دايلي بيست: هكذا أحرق التحالف الدولي الباغوز رغم تواجد مئات المدنيين!

دايلي بيست: هكذا أحرق التحالف الدولي الباغوز رغم تواجد مئات المدنيين!
قال تقرير لـ "دايلي بيست" إن هناك العديد من الأسئلة المطروحة حول استخدام القوة المفرطة من قبل التحالف الدولي في الباغوز، ذات المساحة الصغيرة جداً، حيث شهدت قوة نارية ضخمة، تدل على سوء التخطيط العسكري والذي لم يقدر العدد الصحيح للسكان المدنيين بعد خمس سنوات من القتال.

وتوضح بيانات التحالف الخاصة شدة القصف. تم تنفيذ 2,151 ضربة على أهداف تابعة لتنظيم داعش، بالفترة الممتدة بين 16 كانون الأول و9 من آذار.

صور الأقمار الاصطناعية

توقف التحالف في أواخر 2018، عن تحديد أهداف القصف وتسمية البلدات المستهدفة، إلا أن المعركة الأخيرة في تلك الفترة كانت في الباغوز، مما يعني أن 2,151 ضربة كانت موجهة لتلك البلدة الصغيرة.

قام جوش ليون، مدير التحليل الجغرافي، في هيومن رايتس ووتش، بدراسة صور الأقمار الاصطناعية، في المنطقة الممتدة من هجين، حيث هزم التنظيم في كانون الأول وصولاً إلى الباغوز والحدود العراقية. وقال يوجد مناطق تم تدمير كل فيها المباني بالكامل وبحسب تقديراته، دُمرت آلاف المباني خلال الطلعات الجوية الأخيرة.

وقال "إذا ما نظرت إلى موجات الدمار هذه، ونظرت إلى العدد الفعلي للناجين، فإن السؤال الأكبر هنا، هو عدد الأشخاص الذين لم يخرجوا.. يجب أن يكون هنالك تحقيق مستقل وموثوق لتحديد الخسائر".

لم تستطع منظمة أيروارس، الحصول على عدد دقيق لاستخدام الذخيرة خلال الأشهر الأخيرة من القتال. إلا أن الاستخدام المكثف والمستمر للمدفعية والقوة الجوية، يبدو واضحاً في صور الأقمار الاصطناعية لشرق سوريا. وهنالك أدلة مبنية على الشهادات التي تم الحصول عليها من الأرض وكذلك أدلة من أعضاء التحالف نفسه.

قائد فرنسي يعترف

وقال الكولونيل فرانسوا ريجي لوجييه، الذي يتولى مسؤولية توجيه المدفعية الفرنسية، في حديث له مع الوكالة الفرنسية للأنباء إن وحدته العسكرية قامت بـ 3,500 استهداف خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط.

وأتخذ لوجييه خطوة غير عادية، بعد نشر مقال ينتقد فيه التكتيك الذي اتبعه التحالف شرق سوريا، والذي شاركت قواته فيه، حيث وصف هذه التكتيكات بأنها مدمرة بشكل معتمد.

وقال في مقاله، الذي حذف لاحقاً من مجلة ناشيونال ديفينس ريفيو، إنه كان من الممكن الاستيلاء على هجين بشكل أسرع ووقت أقل، والتسبب بمعاناة أقل للسكان، في حال ما لعبت القوات البرية دوراً بارزاً في المعركة.

وقال "دمرنا البنية التحتية بشكل واسع، وأعطينا الناس صورة مقيتة لعملية التحرير التي تتم على الطريقة الغربية. خلفنا وراءنا بذوراً ستساهم في ظهور وشيك لعدو جديد".

وقالت جوسي إنسور، مراسلة الشرق الأوسط لصحيفة تلغراف "لاحظت النهج المتبع في الباغوز. في بلدت مثل سوسة وهجين.. رأيت حفر أعمق وأكبر مما رأيت في الموصل.. يصل عمق تلك الحفر إلى طابقين أو ثلاثة طوابق. مما يوحي باستخدام التحالف لقنابل تزن ربع طن، لتدمير كل شيء يتحرك في تلك البلدات".

كان جلهم من المدنيين

كانت غالبية المحاصرين في الباغوز من المدنيين، الذين لم يعد لديهم مكان للفرار. وقال نديم حوري الباحث في هيومن رايتس ووتش والذي تحدث مع أشخاص فروا من القتال "قال البعض أنهم كانوا خائفين للغاية وشعروا أنه ليس لديهم خيار سوى التحرك مع داعش لأنه لا يوجد مكان للانسحاب إليه".

وثقت هيومن رايتس ووتش، بعد أسبوعين من بدأ القتال في الباغوز، مقابر جماعية مستمرة هناك وقالت لويزا لوفلوك مراسلة صحيفة واشنطن بوست "أخبرنا المدنيين الهاربين أن الجثث كانت تتراكم في الشوارع في الفترة الأخيرة".

وقال رجل عراقي تحدث لـ هيومن رايتس ووتش "كانت الطائرات تقصف الناس حتى أثناء فرارهم. رأيناهم في إحدى الليالي، من أعلى الجبل، كانوا يحاولون الهرب، نساء وأطفال وبشكل فجائي حدث انفجار. تم استهدافهم بصاروخين".

ما يزال عدد القتلى الحقيقي لمعركة الباغوز مجهولاً إلا أن أفضل التقديرات، الصادرة عن أيروارس، تقول إن العدد بين 326 و850 مدنياً. حيث أدى حدث واحد في 19 آذار، لمقتل ما لا يقل عن 160 مدنياً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات