكاوي سيكون جبل الزاوية وجبل شحشبو في خطر، وهذا ما تسعى إليه روسيا مستقبلاً، حسب كلام الحاجي.

حماية مطار حميميم والمناطق الموالية

في حين رأى الناشط الثوري فياض الصطوف أن لسهل الغاب أهمية أخرى تمثّلت بإبعاد خطر فصائل الثوار عن مطار حميميم وبعض المدن والبلدات الموالية وخاصة ذات الغالبية المسيحية والأخرى التي تُعتبر الخزان البشري للميليشيات الموالية للقوات الروسية.

وقال الصطوف لأورينت نت، "بضياع سهل الغاب تكون القوات الروسية قد أبعدت صواريخ فصائل الثوار عن مطار حميميم التي كانت تطاله من هذه المنطقة، وأنهت مناطق الاشتباك المحاذية لمناطق سيطرة نظام الأسد، وبالتالي حماية مطار حميميم والمناطق الموالية الموجودة في باقي سهل الغاب وريف حماة الشمالي الغربي، وتُعتبر هذه المناطق الموردّ الأساسي لعناصر الميليشيات الموالية للقوات الروسية والعاملة تحت إمرة العميد سهيل الحسن".

وكذلك لفت الناشط الاعلامي محمود الشمالي أهمية سهل الغاب من هذه الناحية بقوله، "تُعتبر القرى والبلدات التي تقدمت إليها القوات الروسية والميليشيات الموالية لها خط الدفاع المتقدّم لمناطق نظام الأسد في القسم الغربي من سهل الغاب، وكان لا يفصلهما عن بعض سوى بعض الجسور والقنوات المائية، وبعضها الآخر تكون السيطرة مشتركة ومتداخلة فيما بينهم، وبالتالي تم إبعاد الخطر عن المناطق الموالية أكثر".

وهذا ما أكّده كذلك الناشط بكار حميدي لأورينت نت بقوله، "تعود أهمية سهل الغاب الذي جرت به الاشتباكات الأخيرة لقربه من قرى نظام الأسد الموالية ذات الغالبية العلويّة، وكذلك لإمكانية استهداف مطار حميميم من هذه المنطقة كوْنه ضمن مدى صواريخ فصائل المعارضة، ولذلك سعت روسيا للبدء بالسيطرة على هذا السهل لإبعاد خطر الثوار عن المطار والمناطق الموالية وكذلك المدن المسيحية القريبة من سهل الغاب كالسقيلبية ومحردة".

الضغط على تركيا والفصائل المقاتلة

بينما الخبير العسكري أنس الحاجي ذهب باتجاه آخر من أهمية سهل الغاب والمناطق القريبة منه بقوله، "المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية وميليشياتها الموالية، والممتدة على أجزاء من سهل الغاب وريف حماة الشمالي الغربي، تقع هذه المناطق على طريق النقاط التركية الموجودة في اشتبرق وشير مغار ومورك، وبالتالي قطع الطريق بينها".

وأضاف الحاجي، "وبعد رفض فصائل الثوار دخول الدوريات الروسية للمناطق المحررة، قررت روسيا الضغط على تركيا وفصائل الثوار بالسيطرة على سهل الغاب والمناطق المحاذية له، ومن ثم المفاوضة مع الجانب التركي لفرض بعض الشروط الروسية المتّفق عليها خلال اجتماع "سوتشي" الخاص بمحافظة ادلب".

خلق نصر معنوي ومادي

ومن جهة أخرى، أشار الناشط بكار حميدي إلى أن، "الأزمات الاقتصادية الأخيرة التي ضربت مناطق نظام الأسد وانهزام الروح المعنوية بقدرة هذا النظام من إدارة البلاد، جعل من معركة سهل الغاب الملجأ الوحيد لعودة هذه الروح لحاضنة نظام الأسد الموالية".

وتابع، "وبالتالي اختاروا منطقة سهل الغاب لأنها منطقة ذات أهمية لحاضنة نظام الأسد، وسهل العمل العسكري فيها كونها منطقة مكشوفة وأغلبها ساقط نارياً، فخلقت روسيا هذا النصر الوهمي للرفع من معنوياتهم ويُنسيهم أزماتهم الاقتصادية وغيرها من الأزمات، إضافة لجعل أموال وأثاث بلدات سهل الغاب المحتلة مشاعاً لعناصر الميليشيات الموالية وبالتالي تعفيشها وسلبها كي يضمنوا ولاءهم وعدم الخروج عليهم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات