واشنطن بوست: العراق يسعى لإنشاء معسكر لعزل مواطنيه في المخيمات السورية

واشنطن بوست: العراق يسعى لإنشاء معسكر لعزل مواطنيه في المخيمات السورية
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المسؤولين العراقيين يضغطون لإنشاء معسكر اعتقال خاص لعزل ما يقارب من 30,000 عراقي كانوا يعيشون في المعقل الأخيرة لتنظيم داعش والذي سقط في أواخر آذار الفائت.

وتقاوم الجماعات الإنسانية جهود المسؤولين العراقيين الرامية إلى احتجاز هؤلاء بطريقة تمنعهم مستقبلاً من الاندماج بالمجتمع وتؤدي إلى دفعهم نحو المزيد من التطرف.

ونجحت اعتراضات سابقة بإلغاء معسكر مشابه بالقرب من تلعفر في محافظة نينوى، ولكن هذه المرة يعارض المسؤولون العراقيون بشدة استقبال المواطنين العراقيين الذين كانوا يعيشوا تحت راية داعش مع أن معظمهم من النساء والأطفال ويقيمون حالياً في مخيمات مؤقتة في سوريا.

وقال مسؤول عراقي، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن هدف الحكومة العراقية "اختيار مكان خاص لاحتواء هؤلاء.. ليس فقط لأسباب أمنية، بل لإبقائهم على قيد الحياة، مع احتمال تعرضهم لهجمات انتقامية، إذا ما عادوا لمناطقهم، من قبل مواطنين آخرين فقدوا أقاربهم بسبب داعش".

وأمضى المسؤولون العراقيون شهوراً عديدة في التفاوض على صفقة لاستقبال أكثر من 30,000 مدني عراقي يتواجدون حالياً تحت سيطرة القوات الكردية في سوريا.

ويعج مخيم الهول بالمواطنين العراقيين الذين أمضوا سنوات في العيش ضمن الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش، حيث ينظر المسؤولون العراقيون حالياً بمصيرهم، بينما ينتاب القلق المجموعات الإغاثية.

تجنب سيناريو العزل

وتطغى نسبة العراقيين في الهول على نسبة الأجانب من غير السوريين في المخيم. حيث يخشى المسؤولون في العراق من عودتهم، إلى جانب المسؤولين في دول أخرى من أوروبا وشمال أفريقيا وأماكن أخرى من حول العالم. وقد ازدادت الخشية منهم نتيجة لهجمات سريلانكا الدامية والتي أكد داعش مسؤوليته عنها.

يقول مسؤولو الإغاثة، إن 20,000 ألف عراقي عادوا طواعية إلى العراق منذ بدء الحملة ضد داعش. كما سجلت أكثر من 1,700 أسرة في الهول، أسمائهم لدى الأمم المتحدة للعودة الطوعية، إلا أن الجدول الزمني لإعادتهم لا يزال غير واضح إلى الآن. ويتوقع أن يتم نقلهم على دفعات.

كما قال أحد عمال الإغاثة، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع: "نبذل قصارى جهدنا لتجنب سيناريو معسكر الاعتقال" وتسعى المجموعات الإنسانية إلى وضع العائدين في أربعة مخيمات موجودة ترعاها الأمم المتحدة.

بدوره أفاد أحد عمال الإغاثة العراقيين أن "ما يشغلنا حالياً البيئة في بعض مخيمات العراق والتي تعزز التطرف من جديد.. حتى لو كانت الأسرة بريئة، المجتمع العراقي ينظر إلى هؤلاء بكراهية، ويقول عنهم عوائل داعش. والحكومة تقوم بالأمر نفسه، عبر عدم منحهم أوراق رسمية أو تأمين مدارس مناسبة لهم.. لهذا تسعى المنظمات لتجنيدهم، وإقناعهم بالانتقام".

تهديدات بالإبادة

ويتنظر هؤلاء، في حال ما أقدموا على المغادرة، الحواجز العسكرية التي تقيمها مليشيا الحشد الشيعية. إذ قالت كواكب – 40 عاماً، والمقيمة في مخيم الخازر في مدينة الموصل "أخبرونا أن الحشد سيغتصب بناتنا إذا ما حاولنا العودة إلى بيوتنا. حاولت عبور إحدى نقاط التفتيش للوصول إلى مكتب التوثيق بهدف الحصول على إذن بالعودة إلى منزلي، إلا أنهم أوقفوني وهددوني بالقتل في حال ما حاولت العودة مرة أخرى".

وتسيطر مجموعات متنوعة من الجماعات المسلحة، سواء المليشيات الشيعية أو تلك القبلية السنية على الأراضي التي يسكنها هؤلاء المهجرون، وتمنعهم من العودة وتهدد كل من له صلة قرابة "من الدرجة الأولى" بأحد مقاتلي داعش بالقتل.

وتظاهر محمد ناصر البياتي، الذي يترأس أحد المليشيات الشيعية القوية شمال غرب العراق، بتعاطفه مع أولئك الذين يحاولون العودة إلى بيوتهم. 

وقال وهو جالس في مقر مجموعته، الأسبوع الماضي، في تلعفر "حسناً، أخشى ألا نتمكن من منع الناس من مهاجمتهم" إلا أنه أظهر حقيقة موقفه، عند سؤاله عن رأيه في مصير العائدين من سوريا، حيث قال مجيباً "علينا محاكمتهم جميعاً أو قتلهم جميعاً". 

للاطلاع على التقرير باللغة الانكليزية اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات