هل بدأت تركيا التجهيز لمعركة شرقي الفرات؟

هل بدأت تركيا التجهيز لمعركة شرقي الفرات؟
اجتمعت عدة فصائل عاملة في ريف حلب الشمالي في العاصمة التركية أنقرة حضرها قادات فصائل المنطقة الشرقية، والمتمثلة بـ (تجمع أحرار الشرقية، جيش الشرقية، الفرقة 20) بدعوة من وزارة الدفاع التركية، وذلك لمناقشة واقع المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها مليشيا قسد وخصوصاً منطقة شرق الفرات ودير الزور.

وحسب ما تسرب من الاجتماع، فإن الهدف منه هو تشكيل جسم عسكري موحد مهمته التجهيز لمعركة شرق الفرات بهدف استعادة السيطرة على مناطق دير الزور التي تسيطر عليها قسد وإعادة النازحين منها إلى منازلهم، وخصوصاً أن هذه الفصائل تضم آلاف المقاتلين المهجرين من منطقة دير الزور بسبب تنظيم داعش والوحدات الكردية.

قدرة الفصائل على خوض المعركة

ويقول فراس علاوي وهو رئيس تحرير موقع الشرق نيوز لأورينت نت إن: "تركيا حريصة على تحقيق أهدافها بالسيطرة على مناطق شرق الفرات ومناطق سيطرة قسد، ومن مصلحتها أن من يسيطر هي فصائل تابعة لها، بالوقت ذاته فإن فصائل المنطقة الشرقية تبحث عن موطئ قدم لها في مناطقها والتي ينتمي معظم عناصرها لها، وتلاقي المصالح والرغبة التركية هو ما دفع تلك القوى للبحث عن تجمع يضمن قدرتها على خوض مثل هكذا عملية".

وحول قدرة الفصائل على خوض مثل هذه المعارك يضيف علاوي أن "مدى جدية الجميع في ذلك وقدرة الفصائل على تحقيق ذلك هو ما يدفع للتساؤل، فتركيا دون الموافقة الأمريكية لا تستطيع الذهاب منفردة في عملية عسكرية شرق الفرات خاصة بوجود عسكري للتحالف، وأمريكا حتى اللحظة لم تعط الضوء الأخضر لهكذا عملية أو توافق عليها، من جهة أخرى الفصائل دون دعم تركي لن تستطيع القيام بأي تحرك".

وأشار علاوي إلى أن " تركيا تحاول استغلال الحراك الشعبي على الارض والساخط على سياسات قسد وبذات الوقت هي تغذيه بطريقة أو بأخرى، لكن كل ذلك يبقى ضمن البربوغاندا الاعلامية والدعاية السياسية حول إمساك تركيا بخيوط اللعبة شرق الفرات، ولا يمكن أن يحدث هناك عمل عسكري ما لم تتغير السياسة الامريكية الداعمة لقسد".

 ويوضح علاوي إلى أن " قضية التوحد مجرد رسالة اعلامية لا أكثر قد تستخدم في عمليات محدودة على الشريط الحدودي مع تركيا بعيداً عن المنطقة الشرقية وأقصد دير الزور حصراً".

وكانت أرياف المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة قسد قد شهدت مظاهرات رافضة لوجودها وسيطرتها على المنطقة، والتي تسببت بتردي الواقع المعيشي والاقتصادي وتردي الحالة الأمنية فيها، وشهدت بلدة البصيرة بريف المحافظة الشرقي إضرابا للمحلات التجارية، كما تظاهر المئات من أبنائها ضد قوات "قسد"، ورفعوا شعارات تصف "قسد" بالاحتلال الكردي بالإضافة إلى خروج بلدات أخرى في الريف والمدينة.

الضغط على أمريكا

يقول الناشط الصحفي عمر الديري لأورينت نت إن "تركيا تعمل على استعمال جميع الأوراق للضغط على الولايات المتحدة في ملف شرق الفرات، وذلك من خلال جمع الفصائل التي تنحدر من تلك المناطق وجعلها في الواجهة، ذلك من أجل الحصول على ذريعة من أجل الدخول إلى شرق الفرات عن طريق هذه الفصائل وذلك بمؤازرة الفصائل الأخرى".

وأضاف الديري أن "هذا الاجتماع أتى بالتزامن مع حالة تململ شعبية في دير الزور رافقتها هتافات تندد بتنظيم قسد ومنها ضد نظام الأسد وتهتف للجيش الحر، وهو ما يسهل أي مهمة عسكرية مستقبلية لفصائل الجيش الحر التي تنحدر من دير الزور في حال اتخذ القرار بعملية عسكرية ضد تنظيم قسد وذلك بعد أن يكون هناك اتفاق أمريكي-تركي".

وأشار الديري إلى أن "الحاضنة الشعبية في دير الزور ترفض تنظيم قسد بشكل كامل وذلك بسبب الطبيعة العشائرية التي تتضمن العرب دون وجود قوميات أخرى في المحافظة، وكذلك بسبب ضعف التمثيل العربي وتهميشه وترك السلطة العليا للوحدات الكردية، وهو ما قد يسبب حدوث انتفاضة شعبية ضد التنظيم ربما تجبره على الخروج".

من جهته قلل الباحث في الشؤون التركية والأستاذ في جامعة كارتكن التركية قتيبة الفرحات من احتمالية حدوث معركة على دير الزور ويقول إنه "لا يمكن لعاقل أن يدرك أن أي عملية أو تحرك -سواء كان عسكريا أو سياسيا - سيمر دون الرضا الأمريكي، فاللاعب الأمريكي هو اللاعب المؤثر الصامت، حتى عنتريات الروس ومن معهم لا يمكن أن تمر على من يفهم بأن اليد الأمريكية هي الطولى في القضية السورية".

وأضاف الفرحات "أستبعد على المدى القريب التحرك العسكري من قبل تركيا وحلفائها فصائل الشرقية في منطقة دير الزور كون تلك المنطقة تخضع لسيطرة حليف الأمريكان، فملف منبج لم يحسم بعد بالشكل المطلوب لذلك فإن الحديث عن العمل العسكري معقد، ولا أظنه سيكون على غرار ما حصل في العمليتين السابقتين، فكل وكيل في القضية السورية يقف خلفه فصيل، لذلك فلننظر إلى خارج الحدود ونستمع بصمت لما سيحصل داخلها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات