ما احتمالات توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران وميليشياتها؟

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تخطط لنشر نظام باتريوت المضاد للصواريخ في الخليج، رداً على التهديدات الإيرانية المتزايدة، وذلك نقلاً عن مسؤول كبير في الدفاع.

كما قرر البنتاغون إرسال السفينة البرمائية "يو إس إس أرلنغتون" (USS Arlington) إلى الشرق الأوسط، والتي تنقل مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" ومعداتهم الحربية.

ولم يذكر البنتاغون، متى وأين سيتم نشر البطاريات المضادة للصواريخ؛ ولكنه من المتوقع أن يصدر بياناً رسمياً يوضح الأسباب خلال الساعات المقبلة.

وقال مسؤولون في الدفاع، إنهم لم يروا أي تراجع من قبل إيران بعدما قامت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى المنطقة، رداً على تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران تشكل تهديداً متزايداً على القوات والمعدات الأمريكية.

وأوضح المسؤولون أن عدم التغير في السلوك الإيراني هو ما دفع الولايات المتحدة لنشر بطاريات باتريوت من جديد.

وكانت الولايات المتحدة قد سحبت بطاريات باتريوت من البحرين والكويت والأردن كجزء من خطتها الجديدة لإعادة الانتشار، حيث قالت إدارة ترامب الأسبوع الماضي إنها وافقت على عملية بيع محتملة تقوم فيها البحرين بشراء نظام باتريوت الأمريكي.

وقال مسؤولون في الدفاع، إن الصواريخ الإيرانية من بين التهديدات المحتملة التي يمكنها استهداف السفن التي تعبر المنطقة.

وكانت إيران رفضت الاتهامات الموجهة إليها؛ لكنها قالت إنها سترد على أي استخدام أمريكي للقوة.

احتمالات صدام عسكري

حذر السيناتور انجوس كينج، العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، من الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق بسبب قوة المليشيات الشيعية التي تتنظر أوامر إيران لمهاجمة القوات الأمريكية هناك، وذلك بحسب لقاء أجرته معه فورن بولسي.

وقال إنه اطلع على التقارير الاستخباراتية الواردة حول إيران، ويشعر بالقلق، خصوصاً مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتصنيف الحرس الثوري على أنه إرهابي وازدياد العقوبات الاقتصادية التي سيكون لها تأثير حاد على الاقتصاد الإيراني، وهذه خطوات تصعيدية مع إيران ويمكن النظر لها كـ "تحركات استفزازية" تدفع إيران للرد.

والسيناريو المتوقع هو قيام بعض أفراد الميليشيات الشيعية في العراق بإطلاق النار على القوات الأمريكية، الأمر الذي تضطر فيه الولايات المتحدة للرد عسكرياً، مما يعني رداً إيرانياً مماثلاً من الممكن أن يؤدي إلى صدام عسكري.

وأشار إلى أن أسلوب جون بولتون، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض يعتمد على المواجهة، حيث قال بولتون في خطاب له ألقاه أمام مجموعة من المعارضة الإيرانية في 2017 إن "الحل الوحيد هو تغيير النظام في إيران.. سنحتفل في 2019 بشوارع طهران". وهذا يعني حتمية المواجهة العسكرية وفق رؤية بولتون.

تنسيق عالي المستوى مع إسرائيل

بدورها، قالت صحيفة هآرتس، إن إيران تقترب من انتهاك الاتفاق النووي، وذلك بحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي، وأعلنت طهران رسمياً إن ستتوقف عن أجزاء من الالتزام في غضون 60 يومياً، بما في ذلك تصدير اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، في حال لم تقم الدول الموقعة على الاتفاق بإيجاد طريقة لحل المشكلة الاقتصادية التي تواجهها إيران.

وبحسب الصحيفة أبلغت الإدارة الأمريكية إسرائيل بكل الخطوات التي ستتخذها ضد إيران، حيث يشهد الطرفان تنسيقاً عالي المستوي حول الملف الإيراني.

ولا تقتصر التحركات الأمريكية ضد إيران على النشاط النووي، فقد زار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو لبنان في الشهر الماضي وحذر من قيام إسرائيل بعمل عسكري في لبنان إذا ما واصل حزب الله بناء مصانع الصواريخ الموجهة والتي تتم بإشراف إيراني.

ورأت إسرائيل أن الضغوط المتزايدة على إيران لن تجبرها على الانسحاب من الاتفاق النووي قبل الانتخابات الأمريكية في 2020 على أمل أن يفوز الديمقراطيون وأن يضطر ترامب لمغادرة البيت الأبيض، ولكن ضخامة الضغوطات الأمريكية أجبرت طهران على إعادة حساب خطواتها والإعلان عن مهلة زمنية قبل انسحابها من الاتفاق.